جسر: متابعات:
أصدرت قيادة “قوات النخبة السورية” بياناً قالت فيه إنها تنسحب من “تيار الغد” الذي يرأسه أحمد الجربا، وإنها لم تعد “جناحاً عسكرياً لتيار الغد السوري”، كما أن أحمد الجربا “لم يعد ممثلاً سياسياً لها”، وقد ذُيّل البيان بتوقيع قائد “قوات النخبة” مهيدي الجعيلة “أبو صالح”، بحسب مراسلة “المدن” ريهام منصور.
“الغد” ينفي
وقد سارع “تيار الغد” إلى اصدار توضيح، قال فيه إن “أي بيان لا يصدر عن قادتها وبالتنسيق مع رئاسة تيار الغد لا يعتبر ذو قيمة ولا يعتد به”، محذراً من البيانات “المفبركة” التي تستهدف الإساءة للتيار ورئيسه. البيان جاء بتوقيع العقيد محمد الحمد، الذي تم وصفه بأنه القائد العام لـ”قوات النخبة”.
قائد مستحدث!
يبدو أن تعيين العقيد محمد الحمد، كقائد لـ”قوات النخبة”، هو أمر مستحدث. إذ لطالما صدرت بيانات ومقاطع مصورة يظهر فيها الجعيلة كقائد للقوات. أما العقيد الحمد، فهو عقيد منشق عن قوات النظام من بلدة البوليل شرقي ديرالزور، ولم يظهر حتى تاريخه، في أي اصدار مع مقاتلي “النخبة”، ولم يتم التعامل معه من أي جهة بوصفه جزءاً من تلك القوات او قائداً لها.
الخلاف بين “النخبة” و”تيار الغد”؟
مهيدي الجعيلة، قال لـ”المدن”، إن التيار لم يقدم منذ أكثر من سنة رؤية أو مشروعاً جدياً للقوات “المتطلعة للمساهمة في صناعة مستقبل البلاد في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها”، وأضاف أن القوات أصبحت “معطلة ورهينة مقولة إنها الجناح العسكري لتيار الغد”، و”ليس هذا ما يطمح له قادة وعناصر القوات الذين هم من أوائل الثوار في سوريا، بينما هي تقف اليوم متفرجة على ما يحصل”.
وأضاف أبو صالح أن الجربا ومجموعة صغيرة حوله يقررون ويتصرفون بمعزل عن المقاتلين ودون اطلاعهم على أي تحرك، وبعض تلك التحركات مضادة لتوجهات المقاتلين على الأرض، ومنها زيارة للجربا مؤخراً إلى بغداد التقى خلالها مسؤول “الأمن القومي” العراقي فالح الفياض للتنسيق والعمل، و”هو ما نرفضه جملة وتفصيلاً لارتباط هذه الاجهزة بايران وارتهانها الكامل لسياسات طهران، التي تقتل أبناء شعبنا على الأرض السورية”.
وأكد الجعيلة عدم وجود أي عنصر من القوات الآن تحت سيطرة أو إدارة العقيد الحمد، وهم بالكامل تحت قيادته، أي الجعيلة، مؤكداً أن البيان هو للتشويش وخلط الأوراق. وأكد الجعيلة أنه بعد انسحاب “النخبة” “لم يبق لديه أي مقاتل”.
الجعيلة أشار إلى هذا الحدث باعتباره السبب المباشر الذي دفعهم للتفكير بالانسحاب من التيار، نافياً أن يكون موضوع انقطاع الرواتب أو التمويل هو السبب، وقال: “منذ 17 شهراً لم يتلق مقاتلونا أي مخصصات أو رواتب، لكن هذا معتاد بالنسبة لنا، ومعظم عملنا قمنا به طوال 8 سنوات بالاعتماد على مواردنا الذاتية البسيطة والأسلحة التي استولينا عليها من النظام وتنظيم داعش، ونحن على استعداد للعمل سنوات بدون أي تمويل، وقيادة تيار الغد تعرف أننا لم نشكُ يوماً من عدم دفع أي مخصصات لنا”.
“المدن” حاولت التواصل مع العقيد الحمد، ومع قياديين في تيار “الغد”، للحصول على تعليق حول هذه التطورات، من دون أي رد.
توجهات عشائرية للجربا
وأضاف أبو صالح إنه لا يخفي ايضاً امتعاض القوات المنتمية لعشائر ديرالزور من محاولة الجربا المتكررة لوضع “المقاتلين الذين يحملون هماً وطنياً تحت سيطرة اشخاص من قبيلته شمر على نحو يخالف التوجه الوطني لمعظم المقاتلين”. وقال إن المشرف السابق على القوات ضمن التيار كان شقيق الجربا؛ زيد، ويأتي وضع اسم ابن عمهم العقيد محمد الحمد، من شمر، كخطوة إضافية لوسم القوات بهذه الصفة. “قوات النخبة” لا تضم أي مقاتل من أبناء شمر، ومعظم مقاتليها من العكيدات والبكارة والجبور.
الواقع الحالي
الجعيلة قال لـ”المدن”، إن من بين 1200 مقاتل من “قوات النخبة”، 600 تحت السلاح، وهم موزعون على أرياف ديرالزور والحسكة والرقة، وتربطهم علاقة تنظيمية بـ”قوات سوريا الديموقراطية”، ويتحركون هناك فق مهمات رسمية بموجب اتفاق مسبق مع قوات “التحالف الدولي”.
وأضاف أن هذا العدد هو “النواة الصلبة” للقوات، التي يمكن زيادة عددها بضعة آلاف فيما “لو توفر مشروع ملائم لتوجهاتهم أو أسندت لهم مهمة محددة في سياق مهام حفظ الامن والاستقرار وحماية المناطق المحررة وبالتعاون مع احدى الجهات الصديقة للشعب السوري، والتي ليس من بينها إيران بكل تأكيد”.
المدن ٣٠ آب/ اغسطس ٢٠١٩