جسر: تل أبيض
تعيش مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي أوضاعاً معيشية صعبة نتيجة فقدان أغلب المواد الغذائية في المدينة، بعد منع قوات قسد المواد الغذائية من دخول المدينة .
أبو أحمد أحد تجار الخضار يقول لـ “جسر” “نحن نعمل في بيع الخضار والفواكه في مدينة تل أبيض، إلا أننا لم تعد قادرين على الحصول عليها، بعد منع قسد دخولها إلى المدينة، ومصادرة السيارات وحمولتها المتجهة إلى الريف الشمالي في الرقة”.
ويضيف “هذا الأمر جعل الاسعار تختلف من ساعة لأخرى، فعلى سبيل المثال كليو البندروة تخطى الـ 500 ليرة سورية، والبطاطا أصبح سعرها 400 ليرة سورية للكيلو الواحد”.
أما أبو خالد فهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، فيشتكي من قلة المواد الغذائية الداخلة للمدينة الأمر الذي أدى لفقدان معظمها فيقول “فقدت اغلب المواد الغذائية في تل أبيض بسبب احتكار التجار لها، ولم تفتح البوابة الحدودية الا لإدخال القليل، فقد دخلت مواد إغاثية، لكننا لم نرها سوى مرة واحدة فقط” ولفت أبو خالد إلى ارتفاع سعر كيلو السكر إلى ألف ليرة سوريا، نظراً لعدم توفر المادة في الأسواق.
وأيضاً لحق ارتفاع الأسعار بسوق اللحوم، فيقول أحد الموطنين “اللحوم أصبحت من أحلامنا فسعر كيلو الدجاج ١٢٠٠ ليرة، أما كيلو الغنم ٧٥٠٠ ليرة، الأمر الذي اضطرنا أن نطبخ الطعام دون لحوم، لقد أصبحنا نباتيين رغماً عنا”، ويضيف “نحن نعيش كمن ينتظر الموت في أي لحظة، فأدنى مقومات الحياة معدومة إلى الآن، وما زلنا تتنظر”.
أما فيما يتعلق بالكهرباء، فتشهد المدينة انقطاعاً للتيار الكهربائي منذ بدء عملية نبع السلام، حيث لم تزود المدينة بالكهرباء بشكل نظامي ، مما اضطر المدنيين لللجوء إلى الاشتراكات الكهربائية او ما يعرف بالامبيرات ٢٠٠٠ ليرة مقابل كل امبير لمدة أسبوع، الأمر الذي يزود الأهالي بالكهرباء لمدة أربع ساعات يومياً، وبالمقابل لا تتوفر الاشتراكات الكهربائية لبعض الأحياء في المدينة كحيي الجسر والليل وحي الإسكان.
وشهدت المدينة ارتفاعاً كبيراً في أسعار المحروقات، فوصل سعر ليتر المازوت إلى ٢٥٠ ليرة والبنزين ٢٥٠ ليرة، أما اسطوانات الغاز فبلغ سعر الاسطوانة الواحدة ١٥ ألف ليرة.
وطالت التفجيرات الإرهابية مدينة تل ابيض وريفها خلال الفترة الماضية، وسط اتهامات للـ “بي كي كي” بافتعالها لخلق حالة التوتر في المدينة، إلا أن ذلك أثر على حركة السكان، وجعل قسم كبيرة منهم يغلقون محلاتهم خوفاً على سلامتهم.