جسر: متابعات:
أثار تغيير اسم المعهد الذي أطلق عليه اسم “باسل حافظ الأسد” منذ عام ١٩٩٤، الواقع في شارع بغداد بالعاصمة دمشق، إلى اسم معهد “الحرية”، غضب موالين اعتبروه رغبة في تمرير صفقات أو تقديم وفاءات لأطراف معينة، كما وجدوا فيه محاولة لطمس “إرث” حافظ الأسد في سورية، ورأوا أن اسم “الحرية” مجرد اسم رمزي “لا يؤثر بشئ، ولا سيما أن تلك الكلمة غالباً ما ترتبط بـ “الإرهاب” بالنسبة لهم.
وقال “فادي بنيات” أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي “مدرسة اللاييك أحد اعرق المدارس السورية ياللي درس فيها بشار واخواته وتخرجوا منها ناس كتار وغيروا اسمها بشكل مقصود وبشع وغير عفوي من معهد باسل الأسد الى معهد الحرية بعد 26 سنة من تسميتها باسمه”.
وعن الدوافع وراء تغيير الاسم قال “تم ذلك عالساكت وبدون شوشرة مشان يمشوا صفقات او تعهدات او وفاءات لاطراف اخرى مع العلم انو صرلنا عم نحكي من 10 سنين، انن عم يحاولوا يغيروا يسيئوا وينسفوا كل رمز وطني بسوريا بعد انتصار الجيش المتتالي واللي بيرفع الراس، كل هالحكي صار ما حدا رف الو جفن ولا اهتم ولا حدا فتح تمو بهمسة”.
أما بالنسبة لمن يطلق على نفسه “رفعت علي الأسد”، فاعتبر أن تغيير الاسم بمثابة طمس لكل ما تبقى من تاريخ لحافظ الأسد، حيث تم استبداله بعنوان رمزي متل كلمة “الحرية” لا يؤثر بشي، فقال “مبروك أيها الشعب السوري .. هاقد تعافى التعليم في سوريا واصبحنا كالدول الاسكندنافية، مدرسة اللاييك بدمشق اصبح اسمها معهد الحرية، شوبدنا احسن من هيك لهلا فيه شوارع بسوريا باسماء، حكام خليجيين واشخاص سوريين وظلّام عثمانيين ! وهلق صار انجاز حكومي كبير لطمس كل ماتبقى من تاريخ حافظ الأسد حتى الاسماء والعناوين الرمزية والتي لاتؤثر بشيء”.
وتقع مدرسة اللاييك في شارع بغداد بالعاصمة دمشق، وفي عام 1929 تم الاتفاق بين الحكومة السورية والبعثة العلمانية الفرنسية، وتعهدت الحكومة السورية وقتها بتقديم قطعة من أرض مساحتها تزيد على 9074 متراً مربعاً، لتقوم البعثة العلمانية الفرنسية ببناء مدرسة تستوعب 1000 طالب على هذه المساحة، وضع أول حجر أساس للمدرسة عام 1930، حيث قامت شركة فرنسية تدعى إيرلانجيه بتشييد بناء المدرسة بطريقة معمارية جميلة، واعتمدت على الحجر الأبيض في البناء، وتظهر ملامح البناء الفرنسي التراثي الجميل واضحة حتى اليوم على هذه الصرح الكبير.
تم تدشين مدرسة اللاييك في تشرين الأول عام 1932، وتمت المباشرة بعملية التدريس، وكان عدد الطلاب في ذلك العام لا يتجاوز ثمانين طالباً، وفي عام 1978 آلت ملكية هذه المدرسة لوزارة التربية السورية فحافظت على الطابع الذي أنشئت فيه، وقد أعيد ترميم المدرسة بالكامل عام 2010، وانتهى الترميم في عام 2012 مع الحفاظ على شكل المدرسة الأثري ومعالمها الأساسية، حيث اعتبرتها مديرية الآثار والمتاحف من أهم المعالم الأثرية والعمرانية في سورية.
تعود تسمية مدرسة اللاييك إلى البعثة العلمانية الفرنسية، وتعني هذه الكلمة العلمانية باللغة الفرنسية، ثم تم تغيير اسم المدرسة عام 1961، حيث سميت باسم معهد الحرية، ومن ثم “معهد باسل حافظ الأسد” عام 1994، واسم اللاييك هو الأكثر تداولاً حتى الآن، كانت هذه المدرسة الخاصة الوحيدة غير التبشيرية في تلك الفترة، فمنهاجها لم يكن يحتوي على مادة التربية الدينية، وفيما بعد دخلت تلك المادة بناء على توجيه من وزارة التربية.
المصدر: فيس بوك + جريدة الوحدة