جسر: متابعات:
صوتت اﻷغلبية الساحقة في مجلس النواب الأمريكي بالموافقة على قانون “قيصر”، وسيعرض القانون اليوم الخميس للتصويت في مجلس الشيوخ، قبل عرضه على الرئيس في حال تمريره لتوقيعه حتى يصبح نافذا.
وكان لافتا اعتراض نائبتين من أصول عربية، هما أول مسلمتين تدخلان المجلس، على القانون، حيث صوتت إلهان عمر، اﻷمريكية من أصل صومالي، وزميلتها من أصل فلسطيني رشيد طليب، ضد القانون. فمن هما؟
من المخيم إلى الكونغرس
فرت إلهان عمر من الحرب الأهلية في بلدها الأصلي الصومال عندما كانت طفلة، وعانت محنة اللجوء بكل تفاصيلها المؤلمة، قبل أن تتمكن من دخول التاريخ كأول امرأة محجبة، وواحدة من أوائل المسلمات في الكونغرس الأمريكي.
وفازت إلهان (36 عاما)، بمقعد في مجلس النواب، عن ولاية مينيسوتا، خلال انتخابات التجديد النصفي العام الماضي، عقب تقدمها على منافستها الجمهورية جنيفر زيلنسكي، وبذلك تصبح أول مسلمة محجبة تدخل مجلس النواب الأمريكي، وثاني امرأة مسلمة في الكونغرس، بعد الأمريكية من أصول فلسطينية رشيدة طليب، التي فازت قبلها بساعات.
وفي معرض تعليقها على نتائج الانتخابات، قالت إلهان في خطاب أمام حشد من أنصارها: “لقد احتفلت بنتائج الانتخابات مع أسرتي ومن دعمني خلال حملتي الانتخابية”.
وأضافت أنها قدمت إلى الولايات المتحدة حين كانت في الـ12 من عمرها، وعاشت قبل ذلك في مخيمات اللجوء في كينيا لمدة 4 أعوام.
وتابعت قائلة: “ولاية مينيسوتا باردة جدا، لكن قلوب سكانها حافلة بالدفء والحنان، هم لا يفتحون أبوابهم للاجئين فحسب، بل يرسلون هؤلاء اللاجئين إلى أعلى المناصب في واشنطن”.
وشكل فوز إلهان بعضوية مجلس نواب ولاية مينيسوتا في 2016، سابقة من نوعها؛ إذ أصبحت وقتها أول مسلمة محجبة في مجلس تشريعي بالولايات المتحدة.
فلسطينية.. يسارية.. ديمقراطية
رشيدة طليب (42 عاما) هي الأكبر من بين 14 اخ وأخت، ولدوا جميعا لأبوين مهاجرين من الضفة الغربية في فلسطين، بحسب ما كتبت على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعتبر طليب من جناح بيرني ساندرز في الحزب الديمقراطي، وتدعو إلى إصلاحات مثل الرعاية الصحية الشاملة، وتحديد الحد الأدنى للأجور، وحماية البيئة، ورسوم مقبولة للتعليم الجامعي.
وكان فوز طليب المرشحة عن المنطفة 13 في ولاية ميتشغان، محسوما لعدم وجود منافس جمهوري لها في المنطقة على المقعد الشاغر عقب استقالة النائب الديمقراطي جون كونيرز، بسبب ادعاءات تحرش جنسي بحقه.
حرب مع ترامب
في تموز/يوليو الماضي، طالب ترامب في سلسلة تغريدات، عضوات الكونغرس المشار إليهن دون تسميتهن، بالعودة إلى “الأماكن المنهارة والموبوءة بالجريمة التي قدمن منها”، ليواجه على إثر ذلك عاصفة انتقادات.
وبينما لم يذكر ترامب في تغريداته أسماء محددة، ذكرت وكالة أنباء “أسوشييتد برس” أنه كان يشير إلى ألكساندريا أوساسيو كورتيز من نيويورك، والنائبتين المسلمتين إلهان عمر من مينيسوتا، ورشيدة طليب من ميشيغان، إضافة إلى آيانا بريسلي من ماساتشوستس.
وفي لقاء مع صحيفة “غارديان” البريطانية، قالت طليب “بات الأمر واضحا بالنسبة لي… إنه (ترامب) يخافنا”، مضيفة “إنه يخاف النساء ذوات الأعراق المختلفة، لأننا لا نخافه ولا نخاف أن نتحدث عن وجود رجل مدافع عن العرق الأبيض في البيت الأبيض، يحمل أجندة للكراهية”.
واعتبرت طليب في ذلك اللقاء أنها وزميلاتها الثلاث اللواتي تعرضن لهجوم ترامب مؤخرا، “الوجه الجديد للحزب الديمقراطي”، وقالت “إنه يستهدفنا في محاولة لصرف الأنظار عن حقيقة أن أعدادا من الأشخاص يعيشون في فقر أكثر من أي وقت مضى، ولأنه فشل بصفته رئيسا”، وأضافت “إنه يخاف لأننا لدينا أجندة حقيقية للشعب الأمريكي”.
وكان ترامب قد هاجم طليب، ووصفها بأنها “معادية للسامية”، عقب مؤتمر صحفي انتقدت فيه إسرائيل بسبب قرار تل أبيب منعها من الدخول في طريقها إلى الضفة الغربية.