جسر – (خاص)
استطلعت صحيفة “جسر” آراء سياسيين وباحثين ومثقفين سوريين، حول إذا ما كان “الائتلاف الوطني السوري” في هذه المرحلة يمثل حقاً الثورة السورية، وإمكانية إصلاحه ومدى قابليته لاستجابة لطموحات السوريين.
هذا الاستطلاع أجرته “جسر” عقب قرار للائتلاف بتشكيل “هيئة عليا للانتخابات”، أثار جدلاً واسعاً في الوسط السياسي والشعبي السوري، وأعاد وضع الائتلاف ومشاكله -بصفته الجسم السياسي الوحيد الذي يمثل ثورة السوريين حالياً- على طاولات النقاش والأخذ والرد بين السوريين.
وقبل عرض مواقف الشخصيات التي استطلعت “جسر” آراءها، لا بد أن نعرّج على أهم ما ورد في ورقة قرار الائتلاف.
المادة الأولى من القرار تقول: “يتم إنشاء المفوضية العليا للانتخابات وتقوم بأعمالها بعد تأمين البيئة الآمنة والمحايدة، وتحت إشراف الأمم المتحدة وفقاً لمقتضيات بيان جنيف 1 والقرار الدولي رقم 2254”.
كما ورد في القرار ضمن المادة الثانية -التي شرحت مهام وأهداف وآليات عمل مفوضية الانتخابات- أن هدف المفوضية هو: “تمكين قوى الثورة والمعارضة السورية -من خلال ممثلها الشرعي- من المنافسة في أي انتخابات مستقبلية رئاسية وبرلمانية ومحلية”، إضافة إلى “تهيئة الشارع السوري لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي”.
ومن بين مهام مفوضية الانتخابات كما جاء في ورقة القرار: “التعاون والتنسيق مع القوى الاجتماعية المدنية والسياسية في الداخل السوري بما فيها الموجودة في أماكن سيطرة النظام، وفي دول اللجوء والمهجر، عبر كل الطرق المتاحة، أو الوصول لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام”.
واعتبر سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا القرار يوحي بشكل أو بآخر، بقابلية أو استعداد الائتلاف لمشاركة النظام في عملية انتخابية.
في حين اعتبر آخرون أن تسريب ورقة هذا القرار بهذا الشكل دون نشره على الموقع الرسمي أو منصات التواصل الاجتماعي، هدف الائتلاف من خلاله إلى “جس نبض” السوريين وقياس ردود أفعالهم تجاهه، كما اعتبر ناشطون في الشأن العام السوري أن هذه الورقة قد تشير إلى عملية تطبيع محتملة بين الائتلاف من جهة ونظام الأسد من جهة أُخرى.
وبعد تتالي ردود الأفعال، صرّح الائتلاف بأنه لن يعطي أي شرعية لانتخابات مقبلة في سوريا قبل توفير البيئة الآمنة والمحايدة، مضيفاً أن ذلك يستدعي بالضرورة بلوغ الانتقال السياسي من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي وفقاً لبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن 2118 و2254، ووفقاً لقرار الجمعية العامة 262/ 67 الذي ينص على أن هيئة الحكم الانتقالي تشمل سلطات الحكومة والرئاسة.
وقال الائتلاف على لسان عضو هيئته السياسية “ياسر الفرحان” إن إنشاء المفوضية يأتي ضمن حزمة خطوات تتخذها الرئاسة الحالية للائتلاف الوطني من أجل “التحضير للمستقبل من دون بشار الأسد”، لافتاً إلى أن هذه العملية خطوة للإشراف على انتخابات المجالس المحلية، والنقابات، والتجمعات والأحزاب، وأجسام المعارضة والائتلاف الوطني، كتمرين على الحياة السياسية، وقال “الفرحان”: “نحن بحاجة لتمرين نخوض من خلاله التجربة الديمقراطية”.
فيما يلي عرض لآراء المؤثرين السوريين الذين استطلعنا آراءهم، مرتّبة بحسب الترتيب الأبجدي للأسماء.
أبو أسامة الجولاني: الائتلاف ثلة من العاطلين.. ولا يمكن اصلاحه
القيادي السابق في الجيش الحر والعضو السابق في هيئة التفاوض “أبو أسامة الجولاني” يقول إن “الائتلاف لم يكن يوماً يمثل الثورة السورية وهو جسم تم تشكيله من قبل الدول وليس من قبل القوى الفاعلة في الثورة السورية على الأرض، وشكل منذ تأسيسه أحد أدوات كبح الفعاليات الثورية، وهو تجمع لثلة من العاطلين عن العمل أو المغمورين أو الانتهازيين الطامحين لدور ما في بنية نظام بشار الأسد، خاصة وأن أغلب الشخصيات الوطنية التي نثق بها قد غادرت الائتلاف منذ أن اكتشفت تحكم فئة صغيرة طارئة بقرار الائتلاف بالتعاون مع جهات إقليمية”، مضيفاً أن “الائتلاف وفق هذه البنية لا يمكن إصلاحه، في ظل وجود هؤلاء الأشخاص المتحكمين بقراره”.
