جسر: متابعات:
ذكرت مجلة “إيكونوميست” أن سوريا رغم معاناتها لسنوات طويلة من “الحرب الأهلية” التي حصدت مئات الألاف من المدنيين، وشردت الملايين عادت إلى النقطة التي بدأت منها.
وقالت المجلة، في تقرير نشر يوم الجمعة، وترجمه موقع الحرة، إن “المتظاهرين في الجنوب الشرقي بدأوا يرددون شعارات مناهضة للنظام، وهي نفس الشعارات التي انطلقت في بداية الأزمة”.
وأضافت “لا يزال معظم السوريين يشكون من الفقر والفساد وعدم المساواة الاجتماعية”، وتنقل عن استاذ جامعي في دمشق قوله إن “المظالم التي أشعلت الانتفاضة أصبحت أكثر وضوحا اليوم”.
وأشارت المجلة إلى أن الأسد كسب الحرب نتيجة مساعدة إيران وروسيا ومن خلال قصف شعبه بالغاز، لكنه يواجه الآن تحديات جديدة لا يمكن حلها بالقوة.
فالعملة المنهارة تدفع بالمزيد من السوريين نحو الفقر، كما أن من شأن مجموعة جديدة من العقوبات الأميركية فرضت مؤخرا جعل الأمور تصبح أكثر سوء، بالتزامن مع بروز معارضة حتى داخل منظومة الأسد، الذي لا يقدم أي حلول للأزمة المتزايدة، وفقا للمجلة البريطانية.
وتبين المجلة أنه عندما ورث الأسد الرئاسة عن والده قبل عقدين من الزمن، كانت سوريا دولة متوسطة الدخل، أما الآن فأكثر من 80 في المائة من سكانها فقراء، مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بمقدار الضعفين عما كان عليه قبل الأزمة.
ويزيد الوضع سوءاً، الوضع في لبنان، الذي يعتبر أكبر سوق خارجي لسوريا والمورد الرئيسي للدولار.
ومع ندرة العملة الصعبة في كلا البلدين، انخفضت قيمة الليرة السورية إلى مستويات قياسية، حيث تم تداولها عند حوالي 50 مقابل الدولار قبل الحرب، أما اليوم فبلغت نحو ثلاثة آلاف في السوق السوداء.
كما أن قيمة الرواتب الحكومية تنخفض في ظل ارتفاع للأسعار، والنتيجة، كما تقول الأمم المتحدة، أن الكثير من الناس لم يعد بإمكانهم شراء الطعام، والأدوية نفدت من الصيدليات، لأن التجار ليس لديهم ما يكفي من المال لدفع ثمن استيرادها من الخارج.
إضافة لهذه المعطيات، تظهر أزمة جديد، وفقا للمجلة، تتمثل في أن المزيد من المؤيدين السابقين للأسد تخلوا عنه.
وتطرقت المجلة إلى الاحتجاجات التي نظمها المئات من أفراد الطائفة العلوية، التي يتحدر منها الأسد، بالإضافة إلى الدروز في السويداء.
وتنقل المجلة عن الصحفي السوري إبراهيم حميدي قوله إن “مشكلة النظام تكمن في الموالين له، وليس مع المعارضة”.
وتضيف أن الأسد قرر فصل رئيس وزرائه عماد خميس في 11 يونيو الجاري، وبات يعتمد الآن على دائرة متناقصة من الأصدقاء.
وتتابع أنه على الرغم من أن المشاكل تتزايد على الأسد، العاجز أصلا، إلا أنه ربما لن يذهب إلى أي مكان”.
وترى أن ملايين من الشعب السوري المتعب يعتمد على المساعدات الغذائية التي يوفرها نظام الأسد، الذي تعلم كيفية التعامل مع الضغوط وإلقاء اللوم على الآخرين بعد أربعة عقود من العقوبات.
وعادة ما يقول الأسد إن “الغرب يشن حربا اقتصادية على سوريا، بعد أن فشل في الإطاحة به من خلال تسليح المعارضين”.
كما إنه ينتقد الولايات المتحدة لتسليمها الأراضي التي تحتوي على حقول النفط السورية وسلة الخبز للأكراد.
ويختتم تقرير الصحيفة بالقول إن “الأهم من ذلك أن روسيا وإيران تواصلان دعم الدكتاتور، وما زالوا يأملون في الحصول على عوائد مراهنتهم على الأسد”.