مظاهرات في ريف دمشق تطالب بملاحقة القتلة والشبيحة

شارك

جسر – دمشق (عبد الله الحمد)

خرجت مظاهرة حاشدة أول أمس الجمعة بعد أداء الصلاة في منطقة حجيرة بريف دمشق، حيث طالب المحتشدون بمحاسبة المتورطين في المجازر التي أودت بحياة المئات من أبناء مناطق الحجيرة، والسيدة زينب، ومخيم السيدة زينب، وأكدوا ضرورة عدم إفلات القتلة من العقاب وتحقيق العدالة لعوائل الشهداء.

وشهدت المظاهرة حضوراً واسعاً، حيث انطلقت من دوار شهداء الحجيرة بعد اعتصام دام لأكثر من ساعة، ثم توجهت نحو الشارع الرئيسي المؤدي إلى السيدة زينب وجابت شوارع المنطقة.

ورفع المشاركون شعارات تؤكد على التمسك بحقوق الشهداء واستذكار تضحياتهم، مشددين على ضرورة ملاحقة المسؤولين عن الجرائم التي استهدفت المدنيين وتحقيق العدالة.

ولخص المتظاهرون مطالبهم الأساسية بـ:

– محاسبة جميع المتورطين في سفك الدم السوري.
– فتح تحقيق شامل حول الجرائم المرتكبة.
– الكشف عن تفاصيل المجازر والمتورطين فيها لضمان تحقيق العدالة.
– ملاحقة القتلة قضائياً ومنع إفلاتهم من العقاب.

وجاءت هذه المظاهرة على خلفية المجازر التي شهدتها المنطقة خلال عهد النظام السابق، ومن أبشعها مجزرة شارع علي الوحش التي راح ضحيتها أكثر من 1300 شهيد، ومجزرة التشييع التي أسفرت عن استشهاد قرابة 700 شخص، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وغالبيتهم من أبناء الجولان المقيمين في المنطقة.

رابطة أبناء الجولان، الجهة الداعية إلى التظاهرة، أكدت في بيان لها أن “الشهداء لن يُنسوا، ودماؤهم ستكون نبراساً للأجيال القادمة يضيء طريق الحرية والكرامة”، مشددة على أن المحاسبة واجب لا يمكن التنازل عنه أو المساومة عليه.

بالتزامن مع المظاهرة، أفاد أصحاب الأراضي الزراعية المحيطة بحاجز شارع علي الوحش في حجيرة بالعثور على بقايا عظام بشرية، ما كشف عن وجود جثث الشهداء الذين اعتقلوا لدى هذا الحاجز.

وترافق ذلك مع حضور الأهالي ووسائل إعلام عربية وعالمية، في حين أكدت مصادر محلية لـ”جسر” أن بقية المعتقلين كانوا ينقلون إلى حاجز الكابلات عند مفرق السبينة، حيث تم تصفيتهم هناك. كما صرحت مصادر أخرى أنه سيتم إرسال آليات خاصة إلى هذه المناطق للبحث عن بقية الجثث بالتنسيق مع الجهات المعنية وبعض المنظمات الإنسانية والحقوقية.

ويؤكد أهالي الجولان المقيمون في المنطقة أن هذه التحركات تأتي في إطار السعي لتحقيق العدالة والقصاص، وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.

شارك