وأضاف أن “المشاركة في انتخابات مع مجرم حرب هي مشاركة له في جرائمه، وهي جريمة بحد ذاتها، لأنها تفريط بدماء مليون شهيد سوري، ومن يوافق على مشاركة بشار بانتخابات لمنحه الشرعية يجب معاملته كأحد أزلام النظام الذين يجب محاكمتهم على جرائمهم”.
أحمد أبازيد: اختراع الوهم ثم الاقتناع به ثم ترويجه
“أحمد أبازيد” الكاتب والباحث السوري يقول: “لا أعتقد أن هناك أي كيان سياسي الآن يمثل الثورة السورية شعبياً، لا الائتلاف ولا غيره، لم تنتج الكيانات السياسية عن انتخاب شعبي، ولم تحاول بناء حامل اجتماعي أو قاعدة شعبية لمشروعها السياسي، وإنما اقتصرت تحركات المعارضة دائماً وأهدافها على أن تكون الجهة التي تخاطب الدول، أو تخاطبها الدول، وهذا يشمل الائتلاف وخصومه في المعارضة أيضاً”.
وأضاف: “وترى المعارضة أنها تستمد مشروعيتها من دعوتها إلى المؤتمرات الدولية أو لقاءات المندوبين الديبلوماسيين، وليس من خلال اختيارها من قاعدة شعبية، أو سعيها لتمثيل مصالح هذه القاعدة وحمايتها، هذا مكمن الخلل الرئيس في الائتلاف، وفي المعارضة السياسية عامة، وانتقل ذلك لكثير من الأحزاب والحركات السياسية التي نشأت خلال آخر سنتين ووضعت هدفها الوصول إلى مقعد في الائتلاف أو هيئة التفاوض أو منافستهم، لم تنشأ من خلال شرعية شعبية ولم تسع للحصول عليها، واكتفت بشرعية قائمة الأرقام لدى المسؤول الأجنبي عن الملف السوري”.
وتابع: “رغم أن الائتلاف أعلن رفضه المشاركة في انتخابات يشارك فيها رأس النظام بشار الأسد، وهو يحافظ على سقف جيد في تصريحاته بشأن النظام والانتقال السياسي بالعموم، إلا أن التجربة علمتنا إمكانية التراجع عن التصريحات، كما حصل في العلاقة مع منصة موسكو سابقاً، أو في رفض المشاركة بمؤتمر سوتشي ثم المشاركة في اللجنة الدستورية. في الحقيقة دينامية الحل السياسي تعتمد على اختراع الوهم ثم الاقتناع به وترويجه. هناك وهم اسمه ملء الفراغ، ووهم اللجنة الدستورية ووهم الصراع الروسي الإيراني، وحالياً وهم الانتخابات، وكأن النظام سيرحل بالانتخابات أو سيرشح شخصاً آخر غير بشار الأسد، أو أن المجتمع الدولي الذي لم يتدخل لوقف المذبحة سيتدخل لبناء ديمقراطية ليبرالية حديثة بينما يصطف ضباط الحرس الجمهوري وميليشيات الذبح والتعفيش ينتظرون دورهم في إصلاح المؤسسة العسكرية”.
العميد الركن أحمد رحّال: الاستمرار بهذا الوضع سيؤدي إلى كارثة
عبّر العميد المنشق “أحمد رحّال” عن شكوكه في توقيت اتخاذ الائتلاف قرار إنشاء “الهيئة العليا للانتخابات”، وقال إن “روسيا تعمل على إبقاء نظام الأسد في السلطة، وهناك عدد من السياسيين والعسكريين يعملون من تحت الطاولة على التفاوض مع نظام الأسد، للمشاركة في الحكم، وهذا يذكرنا بما حصل بين الإخوان المسلمين والنظام بوساطة تركية”، مضيفاً أن “قرار الائتلاف الأخير، يوحي بأن هذه الهيئة ستعمل في انتخابات بظل وجود نظام الأسد، وهذا يخالف أبجديات ومبادئ الثورة السورية.. الائتلاف يقلب المفاهيم وكأنه ثمة مشروع دولي ينفذ فيه الائتلاف مهمته الموكلة إليه”.
وأضاف أن “الائتلاف بأحزابه وتكتلاته يذكرنا بالجبهة الوطنية التقدمية في عهد حافظ الأسد، وكيف كانت تسيطر وتستفرد بالقرار السياسي، واليوم الائتلاف يبدو وكأنه يستفرد بالقرار السياسي للثورة، ولكن هنالك الكثير من المستقلين والأجسام والأحزاب والتكتلات السياسية الرافضة للانضمام للائتلاف، وهذا ما لا يعيه الائتلاف.. الهيئة العليا للانتخابات من المفترض أن تكون مستقلة وتقف على مسافة واحدة من الجميع، فمن أعطى الائتلاف حق إنشائها منفرداً؟”.
