جسر: متابعات
في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا، حيث يعيش مئات آلاف اللاجئين السوريين، وصلت السورية “لبنى حلّلي” مع طفلتيها عام ٢٠١٥، قادمةً من سوريا، وذلك بعد اعتقال زوجها.
لبنى خريجة كلية الحقوق بجامعة حلب عام ٢٠٠٠، متزوّجة ولديها طفلتين، قدمت إلى تركيا لتستقر مع عائلتها هناك. تقول “منذ وصولي حملت على عاتقي دور الأم والأب لطفلتي، كنت المسؤولة عن تنشئتهما والإنفاق عليهماَ”.
بعد مرور عامين، خرج زوج لبنى من المعتقل، ولحق بها إلى تركيا، لكنّها بقيت المسؤولة عن إعالة أسرتها ومصاريف المنزل بحكم أن زوجها كان في ظرف نفسي يصعّب عليه بدء العمل فضلًا عن حاجز اللغة في البلد الجديد.
خلال تلك الفترة بدأت لبنى تفكّر في مشروعها الخاص، وهي إنشاء منزل خاص بمنتجات الشوكولا، كونها فكرة جديدة غير موجودة سابقًا في غازي عنتاب.
توضّح لبنى أنّها بدأت بسيخ من “شاورما الشوكولا” مع مجموعة عصائر وكوكتيلات ومرطّبات، في البداية، وتشير إلى أنّه في البداية كان حاجز اللغة يشكّل مشكلة كبيرة بالنسبة لها، لذلك كان لديها شريكًا تركيًا يتحدّث اللغة التركية مع الزبائن.
ومن أبرز المصاعب التي واجهت لبنى هي الأمور القانونية، فلم تكن تعرف عنها الكثير ولا سيما أمور الترخيص والأمور القانونية الأخرى، لافتةً إلى أنّها تلقّت مساعدة من المنتدى الاقتصادي في الرخصة وتوضيح الأمور القانونية، كما خضعت لتدريبات في ريادة الأعمال ساعدتها على فهم مشروعها من جهة وتكوين علاقات في وسط الأعمال من جهةٍ أخرى.
في فترة لاحقة، تمكّنت لبنى من توسيع “بيت الشوكولا” وأصبح مطعمًا مكوّنًا من طابقين، وعلى الرغم من الاختلافات بين الثقافتين التركية والسورية، إلّا أن “بيت الشوكولا” حافظ على التوجّه للسوريين والأتراك، كون الشوكولا من المأكولات المحببة لكل جنسيات العالم كما تقول لبنى، وتوضّح أنّ مطعمها في بداية الأمر كانت مساحته ٥٠ مترًا فقط، ولكنّه أصبح مطعمًا متكاملًا اليوم، ويُستخدم أيضًا كصالة أفراح للسوريين والأتراك، وداخله معرض منتجات يدوية لسيدات أخريات يعملن على منتجات يديوية وتحف فنية وتم تصميمه على النسق الدمشقي.
لم تتوقّف لبنى بمشروعها عند هذا الحد، بل بدأت باستقدام طبّاخين من دول أجنبية للقيام بتحضير وجبات من بلادهم، حيث استقدمت طبّاخًا هنديًا وآخر تايلندي ثم عراقي وفرنسي.
تنصح لبنى كل سيدة تريد تأسيس مشروعًا خاصًا، بأن تدرس الجدوى الاقتصادية للمشروع قبل الشروع بأي خطوة، قائلةً “بالنسبة لي لم يسبق بحياتي أن قمت بتأسيس أي مشروع تجاري في سوريا، وليس لدي خبرة في الإدارة والأعمال، ولكنّني استفدت من الفكرة الجديدة المميّزة”.
وترى أيضًا أن السوريين يجب أن يدعموا بعضهم البعض عند تأسيس مشاريعهم بالخارج سوا كان صاحب المشروع امرأة أو رجلًا، مضيفةً ” أنا وجدت الكثير من التشجيع والتحفيز، وهناك الكثير من السيدات بحاجة لهذه الكلمات التشجيعية، داعيةً إلى دعم النساء بمشاريعهنَّ ماديًا لو توفّر أو معنوياً”.
المصدر: موقع الحل السوري