السيسي في الحجر الصحي

جسر: متابعات

كشف موقع Middle East Eye البريطاني، أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قضى هو وعائلته أسبوعين في الحجر الصحي بعد أن خالط ضابطاً كبيراً، قالت القوات المسلحة إنه توفي بمرض “كوفيد-19″، يوم الإثنين 23 مارس/آذار 2020.

تطابقت هذه المعلومة مع ما نقله مصدر خاص في وزارة الداخلية لـ “عربي بوست”، والذي أكد بقاء الرئيس المصري تحت الحجر الصحي بعدما اجتمع بقيادات من الإدارة الهندسية يوم 3 مارس/آذار 2020.

وفيات من الجيش بسبب كورونا

في السياق، نقلت وسائل الإعلام الموالية للحكومة المصرية، يومي الأحد والإثنين، أنباء مصرع اثنين من جنرالات الجيش، وهما خالد شلتوت وشفيع داود، بعد أن أثبتت الاختبارات إصابتهما بـ”كوفيد-19″.

في حين قال مصدرٌ مصري للموقع البريطاني، إنّ شفيع داود، الذي مات يوم الإثنين، التقى السيسي قبل أيام من ثبوت إصابته بفيروس كورونا.

أردف المصدر: “من المُرجَّح أن السيسي أُصيب في أعقاب لقاء (شفيع)”، مضيفاً أن الرئيس وعائلته أُودِعوا في الحجر الصحي أسبوعين، بسبب المخاوف من إصابتهم بالفيروس.

في حين قال مصدر لموقع Middle East Eye البريطاني، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه لأسبابٍ أمنية، إن داود أُصيب بالفيروس بعد لقائه بزميلٍ سافر مؤخراً إلى إيطاليا.

لكن في المقابل نقلت وسائل الإعلام المصرية الموالية للحكومة، أن داود وشلتوت أُصيبا بالفيروس “نتيجة جهودهما في مكافحة الفيروس”.

ويعمل الجنرالان في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الذراع الاقتصادية المنوط بها تنفيذ المشاريع الهائلة داخل الجيش مثل: بناء العاصمة الجديدة، ومشاريع تطوير قناة السويس.

وأردف المصدر: “يحضران عادةً في الاجتماعات مع السيسي؛ من أجل إطلاعه على عملهما في إدارة مشاريع الجيش الضخمة”.

وثائق مسربة.. والسفارة المصرية لا تردُّ

كانت وثيقة حصل عليها “عربي بوست”، أشارت إلى إصابة 4 قيادات، بينهم 3 قيادات أعلِنَ بالفعل عن وفاتهم، من بينهم اللواء شفيع داود، بالإضافة إلى عدد آخر من المخالطين والمشتبه فيهم، ووصل عددهم إلى 11 قيادياً وضابطاً، معظمهم يعمل في الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية.

في المقابل تواصل موقع Middle East Eye مع السفارة المصرية في لندن؛ من أجل الحصول على تعليق، لكنه لم يحصل على ردٍّ حتى وقت نشر التقرير.

السيسي وعملية جراحية

إلى ذلك، وفي منتصف يناير/كانون الثاني 2020، بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي يعاني آلاماً في المعدة، زادت لدرجة منعته من الذهاب  لمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، الذي كان من المقرر أن يحضره، حتى إنه تم تأمين قاعة الحضور والمداخل والمخارج بعناصر من الحرس الجمهوري، لكن في آخر لحظة زادت  آلام السيسي، وهو ما استحال معه الحضور والظهور أمام الكاميرات، وذلك بحسب مصادر مقربة من الرئاسة لـ”عربي بوست”.

نُقل السيسي بعدها مباشرة إلى المركز الطبي العالمي (واحد من أكبر المراكز الطبية ويقع شرق القاهرة، وكان يعالَج فيه الرئيس المصري الراحل حسني مبارك). وهناك شُخِّصت الحالة على أنها “زوائد معوية لحمية” يجب استئصالها سريعاً قبل التحول إلى ورم خبيث.

وبالفعل أُجريت الجراحة، وبدت الأمور طيبة، لكن فجأة بدأت المضاعفات تُداهم الرئيس، ولسبب غير مفهوم ضعُفت مناعة السيسي، وهو ما استوجب جلب طبيب ألماني لفحصه، والذي قرر أن الوضع ليس خطيراً، لكن مناعته قد ضعفت ويحتاج فترة نقاهة، بعيداً عن أي اختلاط؛ خشية التقاط أي عدوى تهدد صحته.

لكن جنازة مبارك كانت حدثاً جللاً لم يكن من الممكن تجاهله، لذا تقرر أن يحضرها السيسي بنفسه، على ألَّا يمكث فيها طويلاً، ويعود بالطائرة مباشرة إلى المركز الطبي العالمي. وتلك كانت آخر مرة يظهر فيها الرئيس المصري تلفزيونياً أمام الجماهير.

السيسي يعود للظهور

خلال أول ظهورٍ علني للرئيس منذ جنازة مبارك في أواخر فبراير/شباط السبت 21 مارس/آذار، قال إن حكومته “لم تُخفِ شيئاً” عن المصريين فيما يتعلّق بالحجم الحقيقي لتفشي فيروس كورونا في البلاد.

وأضاف، خلال اجتماعه مع القيادات النسائية في البلاد بمناسبة عيد المرأة المصرية: “لقد تعاملنا مع الموضوع منذ البداية وكما هو مُعتاد، بكل شفافية.. وتعكس بيانات وزارة الصحة والحكومة الواقع الذي نعيش فيه”.

ورغم نصائح التباعد الاجتماعي، فإن الرئاسة المصرية نشرت صورةً، يوم السبت، تُظهر السيسي جالساً على مقربة من محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة الوقائية، داخل غرفةٍ خالية في القصر الرئاسي.

انتقادات بسبب التعتيم

إلى ذلك فقد قال تقرير جماعة “نحن نُسجّل We Record” الحقوقية المصرية، الصادر في الـ13 من مارس/آذار، إن اختبارات الفيروس التي أُجرِيَت على داود وشلتوت ثبتت إيجابيتها. لكن وسائل الإعلام عتّمت على الخبر في ظل حظر النشر عن الحالة.

وحثّت الجماعة الحكومة المصرية على الكشف عن حجم العدوى داخل الجيش؛ لحماية “المدنيين وأفراد القوات المسلحة على حدٍّ سواء”.

من جانبها أبلغت وزارة الصحة المصرية حتى الآن، عن 327 حالة إصابة بـ”كوفيد-19″، و14 حالة وفاة.

لكن خبراء الأمراض المُعدية بجامعة تورونتو يعتقدون أن عدد الإصابات في مصر أكبر من الأرقام الرسمية بكثير على الأرجح.

المصدر: عربي بوست

قد يعجبك ايضا