جسر:متابعات:
أثارت حادثة مقتل “غدير سلام” برواية أنه قتل منتحراً عقب قتله بناته الثلاث وإصابة زوجته في محافظة طرطوس، جدلاً واسعاً مع تعدد الروايات والترجيحات حول الحادثة الغامضة وبرغم تكرار حوادث القتل والانتحار بمناطق النظام، إلا أن الواقعة شكلّت حدث غير اعتيادي مع مزاعم كشف الضحية عن تلقيها تهديدات من أشخاص يتضح أنهم على علاقة مع ميليشيات النظام.
في حين كشفت مصادر إعلامية مقربة من النظام عن ما قالت إنها معطيات جديدة للحادثة وهي أن الأب قتل بأربع رصاصات واحدة منها في ظهره، وهو ما يجعل فرضية انتحاره بعد قتل أسرته غير صحيحة على الأرجح، وذلك ما قد يعني أن مُنفذيّ عملية القتل هم من كتبوا المنشور الغامض عبر صفحته قبل أن يجري حذفه لاحقاً.
ويأتي ذلك مع إصدار الجهات الرسمية التابعة للنظام متمثلة بوزارة الداخلية بياناً يؤكد الرواية التي تناقلتها وسائل إعلام داعمة للنظام، وقالت أنها ألقت القبض على شخصين بعد تهديدهم “سلام” الذي تبين أنه قتل منتحراً بسبب خلافات مالية، بحسب تحقيقات داخلية النظام.
بالمقابل نقلت عن جهات إعلامية عن مصادر قالت إنها مطلعة، رواية جديدة تكشف بأن القتيل قد لا يكون الفاعل ما يدحض الرواية الأولى التي تنص على أن “سلام”، قتل منتحراً بعد قتل بناته، وذلك وفق رواية النظام الرسمية.
وكانت تداولت صفحات موالية منشوراً لـ”غدير سلام”، وقالت إنه مدرس لمادة الرياضيات، واستهل المنشور المثير والغامض بالكشف عن عزمه الانتحار وقتل بناته، مرجعاً ذلك بسبب تهديدات المدعو “أحمد عديرة”، نتيجة لعمل طلبه ولم يتمكن “سلام” من إنجازه في الوقت المحدد في 27 الشهر أي يوم أمس، ما أدى لحدوث خلاف بغد تأخره عن العمل الذي بقي غامضاً، وفق نص المنشور.
وأشار المنشور الذي سبق حادثة القتل وجرى حذفه لاحقاً، إلا أن “عديرة”، لم يتقبل شرح تأخير تنفيذه للعمل الموكل إليه، وقال إن عدم تفهمه يعود إلى ضغط جماعة لم يكشف عن هويتها عليه، إلا أنه أوضح بأن التهديدات التي تلقاها تنص على قتله وحرقه مع عائلته، وقال إن تسجيلاً صوتياً يوضح ذلك تركه في جهاز آخر قبل تنفيذ عملية الانتحار وقتل بناته.
وأضاف أن لـ “أحمد عديرة” شريكاً يدعى “بنيامين الكردي”، وقبل اختتام منشوره تحدث عن سبب إضافي للضغط على من يهدده وهو ما وصفه بـ “خيانة” شقيقه له يدعى “فراس”، عندما كانا متطوعين في ما يُسمى بـ “الفيلق الخامس” قبل ثلاثة سنوات، وذلك بعد سرقة أسلحة وذخيرة ومنها صواريخ مضادة للدروع وقال إن شقيقه أقر بذلك بعد الكثير من الإنكارات.
وأكد أنّ ذلك جرى تحت قيادة العميد بجيش النظام “عصام خير بك” الذي قال إنه نهب معظم حلفايا وما قبلها وما بعدها وكان ذلك بمشاركة عناصر النظام ضمن ظاهرة ما يعرف بـ “التعفيش”، واختتم بقوله إن “موضوع الخيانة لم أتحمله مطلقاً، وعاود التذكير بأن جهاز آخر له يحوي على معلومات كثيرة في بداية الملاحظات، حسب تعبيره، فيما جرى حذف منشوره، دون إصدار داخلية النظام معلومات حول الحادثة.
في حين نقلت صحيفة “الوطن” الموالية عن مدير مستشفى “الباسل” في طرطوس “إسكندر عمار”، قوله: إن الأم أصيبت بطلق ناري في ساقها وتخضع لعمل جراحي، ولا خطر على حياتها، زاعماً بأن الجهات المختصة تتابع تحقيقاتها لكشف كافة الملابسات المتعلقة بالجريمة، حسب تعبيره.
هذا وتشير مصادر إعلامية موالية إلى أنّ الحادثة لا يزال يلفها الكثير من الغموض مع تعدد الروايات حول ظروف مقتل الأب وبناته الثلاث، لا سيّما أن المنشور الذي كشف عن الحادثة غامض، وقالت إن “غدير سلام”، هو أستاذ الرياضيات، ويعرف نفسه كأحد الشعراء وتناقلت صفحات موالية للنظام صورة تظهر مقابلة تلفزيونية له بوقت سابق عبر قناة الدنيا الموالية للنظام، ما يزيد من تداول فرضيات تصفيته لأسباب غير معروفة وماهية التهديدات التي تلقاها.