ذوي المعتقلين السوريين في سجون لبنان يطالبون بحل سريع

شارك

جسر – هبة الشوباش

بعد سقوط النظام السوري السابق، أصبح مصير المعتقلين السوريين في سجن رومية بلبنان قضية حساسة ومعقدة، فالعديد من هؤلاء المعتقلين كانوا محتجزين بسبب معارضتهم للنظام أو انتمائهم للجيش الحر، مما جعلهم يأملون في الإفراج عنهم بعد التغيرات السياسية الأخيرة.

وبعد انتشار خبر وصول وفد لبناني إلى سوريا، أطلق أهالي المعتقلين السوريين نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بالإفراج الفوري عن ذويهم. وأكدوا أن احتجازهم كان على خلفية سياسية وليس جنائية، مما يستوجب إطلاق سراحهم أو تسليمهم إلى الدولة السورية الجديدة لإعادة محاكمتهم.

أسباب عدم الإفراج عن المعتقلين السوريين

وفقًا لما صرح به المحامي محمد بدر لصحيفة “جسر”، فإن هناك عدة أسباب تعرقل الإفراج عن المعتقلين، أبرزها:

– اتهامات قانونية معقدة: بعض المعتقلين يواجهون تهماً تتعلق بالإرهاب أو الانتماء لمجموعات معارضة، مما يصعّب الإفراج عنهم.

– غياب المحاكمات العادلة: هناك معتقلون لم يتم النظر في ملفاتهم منذ سنوات.

– العلاقات السورية-اللبنانية: تعطل تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بنقل المعتقلين إلى سوريا.

– اكتظاظ السجون: يعاني سجن رومية من اكتظاظ شديد، مما يعيق تحسين أوضاع المعتقلين أو مراجعة ملفاتهم.

– ضعف الضغط الحقوقي والدولي: لم تُمارس ضغوط كافية من المنظمات الحقوقية أو الدول المعنية للإفراج عن المعتقلين أو تحسين ظروفهم.

التدخلات الدولية في ملف المعتقلين

رغم محدودية التدخلات الدولية في هذا الملف، إلا أن منظمات حقوق الإنسان وبعض الدول دعت إلى تحسين أوضاع المعتقلين، كما استمرت المطالبات بتسريع تنفيذ الاتفاق بين سوريا ولبنان لتسليم المعتقلين السوريين إلى سلطات بلادهم.

وأبدت بعض المنظمات الدولية قلقها من الظروف الإنسانية القاسية داخل السجن، مما دفعها إلى الضغط على الحكومات المعنية لإيجاد حلول مستدامة.

انتهاكات يعاني منها المعتقلون السوريون

تشير التقارير الحقوقية إلى أن المعتقلين السوريين في سجن رومية يتعرضون إلى انتهاكات متعددة، منها: التعذيب الجسدي والنفسي، مما يترك آثاراً طويلة الأمد، والاحتجاز التعسفي دون محاكمة عادلة، والإخفاء القسري وانقطاع التواصل مع ذويهم، وسوء الأوضاع المعيشية داخل السجن، من حيث الاكتظاظ ونقص الرعاية الصحية، والعزلة الاجتماعية، مما يزيد من معاناتهم النفسية.

مصير المعتقلين لا يزال معلقاً

على الرغم من الجهود الدولية والحقوقية، لا تزال الخطوات الفعالة غائبة لمعالجة أوضاع المعتقلين السوريين في لبنان، ورغم محاولات بعضهم الإضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنهم، لم تُحقق هذه التحركات أي نتائج ملموسة، لكن مصير هؤلاء المعتقلين يظل قضية إنسانية ملحة تتطلب تحركاً حكومياً وضغطاً حقوقياً جاداً من أجل إيجاد حل عادل لهم.

شارك