جسر – دمشق (عبد الله الحمد)
يواصل صندوق العافية في “اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها” تقديم الخدمات الطبية لنحو أربعمئة وخمسين مريضاً أسبوعياً خلال شهر رمضان المبارك، في محاولة لتخفيف الأعباء المادية عن المواطنين، حيث يقدم المشروع عدة خدمات طبية للمرضى من الجمعيات الخيرية المنتسبة للاتحاد، وتشمل الأدوية والمعاينات والتحاليل والصور الشعاعية، إضافة إلى المساهمة بأجور العمليات الجراحية.
العمل متواصل رغم التحديات
نتيجة للتحولات السياسية التي عاشتها سوريا وانعكاساتها على كل مفاصل الحياة، ومع ازدياد أعداد المحتاجين للخدمات الطبية، أكد رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها الشيخ سارية السيروان في حديثه لصحيفة “جسر” أن صندوق العافية مستمر هذا العام في تقديم خدماته خلال شهر رمضان المبارك، نظراً لكون الرعاية الطبية أمرا ملحاً لا يحتمل التأجيل في بعض الحالات.
وأشار إلى أن هذا القرار جاء على عكس السنوات الماضية، حيث كانت الخدمات الطبية تتوقف خلال الشهر الفضيل، كما كشف عن وجود عدد كبير من المحتاجين لهذه الخدمات، التي تتطلب مبالغ مالية ضخمة.
وأوضح الشيخ سارية أن “المبالغ المصروفة أسبوعياً تصل إلى نصف مليار ليرة سورية لتغطية الحالات المرضية التي تراجع الاتحاد، مشيراً إلى أن مستوى الخدمات الطبية المقدمة مرتبط بتحسن الوضع الاقتصادي والدعم المقدم للجمعيات وإيرادات الاتحاد”.
من جهته، بيّن عضو اللجنة الطبية في صندوق العافية ومستشار اتحاد الجمعيات الخيرية محمد رياض خورشيد أن “الصندوق يستقبل قرابة خمسمئة مستفيد يوم الثلاثاء من كل أسبوع، حيث يتم دراسة الحالة الاجتماعية للمريض وعرضها على اللجنة الطبية لتقييمها، قبل تحويلها إلى الأطباء المختصين المتعاقدين مع الاتحاد”.
وأشار خورشيد إلى أن “هناك مشافٍ تقدم أسعاراً خيرية مخفضة للاتحاد، حيث يتم وضع مساهمة للمريض وفق قدرته المالية”.
كما أوضح أن خدمة غسيل الكلى متاحة لنحو خمسمئة مريض شهرياً عبر مركزين تابعين للاتحاد في دمشق وريفها، إضافة إلى مراكز أخرى متعاقدة مع الاتحاد، وأكد أن “مشفى خاصاً بالاتحاد قيد الإكساء سيدخل الخدمة نهاية العام الحالي، مما سيساهم في تقديم المزيد من الخدمات الطبية”.
الخدمات المقدمة للمستفيدين
يقول أبو محمد، وهو رجل ستيني بحاجة إلى عملية قلب مفتوح: “أنا موظف متقاعد ولدي أسرة فيها طلاب جامعات، وبالكاد أستطيع تحمل المصروف. لقد ساعدتني لجنة صندوق العافية بتغطية جزء كبير جداً من تكاليف العملية، إضافة إلى حسن المعاملة وتنظيم الإجراءات بشكل حديث وعصري، جزاهم الله كل الخير”.
أما السيدة مجد خالد فتحدثت قائلة: “كنت بحاجة إلى عملية ولادة قيصرية، وهذا مولودي الأول. زوجي مفقود منذ 5 شهور، حيث تم اعتقاله من مكتب أمن الفرقة الرابعة، ولا أعرف أين هو برغم كل محاولاتنا العثور عليه. نصحتني إحدى قريباتي بالتوجه إلى الصندوق، وبعد شرح حالتي الاجتماعية وعدم امتلاكي مصدر دخل، قاموا على الفور بتلبية كل الحاجات اللازمة لطفلتي الوليدة، حيث تحملوا كافة مصاريف عملية الولادة في مشفى خاص بدمشق”.
وفي مركز صحنايا التابع للاتحاد، التقت صحيفة “جسر” أحد مرضى غسيل الكلى، الذي فضل عدم ذكر اسمه، حيث قال: “يحتاج المريض إلى 9 جلسات غسيل كلى شهرياً، ويقوم صندوق العافية بتغطية جميع التكاليف أحياناً، وفي بعض الأحيان يتم فرض رسوم رمزية جداً، مما يوفر علينا الكثير من التكاليف، خاصة في ظل غلاء المعيشة وارتفاع سعر الدواء وانقطاعه في بعض الأحيان”.
يعمل اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها على توسيع قدرته وتطوير عمله لمواكبة العدد الكبير من المرضى والمصابين، عبر توفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية اللازمة، مما يعكس دور المجتمع المدني في سوريا وسعيه لنشر ثقافة التكافل الاجتماعي بين أبناء البلد.