جسر: خاص:
علمت جسر من مصادر خاصة أن اتفاقاً على تسليم مناطق سيطرة قسد في الجزيرة السورية إلى نظام اﻷسد دخل حيز التنفيذ، وأن “قسد” بدأت بإخلاء مقاتليها تمهيداً لانتشار قوات النظام في مواقعهم غداً.
وأكدت المصادر لجسر، أن مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المنتشرين على الحواجز في محيط القامشلي أخلوا مواقعهم باتجاه مركز المدينة، فيما يبدو تنفيذاً لاتفاق تم بين “قسد” ونظام اﻷسد بوساطة روسية، يقضي بتسليم “قسد” مابقي تحت سيطرتها من مناطق في الجزيرة السورية، لقوات النظام، الذي حرك وحدات تابعة له “باتجاه الشمال لمواجهة العدوان التركي” بحسب ما أوردت “سانا”.
وفي وقت سابق اليوم، هدد رئيس المجلس المحلي لعين العرب في تسجيل مصور، نشره موقع “برجاف”، الولايات المتحدة بأنهم، أي اﻹدارة الذاتية، توصلوا ﻻتفاق “مع روسيا والنظام السوري وسيقومون (بمساعدتهم) يوم غد”، مؤكداً أن على الأكراد الاعتماد على أنفسهم، و”مداواة وجعهم بأيديهم”.
فيما نقلت CNN عن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” أنه قال لمبعوث الولايات المتحدة لدى “التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية” وليام روباك أمس السبت، إنه “إذا لم تكن الولايات المتحدة قادرة على إيقاف العملية التركية وحماية سكان المنطقة فإنه سيعقد صفقة مع روسيا والنظام السوري لإيقاف الهجوم التركي والسيطرة على المجال الجوي في شمالي شرقي سوريا”.
إلى ذلك، علمت جسر عبر مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية، أن قسد ربما تكون قد اقتربت من عقد صفقة مع روسيا وقوات النظام بالفعل تسمح لقواته بالدخول إلى مدينة عين العرب-كوباني في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وكانت القوات اﻷمركية قد أخلت عصر اليوم، واحدة من أكبر قواعدها، في “تل بيدر” إلى الشمال من “تل تمر”، 30 كم جنوب الحدود السورية-التركية، وسُبق ذلك بإعلان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب نحو ألف جندي من شمال سوريا، ما يشير إلى علم الأمريكيين المسبق بالاتفاق، وتحركهم لتسهيل تنفيذه، إضافة لعلمهم وحمايتهم عملية “نبع السلام”، عبر فيتو شاركهم إياه الروس في مجلس اﻷمن.
طبيعة المساهمة اﻷمريكية فيما يبدو شراكة مع روسيا، إن في رعاية نبع السلام، أوالاتفاق اﻷخير بين النظام و”قسد”، عبر اﻻنسحاب مرة بعد مرة، تشير إلى انسحاب أمريكي شامل من الملف السوري، وهو ما عبر عنه الرئيس ترامب في تصريحاته من أن على بلاده “سحب جنودها من الحروب التي لا تنتهي”.
وأمام الانسحاب الأمركي، تنفرد روسيا بالملف السوري، تديره وفق رؤيتها، وتوافقاتها مع بقية أطراف ثلاثي أستانة، إيران وتركيا، اللذان سيقتسمان مناطق سيطرة “قسد” في الجزيرة السورية، كلٌ عبر وكيله “الوطني السوري”.