جسر: متابعات
سبب انتشار فيروس كورونا وتصدر أخباره وسائل الإعلام التقليدية والرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي حالة من القلق والخوف في أنحاء العالم، لكن، أيضاً كان لانتشار هذا الفيروس انعكاسات إيجابية على البيئة والإنسان، واقتصادياً على بعض الدول والشركات.
وبحسب تقرير لـ”مونت كارلو” الدولية، فقد ساهم انتشار الفيروس وانخفاض سعر النفط، في تخفيف الضغط على موازنات بلدان فقيرة كثيرة مضطرة إلى استيراد مصادر الطاقة، علماً أن هذا الانخفاض قد يكون كارثياً على الدول الكبرى المنتجة للنفط والمصدرة له جراء تباطؤ الدورة الاقتصادية العالمية. ولكن انخفاض أسعار الوقود المستورد أصبح نعمة بالنسبة إلى موازنات البلدان النامية الفقيرة.
وساعد الحجر المفروض في الكثير من الدول وتوقف الكثير من المصانع بسبب انتشار كورونا، بتخفيف حدة تلوث الهواء في مناطق ومدن كثيرة كانت تشكو ذلك، وفقاً للصور التي التقطتها وكالة “ناسا” الفضائية الأمريكية والوكالات الفضائية الأخرى، وهذا ما حدث مع مدينة ووهان حيث أدى الحجر الصحي على السكان إلى انخفاض نسب التلوث من 10 إلى 30%.
وفي القطاع العلمي، ساعد انتشار الفيروس أيضاً في تنشيط عمل طواقم بحثية كثيرة تسعى إلى إيجاد نماذج رياضية معقدة تسمح مثلاً بمتابعة أنماط انتشار الفيروس وبتحسين طرق الوقاية منه، إضافة إلى تنشيط عمل المختبرات العلمية لإيجاد علاجات ولقاحات للفيروسات التاجية.
ومن مزايا انتشار فيروس كورونا المستجد الايجابية، فإنه يسهم في إعادة الاعتبار إلى القراءة والمطالعة في بلدان كثيرة، فقد لوحظ في فرنسا إقبال متزايد على عدد من الأعمال الإبداعية لكتاب كبار تناولوا بشكل أو بآخر قصصاً تشابه في إطارها هذا الفيروس. ومن هذه الأعمال رواية “الطاعون” للكاتب الفرنسي ألبير كامو والتي صدرت لأول مرة عام 1947.
وعادةً، تتأثر الأسواق المالية بجميع الأزمات وتنخفض أسهم كبرى الشركات في البورصات، لكن في المقابل تكون هناك بعض الشركات التي تحقق أرباحاً طائلة ونمواً مفاجئاً تبعاً لطبيعة الأزمات، وهذا ماحدث مع عدد شركات بظل انتشار كورونا، مثل “شركة Netflix” لخدمة البث الترفيهي، و”شركة Peloton” للدراجات الرياضية المنزلية، و”شركة زووم لاتصالات الفيديو” التي توفر خدمة بث الاجتماعات عن بعد بعد توجه كثير من الشركات للعمل أون لاين، إضافة إلى شركات المعقمات والكمامات وبعض شركات الأدوية.
المصدر: الاقتصادي