حضور فادي صقر بحي “التضامن” في دمشق يثير غضب الأهالي.. من يكون؟

شارك

جسر – دمشق (خاص)

في أول ردة فعل على زيارة قائد مليشيا “الدفاع الوطني” بدمشق في عهد النظام البائد فادي صقر إلى حي “التضامن” بدمشق بعد سقوط النظام، برفقة قائد من الأمن العام التابع للحكومة السورية المؤقتة، خرج مئات السوريين بمظاهرة كبيرة في الحي أمس الجمعة، احتجاجاً على هذه الزيارة التي وصفوها بالاستفزازية والمخزية بحق القوى الثورية السورية الجديدة.

واجتمع المتظاهرون بالقرب من حفرة مجزرة التضامن التي نفذها عناصر من “الدفاع الوطني” التابعين لفادي صقر في نيسان 2013، وشارك فيها أهالي الحي بمختلف مكوناتهم وأهالي الضحايا الذين قتلوا في الحفرة، رافعين صور أبنائهم الذين فقدوا حياتهم في تلك المجزرة، ورددوا شعارات تندد بزيارة فادي صقر، مطالبين بمحاسبته ومحاكمة جميع عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني” وقاداتهم.

مفاجأة حضور فادي صقر إلى حي التضامن

أكد مصدر خاص مطلع في حي التضامن لـ”جسر” أن اجتماعاً جرى يوم الخميس في شارع نسرين في حي التضامن، ضم قائد الأمن العام في دمشق، إضافة إلى المسؤول الأمني في القطاع الجنوبي بدمشق، ووجهاء من الحي من مختلف المكونات الدينية، لكن المفاجأة كانت بحضور فادي صقر، الذي كان قائداً لميليشيا الدفاع الوطني بدمشق وريفها، برفقة المجرم ياسر سليمان، قائد قطاع التضامن في الميليشيا ذاتها، وعدد من الشخصيات التي كانت مقربة من صقر.

تناول الاجتماع عدة نقاط، أبرزها الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز التعاون مع لجان الأحياء في دمشق، إلا أن الحاضرين، وخاصة أبناء المكون العلوي، أبدوا استياءهم وغضبهم الشديد من وجود صقر في الجلسة، مما أدى إلى عدم تحقيق الاجتماع لأي نتائج تُذكر.

ومن المقرر إعادة اللقاءات لاحقاً، لكن من المرجح ألا يكون فادي صقر حاضراً فيها.

من هو فادي صقر؟

اسمه الحقيقي فادي أحمد وهو من منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية، يحمل الشهادة الثانوية، وعمل مديراً لفرع المؤسسة الاستهلاكية في منطقة الزبلطاني، ثم مديراً للمؤسسة الاستهلاكية بمحافظة دمشق، عام 2012 عمل مع الدفاع الوطني كقائد لقطاع التضامن، ثم قائداً لقطاع محافظة دمشق، ثم قائداً لمنطقة دمشق وريف دمشق.

وفي عام 2015 أصبح عضو مجلس الأمناء لميليشا “الدفاع الوطني” في سوريا مع الاحتفاظ بصفته كقائد لقطاعي دمشق وريفها، ثم حصل بسبب نفوذه الواسع على اجازة في الحقوق بين عامي 2018 و 2019 ثم حصل على درجة الماجستير، كما شغل في 2020 منصب عضو قيادة فرع دمشق لـ”حزب البعث العربي الإشتراكي”.

ماذا يريد صقر من هذا الاجتماع؟

بحسب مصدر خاص لـ “جسر”، يحاول فادي صقر تعويم نفسه من جديد كممثل عن الطائفة العلوية في دمشق، خصوصاً بعد ورود تقارير إعلامية تتحدث عن دوره المحتمل في حملة الأمن العام على بعض مناطق الساحل السوري، حيث نجح في تهدئة بعض “فلول” النظام هناك.

ولكن خلال الاجتماع في التضامن، رُفضت هذه المحاولات بشكل قاطع، بسبب تورطه في العديد من الجرائم المرتبطة بميليشيات الدفاع الوطني.

وعلى الرغم من ادعائه في جلسات سابقة مع الأمن العام عدم مسؤوليته عن تلك الجرائم، إلا أن رفض وجوده كان واضحاً وصريحاً من كافة المكونات، سواء من أبناء الطائفة العلوية أو غيرهم، الذين يرفضون تمامًا أن يكون له أي دور أو مستقبل سياسي أو تمثيلي، بسبب تاريخه.

ردود فعل الأهالي وذوي الضحايا

كان بين المحتجين العديد من ذوي الضحايا، ومن بينهم أمينة حسن، التي فقدت شقيقها وأربعة عشر شخصاً من أقاربها في حفرة الموت، بينهم أطفال.

وقالت أمينة حسن لـ “جسر” وهي تغص بالبكاء: “البارحة ليلاً، عندما علمنا بدخول الأمن العام إلى المنطقة، شعرنا بالأمان. لكن عندما عرفنا أن المجرم فادي صقر كان بينهم، كان الأمر وكأنه طعنة في القلب. أخي خُطف بينما كان يقل ابنته إلى المدرسة، ثم تمت تصفيته هنا، في هذه الحفرة”.

أحد المتظاهرين لـ “جسر”، قال: “وجودنا هنا في هذا المكان، عند حفرة الموت، التي شهدت مجازر نفذها أمجد اليوسف وأتباعه، ومنهم فادي صقر، هو رسالة واضحة بأن لا يمكن إجراء أي تسوية مع هذا المجرم. مجرد وجوده في التضامن خيانة لدماء الشهداء واستفزاز لأهالي الضحايا”.

وحذر وجهاء وأهالي حي التضامن من انفلات الأوضاع في حال استمرار الاستفزازات، عبر السماح لمجرمين مثل فادي صقر وأعوانه بزيارة المنطقة التي شهدت جرائمهم، وتساءلوا بقلق: “لماذا يبقى هذا المجرم حراً طليقاً حتى الآن؟ وهل حقاً فادي صقر أصبح عضواً في لجان السلم الأهلي في المنطقة؟”.

شارك