جسر: متابعات:
تجددت في موسكو اﻻنتقادات اﻹعلامية والتحذيرات لقيادة نظام اﻷسد، ونبه أحدها، بلهجة ﻻ تخلو من القوة، رأس النظام إلى ضرورة مراجعة حساباته قبل أن “ينفجر الموقف مجددا في البلاد”.
وفي مقال له رأى الكاتب رامي الشاعر أنه “للأسف الشديد، أصبح من الواضح بعد متابعة اللقاءات الصحافية للرئيس بشار الأسد مؤخرا والتي كان أحدثها اللقاء مع الصحافية الإيطالية، بأنه ما زال بعيدا عن واقع الحياة وعن التحولات التي طرأت على سوريا وعلى شعبها، ويتصور أن ما مرت به البلاد خلال تسع سنوات هو نتيجة مؤامرة خارجية، وأن الحرب كانت على الإرهاب الذي تم القضاء عليه وأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها، وأن الانتصار كان نتيجة تلاحم الشعب مع القيادة وأن العائق أمام إعادة البناء هو فقط العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا”.
واستغرب الدبلوماسي، المقرب من وزارة الخارجية الروسية، المقرب من الخارجية الروسية أن القيادة السورية تتعامل “وكأن الأمور في سوريا تسير على ما يرام ولا وجود لأي أزمة داخلية، وليس هناك معارضة ولا أي شيء يدعو إلى إجراء أي تغييرات”.
وأضاف الشاعر أن الأسد يتجاهل الجهود الدولية والقرارات، معربا عن استغرابه أن “يرى الرئيس بشار الأسد كل سوريا بصورة الوضع الذي يحيطه في طريقه من البيت إلى القصر الجمهوري ذهابا وإيابا من دون أي علم له بعدم ارتياح المجتمع السوري بأغلبيته، خلف الدائرة التي لا يزيد قطرها على كيلومتر واحد من مركز سكنه وعمله في وسط دمشق”.
ولفت الكاتب إلى أن “حقيقة الواقع على الأرض غير ذلك تماما: هناك معارضة قوية جدا ضد النظام الحالي في دمشق، وهناك معارضة مسلحة أوقفت نشاطها، التزاما بالوعود التي قدمت لها من قبل الدول الضامنة، وتمشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يناط به إحداث التغيير في سوريا”.
وعليه فقد رأى أنه “من الضروري ومن الواجب على الرئيس بشار الأسد وعلى القيادة السورية أن يدركا بأن الشعب السوري إذا فاض صبره وشعر بعدم وجود أمل في الجهود والدور الدولي فإن البديل سيكون حربا أهلية دامية وواسعة، تشمل كل أرجاء سوريا، ستطيح حتما بالنظام الحالي، لأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر، وهي دائما الأقوى”.