مصادر “المدن” في المنطقة رصدت دخول قافلة كبيرة من منظمة “جهاد البناء” بقيادة الجنرال حسين يكتا، الأسبوع الماضي، إلى قاعدة “الأمام علي”. وضمت القافلة شاحنات محملة بالإسمنت وحديد البناء بكميات كبيرة جداً، في ما يبدو أنه استمرار لعمليات التشييد والتحصين، رغم الاستهداف المتواصل للمنشأة.
وكانت تقارير إعلامية غربية أفادت في أيلول أن أعمال بناء المجمع العسكري الجديد “قاعدة الإمام علي”، قد وصلت مراحل متقدمة. ووفقاً لخبراء الأمن، فهذه هي المرة الأولى التي تبني فيها إيران قاعدة بهذا الحجم، من الصفر، في سوريا.
مصادر “المدن” في البوكمال تُشير إلى أن قاعدة “الإمام علي” بدأت بالتوسع تحت الأرض، حيث يقوم الإيرانيون بإنشاء انفاق على أعماق كبيرة وبأبعاد مناسبة لاستيعاب مخازن الأسلحة وإقامة المقاتلين، فيما يبدو كتحد لمحاولات عرقلة تمركز قواتهم في تلك المنطقة الاستراتيجية.
وفي السياق اعتدت مليشيا “الفوج 47” من “الحرس الثوري” الإيراني، الخميس، على عناصر مفرزة “أمن الدولة” في البوكمال. وحصل الاشتباك عندما كانت تلك المفرزة تشرف على توزيع “مساعدات دولية” على الأسر الأكثر فقراً، والمؤلفة من البرغل والعدس والسكر، عندما حضرت دورية تابعة لـ”الفوج 47″ من “الحرس ثوري”، واستولت على عدد كبير من الحصص الغذائية. وتسبب ذلك بمشادة كلامية بين عناصر “أمن الدولة” والمليشيا الايرانية، ما تطور إلى إطلاق نار، جرح على أثره عدد من عناصر قوات النظام الذين فروا من المكان.
مصادر “المدن” في البوكمال قالت إن المليشيات الايرانية تعمل وبشكل منظم على اضعاف سلطة النظام في المدينة، وتحويلها إلى مدينة تابعة لها مباشرة، وأن عملية حجب المساعدات وإهانة عناصر النظام، تأتي في سياق اقناع السكان بأن المليشيات الايرانية هي صاحبة الكلمة العليا هناك، بهدف ارغامهم على الالتحاق بها، وهو ما تحقق مؤخراً بدرجة كبيرة، إذ “انشق” عشرات العناصر عن مليشيا “الدفاع الوطني”، وانتظموا في المليشيات الايرانية العاملة هناك، والتي تزداد اعدادها تدريجياً على الرغم من الاستهداف المتكرر. وآخر المليشيات الشيعية الواصلة للمنطقة هي مليشيا “جيش الإمام الحجة”، وتضم بشكل رئيسي متطوعين أفغان وعراقيين وباكستانيين.