جسر: متابعات:
خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها القوات الروسية وقوات النظام السوري، طوال أكثر من أربعة أشهر، ارتفعت نسبة الدمار ارتفاعًا ملحوظًا في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، حيث دُمّرت كثير من المنشآت الحيوية، وفي مقدمتها المدارس، الأمر الذي يُهدد جيل التعليم في تلك المنطقة من سورية.
حول خطورة هذا الأمر، أوضح ياسين ياسين، مدير تربية إدلب في الحكومة المؤقتة، أن عدد المدارس المتضررة، من الحملة الأخيرة على محافظة إدلب وريفها، بلغ 372 مدرسة، كانت تُعلّم 108,735 طالبًا، بحسب إحصائية المديرية.
فيما أعلنت منظمة “Save the Children” (أنقذوا الأطفال) العالمية، في بيان صادر عنها الأربعاء الماضي، تضرر 353 مدرسة من جراء القصف على الشمال السوري، من أصل 1193 مدرسة، تُستخدم 205 مدارس منها كملاجئ للنازحين، فيما بقيت 635 مدرسة فقط في الخدمة، ولا يمكنها استيعاب أكثر من 300 ألف طالب، من أصل 650 ألف طالب في الشمال السوري.
وقال ياسين، في حديث إلى (جيرون): “نظرًا إلى هذا الظروف والأوضاع الراهنة؛ أصدرت مديرية التربية والتعليم بإدلب تعميمًا لمديري المدارس باستقبال الطلاب والطالبات المهجرين، والتساهل في موضوع تقديم الأوراق اللازمة الخاصة بأمور التسجيل”، وأكد أن “مديرية التربية طلبت من أهالي الطلاب تسجيل أبنائهم في أقرب مدرسة من أماكن سكنهم، إذ ستُفعّل المدارس في المناطق الأكثر أمنًا”.
وأوضح أنهم سيضطرون إلى تقسيم الدوام إلى قسمين؛ لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، من خلال إعطاء تفويض لمديري المدارس بتوقيف الدوام جزئيًا أو كليًا، أو بضغط ساعات الدراسة، بحسب الظروف الأمنية في كل منطقة.
وحددت مديرية التربية -بحسب ياسين- بدء العام الدراسي في الشمال السوري، في 14 أيلول/ سبتمبر الجاري، كدوام إداري للمدرسين، فيما سيلتحق الطلاب بالدوام النظامي في 21 من الشهر ذاته.
بخصوص التجهيزات المسبقة للسنة الدراسية، قال ياسين: “ننتظر وصول دفعة الكتب الجديدة، وهي من طباعة مؤسسة قطر الخيرية، ونعمل على تأمين احتياجات الطوارئ، من خلال منصة (كلاستر) التابعة للأمم المتحدة المعنية بالتعليم، من أجل تأمين كرفانات تعليمية لاستيعاب جميع الطلاب، إضافة إلى تأمين خيم خاصة في المخيمات، لاستيعاب طلاب المنطقة”.
وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة سيتيفان دوجاريك قد أكد، في نهاية آب/ أغسطس الماضي، أن البراميل المتفجرة في الغارات المستمرة منذ أشهر من قبل الطيران الروسي والنظام السوري، على مناطق شمال غربي سورية، ألحقت الضرر بالمستشفيات والمدارس والبنى التحتية المدنية، وكانت وراء توقف عمليات الإغاثة الإنسانية في المنطقة.
من جهة ثانية، سلط عزام خانجي، رئيس مجلس إدارة منظمة تعليم بلا حدود/ مداد (وهي منظمة مجتمع مدني معنية بالتعليم)، الضوء على عمل مؤسسات المجتمع المدني ودورها في دفع التعليم، مؤكدًا أن دور هذه المؤسسات يتركز على افتتاح المدارس في المخيمات وفي القرى التي يوجد فيها عدد كبير من النازحين.
وقال خانجي، في حديث إلى (جيرون): “بصفتنا منظمة، اتفقنا مع مديرية التربية على تغطية أربع مدارس لنازحي مناطق ريف حماة، مثل كفر زيتا وقلعة المضيق وكفرنبودة واللطامنة، الذين نزحوا بعد الحملة الأخيرة إلى المناطق الحدودية مع تركيا، حيث سنفتتح مدراس ستكون غالبًا خيمًا، وذلك لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب في هذه المنطقة، إضافة إلى تقديم بعض الخدمات اللوجستية لمساعدتهم في الاستمرار في العمل”.
وأشار خانجي إلى أن المنظمات الداعمة قطعت الرواتب عن مديريات التربية (ريف دمشق، إدلب، حلب)، وأكد أن منظمة (مداد) ستحاول مساعدة مديرية التربية في دفع بعض هذه الرواتب. وأضاف: “لا يوجد في المناطق المحررة جهة تبنّت رواتب المدرسين كاملة، وكانت منظمة (ديفيد) البريطانية أكبر جهة مقدمة للدعم عن طريق برنامج مناهل، إذ إنها كانت تموّل رواتب 10 آلاف مدرس، بمبلغ يُقدر بنحو 120 دولارًا شهريًا لكل أستاذ”.
وشرح خانجي الصعوبات التي تواجه مديرية التربية في الشمال السوري، والتي بدأت منذ العام الماضي، إذ توقفت المنظمات الداعمة أيضًا عن تقديم الدعم لامتحان الشهادتين الإعدادية والثانوية، فاضطرت منظمات المجتمع المدني المهتمة بالتعليم إلى جمع تبرعات لامتحان الشهادتين”.
ويأمل كثيرون أن يتمكن الطلاب من العودة إلى مقاعد دراستهم، بعد أن ساد هدوء نسبي منذ مطلع الشهر في منطقة إدلب، نتيجة وقف إطلاق النار الذي أعلنه “مركز المصالحة” الروسي في سورية، بعد الحملة التي بدأها النظام، بدعم من القوات الجوية الروسية، منذ 25 نيسان/ أبريل الماضي.
جيرون 11 أيلول/سبتمبر 2019