جسر: رصد
أصدرت المحكمة المختصة في حلب حكماً بإعدام المتهم “يوسف شيخ دبس” الذي أقدم على قتل الطفل “نصرالله الناصر” في شهر شباط من العام الفائت، وحاول قتل الطفل “غيث كيالي” في شهر آب من العام ذاته.
وتلا القاضي وقائع الدعوى، في جلسة المحاكمة، فقال “أقدم “يوسف شيخ دبس” على استدراج الطفل “نصرلله الناصر” البالغ من العمر ثماني سنوات، بتاريخ ١٠ شباط ٢٠١٩، إلى بناء مهجور في حي صلاح الدين بحلب، جانب جامع الناصر، بغية إجراء الفعل المنافي للحشمة به، ولما راح يقبله، وحاول خلع ملابسه، بدأ الطفل يقاومه ويصرخ، عندها قام بضربه ضرباً مبرحاً، ولف كابلاً أسوداً على رقبته، وراح، يشده، وتناول حجراً وضربه به، وبعد أن تأكد من موته، أنزل له بنطاله، إلا أنه لهول منظره عدل عن الفكرة، ليتركه ويهرب”.
وأضاف القاضي “بعد يومين تم العثور على جثة الطفل وحامت الشبهات حول الشاب “محمود عبود” وهو معتوه عقلياً (منغولي)، واستغل القاتل يوسف ذلك الظرف، ولإبعاد التهمة عن نفسه ذهب إلى قسم شرطة الحمدانية، وادعى أنه رأى الطفل برفقه الشاب “عبود”، يوم وقوع الجريمة، وأرغم الشاب المعتوه على الاعتراف بالجريمة وصدر قرار اتهام بحقه، وأحيلت الدعوى إلى محكمة الجنايات السادسة بحلب، والتي انتهت بإعلان براءة المذكور “محمود عبود” من جناية القتل”.
وأردف “بتاريخ ١٣ / ٨/ ٢٠١٩ قام “يوسف شيخ دبس” باستدراج الطفل “غيث كيالي” البالغ من العمر ١١ عاماً إلى بناء مهجور آخر في حي صلاح الدين، وأرغمه على خلع بنطاله، وأجرى الفعل المنافي للحشمة به، وعندما راح الغلام يصرخ ويهدد بإعلام ذويه، ضرب”دبس” رأسه بالجدار، ومن ثم ضربه على رأسه بحجر، فسقط فاقداً وعيه، ليعتقد انه فارق الحياة، وولى هارباً، وبعد لحظات استعاد الطفل وعيه، ليعود إلى ذويه حافي القدمين والدماء تنزف من وجهه وجسده، وأسعف من قبل ذويه إلى مشفى الجامعة”.
وبناء على أقوال وشهادة الطفل غيث، ألقي القبض على المعتدي، وعندما قابله تعرف عليه، على الفور، واعترف الجاني بجريمتيه، وقام بالدلالة على البناء الذي ارتكب فيه جريمة القتل.
وتقدم المتهم من أجل الدفاع عن نفسه بأوراق تثبت أنه بمرض عصبي ونفسي، وتم عرضه على طبيب السجن وأجريت عليه الخبرة الطبية الثلاثية النفسية والعصبية، وبين التقرير أنه يعاني من مرض الصرع، ويتناول العلاج اللازم، إلا أنه خلال النوبة الصرعية لا يستطيع ارتكاب أية حريمة، وفي باقي الأوقات يعتبر انساناً طبيعياً مسؤولاً عن كافة تصرفاته بشكل كامل.
وتلا القاضي القرار الذي تم اتخاذه فقال “اتخذنا القرار، أولا ،تجريم المتهم يوسف شيخ دبس بجريمة القتل القصد للمغدور نصرلله الناصر، وجناية الشروع التام بالقتل القصد للطفل غيث كيالي، ثانياً، معاقبته بالإعدام عن كل واحدة من الجنايتن، ثالثاً دمج إحدى العقوبتين بالأخرى بحيث تبقى عقوبته الإعلام، رابعاً ججر المتهم وتجريده مدنياً، ومنع إقامته في مدينة حلب وريفها، لمدة ١٥ عاماً، عقب تنفيذ عقوبته في حال خففت العقوبة بعفو عام أو غيره، خامساً إلزام المتهم بدفع خمسة ملايين ليرة سورية لورثة الطفل المغدور توزع بينهم وفق الأسس الشرعية، سادساً إلزام المتهم بدفع مبلغ مليوني ليرة للمدعي محمد كيالي تعويضاً لولده “غيث” عن كافة الأضرار المادية والمعنوية،