جسر: متابعات:
أطلقت “قوات سوريا الديموقراطية” سراح 50 معتقلاً من سجن قناة السويس المركزي في القامشلي، بمحافظة الحسكة، المعروف بسجن “جنكين”، قبل أيام، مبررة ذلك بعدم ثبوت التهم المنسوبة إليهم، فضلاً عن عدم إدلائهم بأي اعترافات، بحسب مراسل “المدن” عبدالكريم الرجا.
“المدن” لاحقت موضوع المفرج عنهم من السجن الذي يضم ما يقارب 1000 معتقل أغلبهم من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو الجيش الحر أو المتعاونين مع “درع الفرات”، ويخضع لحراسة مشددة. ونُقل المفرج عنهم في حافلات مدنية إلى مركز مدينة الحسكة، حيث احتشد أهلهم لاستقبالهم.
وتكشف نوعية السجناء المخلى سبيلهم عن الاعتباطية التي كانت تنتهجها “قسد” في الاعتقالات التي نُفّذت من دون وجود أدلة على التهم المنسوبة لكثير من المعتقلين، وسط إهمال لملفاتهم وعدم متابعتها. مصادر خاصة قالت لـ”المدن”، إن قرار الإفراج عن بعض المعتقلين، جاء لتخفيف الضغط في السجن لا لأسباب تخص التحقيقات أو المحاكمات، خاصة بعد سقوط بعض القذائف في محيط المنطقة.
مصدر خاص كشف لـ”المدن” عن سجلات بعض السجناء. أحدهم كان قد ألقي القبض عليه منذ 9 شهور، مع ابن عمه، في قرية جديد عقيدات بريف ديرالزور، بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”. ويقول المعتقل المُفرج عنه ع.م: “وضعونا في السيارة تحت تهديد السلاح، وعصبوا أعيننا، ونقلونا إلى مركز استخبارات الصور بديرالزور، وبعد تحقيق استمر ليومين، استخدمت فيه مختلف أنواع التعذيب، فضلاً عن الشتائم والتحقير، لم نعترف بما نسب إلينا، فنقلنا إلى سجن قناة السويس، لنمكث فيه 9 شهور قبل اطلاق سراحنا”.
ويُحشرُ في كل مهجع في سجن قناة السويس نحو 25 معتقلاً، وفيه 20 سريراً، والحق بالحصول على أسرة يعود للسجناء الأقدم، أما الجدد فينامون على الأرض.
المعتقل المُفرج عنه و.ش، من ديرالزور، قال لـ”المدن”، إنه اعتقل لنقله معلومات إلى “درع الفرات”، وبعد مكوثه سنة كاملة في السجن، أفرج عنه مع 50 معتقلاً، من دون أي توضيح.
وللوشاية دورها في عمليات الاعتقال. المعتقل م.م من قرية الجرذي بريف ديرالزور، كان يعمل بتصليح مولدات الكهرباء لتنظيم “داعش”، وبعد وقوع خلاف مالي بينه وبين أحد زبائنه، وشى به الأخير لتعامله مع التنظيم. وسُجنَ م.م شهوراً في سجون ديرالزور، وتعرض لتعذيب شديد، قبل أن يُنقل إلى سجن قناة السويس، ومن ثم يُفرج عنه.
الزوجة التي اختلفت مع زوجها بعدما طلقها وتزوج من امرأة أخرى، انتقمت منه بالتوجه لـ”الأمن العام” في “قسد”، وأفادت بأن زوجها السابق كان يعمل أمنياً لدى “داعش”، فتم اعتقاله لـ9 شهور، رغم مرضه بالدوار الدهليزي، وفقدانه الوعي أكثر من مرة داخل السجن.
من أفرجت عنهم “قسد” لا ينتمون لتنظيم “داعش” بشكل مباشر، إلا أن المئات من “الدواعش” ما زالوا في سجن قناة السويس المركزي في القامشلي. كما أن مصادر “المدن” تؤكد اطلاق “قسد” لسراح أشخاص فاعلين في التنظيم، عبر الواساطات أو المحسوبيات.
ه.س كان “أمير التموين” في “داعش”، لثلاث سنوات على التوالي، وألقي القبض عليه منذ عامين في إحدى القرى الواقعة شرقي ديرالزور، وصدر حكم بسجنه أربع سنوات، إلا أنه لم يمضِ سوى السنة الأولى منها في السجن، ليطلق سراحه بعد أن دفع مبلغاً مالياً كبيراً.
وكذلك الأمر مع ح.ث، 52 عاماً، الذي كان “أمير الحواجز” في “ولاية الفرات”، ومن أوائل من بايعوا التنظيم، وعرف في المنطقة باسم “أبي ثائر”. ومع القضاء على التنظيم، هرب “أبو ثائر” إلى مناطق سيطرة “قسد”، ليتم توقيفه في الشدادي بمحافظة الحسكة لمدة أربعة أشهر، وينقل بعدها إلى سجن قناة السويس، حيث بقي فيه سبعة أشهر، ليخرج خلال سنة واحدة، رغم صدور حكم بحقه يقضي بسجنه ثلاث سنوات.
(المدن)