جسر: متابعات:
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الخميس، عزم بلاده على البدء فعلياً بإنشاء المنطقة الآمنة شرقي نهر الفرات في الشمال السوري، بحلول الأسبوع الأخير من أيلول/سبتمبر.
وجاء ذلك في كلمة لإردوغان، خلال الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب “العدالة والتنمية” في الولايات، في مقر الحزب بالعاصمة أنقرة.
وقال إردوغان: “مصممون على البدء فعليا بإنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات بسوريا وفق الطريقة التي نريدها، حتى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/أيلول”.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد صرّح مؤخرا أن لدى تركيا خططا بديلة ستطبقها في حال عدم التزام واشنطن بوعودها بشأن المنطقة الآمنة شرق الفرات السوري.
وتمكن الطرفان التركي والأميركي، مطلع أيلول/أغسطس، من التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء مركز العمليات المشتركة الخاص بـ”المنطقة الآمنة”.
من جانب آخر، تساءل إردوغان: “هل نحن فقط من سيتحمل عبء اللاجئين؟”. وتابع: “لم نحصل من المجتمع الدولي وخاصةً من الاتحاد الأوروبي على الدعم اللازم لتقاسم هذا العبء، وقد نضطر لفتح الأبواب (الحدود) في حال استمرار ذلك”.
وسبق لإردوغان أن انتقد تخلّف الأوروبيين عن الوفاء بوعودهم لدعم تركيا ومساندتها في مواجهة تدفق اللاجئين، مؤكدا أن أنقرة أنفقت مليارات الدولارات على اللاجئين السوريين، فضلا عن أن الاتحاد الأوروبي تعهد بدفع 6 مليارات يورو لتركيا لمساعدة اللاجئين السوريين، لكن أنقرة لم تتسلم سوى 2.5 مليار منها. ويتواجد في تركيا 3.5 مليون لاجئ سوري.
وبيّن إردوغان أن هدف بلاده “توطين ما لا يقل عن مليون شخص من الأشقاء السوريين في المنطقة الآمنة، التي سيتم تشكيلها على طول 450 كيلومتراً من الحدود مع سوريا”.
وبخصوص أنشطة التنقيب شرقي البحر المتوسط، أضاف إردوغان: “سندافع عن حقوقنا في شرق المتوسط، ولن يتمكن أحد من أن يحرمنا من تلك الحقوق”.
وفي السياق، قال نائب وزير الداخلية التركية إسماعيل تشاتقلي، إن استراتيجية بلاده الأساسية هي استقبال أي موجة نزوح جديدة محتملة من محافظة إدلب خارج حدود تركيا.
وأكّد تشاتقلي أن بلاده تبذل جهوداً حثيثة للحيلولة دون حدوث مأساة إنسانية أكبر، وحل المشكلة في تلك المنطقة باستخدام جميع الأدوات وعلى مختلف المستويات. وشدّد على ضرورة ألا يبقى المجتمع الدولي مكتوف الأيدي حيال المأساة الإنسانية في إدلب، خاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن المؤسسات التركية المعنية قامت باستعداداتها ووضعت خططها للتعامل مع موجات الهجرة المحتملة، وهي تدرك مدى جدية الوضع في المنطقة.
من جانب آخر، أوضح مسؤول تركي رفيع المستوى لوفد سوري، نقاطاً هامة بشأن إدلب والشمال السوري عموماً، خلال لقاء جمع الطرفين، مساء الأربعاء، قرب الحدود السورية التركية.
وضم الوفد السوري 38 ناشطاً من الأكاديميين والعاملين في المجال المدني والإنساني، ومدير منظمة الدفاع المدني، وأعضاء في المجلس الإسلامي السوري. وحضر عن الجانب التركي فريق من المسؤولين المعنيين بالملف السوري.
ودار الاجتماع حول وضع إدلب والموقف التركي مما يحدث فيها. ونُقِلَ عن رئيس الوفد التركي نفيه لوجود أي اتفاق سري مع روسيا، وأن المفاوضات مستمرة بين الجانبين، وأن أنقرة لن تعترف بالواقع الراهن الذي حصل بعد تقدم قوات النظام إلى خان شيخون ومورك جنوب إدلب وشمال حماة.
وشدد المسؤول على عدم نية تركيا تقديم تنازلات لصالح روسيا، بما في ذلك فتح الطرقات الدولية M4 وM5، وأن نقاط المراقبة لن تنسحب تحت أي ضغط.
ولفت المسؤول الأنظار إلى صعوبة الموقف في مواجهة روسيا بإدلب كونها ثاني أقوى دولة في العالم، داعياً السوريين إلى فهم الموقف التركي بشكل صحيح وعدم قراءته بشكل خاطئ نتيجة مفاوضاتهم مع موسكو وعدم اعتبار هذه المفاوضات تخلياً عن دعم الثورة السورية.
وطالب الوفد التركي الفعاليات السورية والتشكيلات العسكرية بالثبات في هذه الأوقات التي وصفها بالصعبة، مؤكداً أن استراتيجيتهم في المرحلة القادمة تقوم على تعزيز صمود السوريين.
المدن ٥ أيلول/ سنتمبر ٢٠١٩