جسر: متابعات
وسط إشادة القائم بالأعمال الإماراتي في سوريا برئيس النظام بشار الأسد، ووصف قيادته بـ«الحكيمة»، وذلك في أقوى أوجه التعبير عن الدعم حتى الآن من بلد ساند في وقت من الأوقات أعداء دمشق في الحرب الأهلية، يتوقع محللون وسياسيون ان تكون الإشادة الإماراتية توطئة لمواقف خليجية مقبلة، وخصوصاً من السعودية والبحرين تجاه النظام السوري.
واستأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية العام الماضي، وسيلقى دعم الإمارات القوي ترحاباً من الأسد الذي استعاد السيطرة على معظم بلاده من مقاتلي المعارضة والمتشددين، ويسعى للتخلص من عزلته بالنسبة لمعظم دول العالم.
وفي حديثه خلال حفل بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر، عبر القائم بالأعمال الإماراتي عبد الحكيم النعيمي، عن أمله في أن «يسود الأمن والأمان والاستقرار ربوع سوريا تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد».
وأضاف وفقا لما ورد في تسجيل مصور بثته قناة (آر.تي) الروسية “العلاقات السورية الإماراتية متينة ومميزة وقوية تقوم على أسس واضحة وثابتة قاعدتها لم الشمل العربي عبر سياسة معتدلة”.
الباحث السياسي في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي، قال “في الواقع، منذ أن تخلّت الإمارات عن دعم المعارضة السورية في جنوب البلاد، وحتى تطبيع العلاقات مع النظام، كان سلوك سياستها الخارجية يقوم على محددين: أولاً استرضاء روسيا، وثانياً استعداء تركيا أو استفزازها على أقل تقدير، وبالتالي فإنّ الإمارات، تريد إعادة التأكيد حالياً على وقوفها مع النظام في ظل الأزمة التي يمرّ بها، فليس من صالحها تراجعه سياسياً وعسكرياً في هذه المرحلة التي تبذل فيها جهداً للوقوف بوجه تركيا”.
في حين رأى السياسي السوري درويش خليفة، أنه على ما يبدو لا توجد فقط مشاهد مدهشة، توجد أيضاً تصريحات مدهشة، وتصريح القائم بأعمال السفارة الإماراتية في دمشق كان مدهشاً بالنسبة للسوريين، وهو يصف بشار الأسد بالقائد الحكيم!
وقال خليفة هل يُعقل أن يصف دبلوماسي من قتل مليون شخص واعتقل نصف مليون وهجر 11 مليوناً بأنه قائد حكيم، حقيقة مستغرب جداً هذا التصريح، والذي نعتبره لا أخلاقياً”.
وأضاف “عندما تريد أي دولة أن تغير خطابها السياسي تجاه دولة أخرى، عليها أن تراعي مصالح الشعب المقابل لا أن تراعي الحكومات والشخوص، وهم يعلمون أن التغيير في العالم العربي ماض، وأن الشعوب لن تتراجع عن خيارها في الانتقال نحو الديمقراطية والدولة الوطنية”.
المعارض صلاح الدين مكي، قال معقباً على كلام القائم بأعمال السفارة الإماراتية، ومديحه لبشار الأسد: “السفير الإماراتي يعتبر من أبرز مؤسسي غرفة «الموك» في الجنوب السوري، التي استثمرت بدورها فصائل الثورة السورية بهدف حرف مسارها وتحقيق أهداف هذا الاختراق”.
أما الباحث في الشؤون القانونية والسياسية صالح أبو عزة، فقال أيضاً عبر منصة تويتر “سوريا خانها كلّ العرب، وأدخلوا عليها شذاذ الآفاق من كلّ حدبٍ وصَوب، ولأنّ دمشق عاصمة العروبة فهي تغفر وتسامح… بالأمس جاء موقف القائم بأعمال السفير الإماراتي الداعم”.
في حين عقب السياسي المقرب من النظام السوري صلاح قيراطة على عبارات المغازلة التي وجهها السفير الإماراتي في دمشق للأسد بالقول “أجنح للقول، بأننا أمام أيام وربما ساعات، وسيتحسن معها سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية”.
وأضاف قيراطة “التصريحات ومآلاتها تقول إننا على يقين أن الإمارات ستتدخل بقوة لدعم الليرة السورية، ورمي حبال النجاة للإدارة السورية للتخلص من الأزمة الكبيرة، وهنا يبدو أننا أمام إرادة أمريكية محضة وجهت الأوامر للإمارات بدعم العملة المحلية”، منوهاً إلى أن الإمارات لم تقطع علاقاتها مع النظام السوري حتى في أحلك الظروف والمحن التي مر بها النظام الحاكم في البلاد.
المصدر: القدس العربي