خطوة متزامنة شرقاً
وخطوة مرتقبة غرباً
وفي هذه الاثناء بدأ الاتراك بدفع تعزيزات لقواتهم في نقاط المراقبة الـ12، استعداداً لفصل مقبل، سيكون بحاجة إلى انتشار تلك القوات في المنطقة الفاصلة، بالتشارك مع “الجيش الوطني”، أي على شاكلة انتشار الشرطة العسكرية الروسية مع قوات النظام شرقي الفرات. وثمة طريق هنا يجب أن يفتح، هو مبدئياً طريق دمشق-حلب وربما في “خطوة” أخرى، طريق حلب-اللاذقية.
الهجوم الواسع المرتقب في منطقة ادلب، سيشن قبل أو بعد اجتماع سوتشي المقبل، في 10 أو 11 كانون الثاني، والذي صار غرفة عمليات لتنسيق الخطوات نحو الأهداف.
ماذا عن الجهاديين و”العمال الكردستاني”؟
وهناك من يرغب بالحفاظ على بقائهم، مرحلياً على الأقل، ولكن ضمن حدود الاستخدام الممكن لا أكثر. تركيا تعلم أن الجهاديين هم الورقة الأخطر التي يمكن ان تهدد بها خصومها، وروسيا ذاتها تعلم أنهم ورقة التوت التي تستر جرائمها بحق المجتمعات المعارضة من جهة، وسلاحاً استراتيجياً محتملاً لتخويف الغرب. وتنطبق هذه المعطيات على “العمال الكردستاني” شرقي الفرات بطريقة مقلوبة أيضاً.
بعض التنظيمات الجهادية في إدلب، وفروع “العمال الكردستاني” في الشرق السوري، دخلت في مرحلة الجمود، ولن تثبت طويلاً عند هذه الحالة، بل ستدخل تحت الضغط مرحلة التفكك المتسارع. وبالنسبة للأكراد، بدأت معالم التفكك بانشقاق المقاتلين الهرب عن “قوات سوريا الديموقراطية” بالتدريج، والالتحاق بقوات النظام أو “الجيش الوطني”، أو الذهاب إلى بيوتهم تحاشياً للقتل على يد مختلف القوى. فيما بدأت صفوف الجهاديين تعاني من الانشقاقات البينية، وتسرب العديد من مقاتليها شرقاً باتجاه مناطق العمليات التركية، والانضواء تحت إمرة فصائل غير مصنفة إرهابية، وتحظى بغطاء إقليمي.
الشبح الأميركي ماثل أيضاً
لا حل بلا واشنطن.. لكن ماذا تريد؟
يكاد يكون الجواب الوحيد المقنع هو أن هدف الوجود الأميركي في سوريا، هو الوجود الاميركي في سوريا، لا أكثر ولا أقل. وهو وإن لم يكن منتجاً لحل، فإنه قادر على عرقلة كافة الحلول، وعدم السماح لا لأصدقائها ولا خصومها، انجاز شيء بمعزل عنها وعن مصالحها. وذلك بقطع النظر عن وجود مصالح لها.