جسر – متابعات
أعلن “الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي” افتتاح أول مكاتبه في سوريا، وذلك بعد أيام من سقوط نظام عائلة الأسد الذي دام 54 سنة.
ونشر الحزب عبر معرفاته بياناً، أعلن فيه “بفخر وأمل عن افتتاح أول فرع للحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي في سوريا، وذلك في ريف دير الزور”، مضيفاً أن “اختيارنا لهذه المنطقة العزيزة من بلادنا لم يكن عشوائياً أو استجابةً للظروف، بل هو تعبير عن التزامنا الفكري والسياسي تجاه وطننا أولاً، وتجاه الفئات الأكثر تهميشاً وحرماناً ثانياً”.
وأردف: “لم نختر دمشق، حيث تتجه الأضواء الإعلامية وتزدحم الوفود الدبلوماسية، بل اخترنا ريف دير الزور، تلك الأرض التي عانت الحرمان لعقود طويلة تحت حكم النظام البائد، رغم أن نصف خيرات بلادنا تنبع من أراضيها، وعانى أهلها من التهميش حتى أثناء الثورة، رغم التضحيات الجسام والدماء الطاهرة التي قدمها أبناؤها من أجل الحرية والكرامة.. من هذه الأرض الطيبة، وتحت أنظار أهلها الكرام، نعلن انطلاق عملنا السياسي ليمتد إلى كل بقاع سوريا، مؤكدين التزامنا الراسخ بقضايا الإنسان السوري الجوهرية، وبتعزيز قيم التضامن، والمساواة، والعدالة الاجتماعية. وبوحدة سوريا، واستقلال قرارها الوطني المستمد من إرادة شعبها الحر”.
واختتم الحزب بيانه: “أيها السوريات والسوريون.. لقد طُويت صفحة الديكتاتورية السوداء إلى الأبد، بتضحيات الملايين من أبناء شعبنا، واليوم، نؤسس معاً لحقبة جديدة، يملؤنا التفاؤل ويحدونا الأمل، لكننا ندرك أن مسيرة البناء والتنمية وتحقيق الازدهار والعيش الكريم هي التحدي الأصعب الذي يواجهنا، فالنضال اليومي والكفاح الذي لا يهدأ هو ما ينتظرنا، فلنكن على قدر هذا التحدي”.
وفي نهاية العام الفائت، أُعلن بالعاصمة الفرنسية باريس، تأسيس “الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي”، حيث عُقد مؤتمر أقر الوثائق التأسيسية والبرنامج السياسي والنظام الداخلي للحزب، وانتخاب قيادة لدورة مدتها عامين.
ونشأت فكرة الحزب بين نشطاء سوريين ممن خاضوا تجربة الثورة السورية، وبهدف بناء حزب سياسي سوري بمعايير عالية وعلى أسس وطنية سورية تضع استقلال القرار السوري على رأس أولوياتها، وبإمكانيات سورية خالصة.
ويُعرّف “الحزب السوري الديمقراطي الاجتماعي” نفسه بأنه حزب سياسي شعبي يضم سوريين في جميع أنحاء العالم، ويسعى إلى إنهاء حالة الديكتاتورية في سوريا والانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي، وإلى إطلاق نهضة تنموية شاملة مع ضمان العدالة الاجتماعية والحياة الحرة الكريمة لجميع السوريين، وقد تأسس انطلاقا من دول الاتحاد الأوربي، وبين صفوف اللاجئين السوريين هناك، الذين يقدر عددهم بنحو مليوني شخص، لكنه يؤكد عزمه الانتقال في الخطوة التالية لتأسيس نفسه في الداخل السوري ودول الجوار.
ويصنف الحزب بأنه حزب برامجي، وتستند رؤيته الفكرية على مبادئ الوطنية السورية والاستقلالية والديمقراطية، و يعتمد الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والتضامن والتسامح كقيم معيارية، فيما يرتكز على السلمية والإصلاح التدريجي والنهج القيمي والتنظيم ومعيار الإنجاز والتحرك على المستوى الشعبي والاستدامة، كوسائل وأساليب عمل.
أما برنامج الحزب السياسي الأول، الذي أطلق عليه اسم “برنامج ما بعد الديكتاتورية”، وهو يمتد إلى عشر سنوات، فيؤكد في أول بنوده على أن أنه ككيان سياسي سيواصل العمل مع الشعب السوري وقواه المختلفة، على إسقاط النظام الديكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي تعددي وفق القرار الأممي 2254، أما في المرحلة التالية فيكرس الحزب نفسه لتقديم الخدمات وإعادة إعمار البلاد وإنشاء بنية تحتية ومؤسساتية تؤسس لنهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية.
وأكد الحزب في وثائقه وبيانه التأسيسي على أن المعيار الأساسي لعمله هو مقدار ما يقدم من خدمات تهم السوريين في حاضرهم ومستقبلهم، وأنه لا يخوض في الصراعات الأيديولوجية ويتحاشى جدل الهويات المدمر، ويركز على الإنجاز المتعين والملموس.