وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها هذه الصحفية لحملة تشويه. ولكن منذ اشتداد القتال في إدلب، وخاصة منذ أن وصل الأمر إلى مواجهة عسكرية مباشرة بين سوريا وتركيا، تصاعدت حدة التهديدات والشتائم والسخرية ضد هذه الصحفية التي تُعد من أوائل النساء اللواتي حظين باهتمام إعلامي واسع في المنطقة بعد انخراطها في تغطية الوضع في إدلب.
وأكدت ميرنا الحسن، في اتصال أجرته معها مراسلون بلا حدود، أن حسابات وسائل إعلام وشخصيات موالية لبشار الأسد تنشر عنها معلومات زائفة بانتظام، حيث أشارت إحدى تلك الشائعات إلى أن والدها قرر قتلها لأنها خانت شرفها من خلال ظهورها بوجه مكشوف على شاشة التلفزيون.
هذا وقد ظهرت الصحفية في فيديو من ميدان يسيطر عليه الثوار في سراقب، متحدية صحفياً مقرباً من بشار الأسد ويحظى بمتابعة واسعة على فيسبوك.
وبعد استيلاء جيش العربي السوري على المدينة، جاء الرد سريعًا من الصحفي “أبو الشام الشام” الموالي للنظام ، حيث ظهر يوم 2 آذار في مصور بنفس المكان، متوجهاً إلى ميرنا الحسن بعبارات تحط من كرامة المرأة.
وفي هذا الصدد، قالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، “من غير المقبول بتاتاً الابتهاج بتعرض صحفية لاغتصاب مزعوم والتأكيد باستمرار على وضعها كامرأة للاستخفاف بعملها”، مضيفة أن “الاستقطاب الإعلامي في سوريا أدى إلى أعمال قدح سافلة ومهينة – والأهم من ذلك أنه في هذه الحالة بالذات، يتم الاعتداء على كرامة امرأة”.
وفقًا للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، توجد حوالي 60 صحفية بمنطقة إدلب. وفي اتصال مع مراسلون بلا حدود، أكدت بعضهن أنهن يواجهن شتى أنواع الصعوبات في عملهن الميداني خلال زمن الحرب هذا، حيث قالت الصحفية المستقلة شادية التعتاع: “عندما أكون في تغطية صحفية وأمسك بكاميرا، أرى نظرات الاستنكار في أعين الرجال”.
من جهتها، تعرضت الصحفية جهان حاج بكري للتهديد من قبل الجمعات الإسلامية بسبب عدم ارتدائها الحجاب، حيث أوضحت في هذا الصدد: “لقد أُجبرت على ارتداء الحجاب لكسب ثقة الناس والمجتمع من جهة والنأي بنفسي عن عنف الجماعات الإسلامية من جهة أخرى”.
أما هاديا منصور، فقد اضطرت إلى الكتابة تحت اسم مستعار وتغييره عدة مرات بسبب الوضع الأمني. وعلقت على ذلك بالقول: “كان يؤلمني لأني لم أكن أستطيع إظهار إسمي الحقيقي وعملي كان كله بالخفاء”.
يُذكر أن سوريا تقبع في المرتبة 174 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود العام الماضي.