مسيرة قارصلي الفنية، بإنجازاتها وخيباتها، تختزل حال الفن السوري في المرحلة الماضية. فقارصلي الذي سافر في السبعينيات إلى روسيا، ليدرس الإخراج السينمائي بأكاديمية السينما في موسكو.
حصل قارصلي على شهادة دكتوراه في إعداد الممثل من الأكاديمية ذاتها، ولم تحتضنه المؤسسات السورية الرسمية، بعد أن عاد إلى وطنه، ليمضي مسيرته على الهامش الثقافي المهمل، ويجد بتمويلات المنظمات الإنسانية العالمية، كالصليب الأحمر والأمم المتحدة، الملاذ الوحيد له، لمواصلة رحلته الفنية المهمشة في سورية.
ولم تتمكن معايير الإنتاج الفني السائدة في البلاد، المرتكزة على الشللية والمحسوبيات، من إفشال مشروع محمد قارصلي الفني، فأنتج خلال رحلته الفنية، التي أمضى معظمها في الظل، 96 فيلماً سينمائياً، ما بين الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، وأخرج أيضاً 13 عرضاً مسرحياً، بالإضافة لعمله كاتباً، إذ كتب عدداً كبيراً من النصوص الدرامية للمسرح والسينما والتلفزيون، كان أشهرها مسلسل “أيام الغضب” الذي أخرجه باسل الخطيب سنة 1997.
المصدر: العربي الجديد