ولفت “رحّال” إلى أن “النظام الداخلي للائتلاف ينص على وجوب حل نفسه مع بدء المرحلة الانتقالية، ولا يحق له الترشح أو خوض الانتخابات. أرى أن ما يحصل هو التفاف على القرارات الدولية، ونوع من التمهيد لانتخابات بظل وجود نظام الأسد، وكأن هنالك مشروعاً يتم العمل عليه تحت الطاولة، والأخطر من كل ذلك، هو استمرار ذات القادة العسكريين والساسة بقيادة وتمثيل الثورة، بعد 9 سنوات من الفجيعة والانكسارات.. كنا نسيطر على 70% من الأرض واليوم نسيطر على 8%، وآن الأوان لعود الكفاءات وثوار 2011 لتمثيل الثورة، والشيء المهم الذي يجب على الائتلاف قبل غيره أن يعمل عليه، هو كيفية تغيير الأدوات السياسية والعسكرية بدم ونبض جديد، لأن الاستمرار بهذا الوضع سيؤدي إلى كارثة”.
أيمن عبد النور: تنازلات كبيرة للحصول على بعض المكاسب والمناصب والوزارات في سوريا مستقبلاً
الإعلامي والسياسي “أيمن عبد النور” يقول إن “الائتلاف منذ زمن بعيد لم يعد يمثل الثورة السورية، ولم يعد له حاضنة شعبية في داخل سوريا أو بين السوريين في دول اللجوء”، مضيفاً “الائتلاف جسم فارغ مستمر بقوة العطالة، ولا رغبة لأحد أن يغيره من الخارج، ولا إمكانية لديه لتطوير نفسه من الداخل، والدول أيضاً لا وقت ولا طاقة لديها لمحاولة تغييره”.
وأردف: “الائتلاف وبحسب قانونه الداخلي هو عبارة عن تجمع لممثلي العديد من المكونات والهيئات المشكلة له، لكن المشكلة أن جزءاً من هذه المكونات إما اختفى ولم يعد له وجود أو غير مؤثر عملياً على أرض الواقع أو أن عدد أعضائه صغير جداً”.
ويرى “عبد النور” أن “سبل إصلاح الائتلاف مستحيلة وغير موجودة، ولكن هناك تصور حالم بأن يكون هنالك شخصيات محترمة في الائتلاف، يتفقون على أنه آن الأوان لمواجهة ضميرهم وأخلاقهم وينتصرون لشعبهم ويتخذون قراراً بالاستقالة ويدفعون الجميع للإستقالة ايضاً ويتم تشكيل ائتلاف جديد وفق أليات جديدة، لكن ذلك مستحيل، لأن معظمهم يحملون الجنسية التركية ويعيشون في تركيا ويقبضون معاشات من مؤسسات تابعة بشكل او آخر للحكومة التركية، وبالتالي هم يدينون بالولاء لوطنهم الثاني، ولا يمكن إخراج سياسة الائتلاف من الحضن التركي لأن ذلك يتعارض مع ولاء أعضائه”.
كما يرى الإعلامي السوري أن “قضية الائتلاف من الصعب جداً إصلاحها، إذا لم يكن هنالك قوة خارجية تتبنى الأمر تقدم أرضاً جديدة خارج تركيا والوطن العربي بعيداً عن الاستقطابات والصراعات الإقليمية، وكذلك تمويل وطني سوري، ليكون هنالك حل وطني صحيح لقضية الائتلاف وتمثيله للشعب السوري”.
وحول احتمال دخول الائتلاف في انتخابات بالاشتراك مع نظام الأسد، يقول “عبد النور”: “موضوع مشاركة المعارضة السورية في الانتخابات يجب أن يحصل في فترة ما، وهنالك من يقول إنه يجب أن يحصل بعد انتهاء القرار الدولي بالحل السياسي وصياغة دستور جديد وهيئة حكم انتقالي والتخلص من نظام الأسد. إذا كان ذلك بتوافق دولي فهذا أمر إيجابي جداً، ولكن إذا كان هناك عطالة والمجتمع الدولي لا يرغب في التدخل وليس لديه الطاقة لذلك، وإذا ما أجرى بشار الأسد الانتخابات وفق دستور 2012 بمنافسة شكلية مع شخصيات معارضة تستقطبها روسيا من إحدى المنصات المعارضة المقربة منها أو تلك المقربة من النظام، فقد تعترف دول بشرعيته، وعندها سنكون في مشكلة حقيقية”.
وأضاف: “إذا لم يكن هناك توافق دولي أو على الأقل بين روسيا وأميركا وتركيا، فإن سوريا تسير نحو انتخابات قد تعترف بها بعض الدول، وقد لا تعترف بها بعض الدول الأُخرى. وبجميع الأحوال فإن الأمم المتحدة تعتبر سفير النظام وعلمه هو من يمثل الدولة ويعيّن السفراء، وعندها سنتجه نحو عقد زمني جديد من الخراب والهجرة التي تؤدي لنزيف العقول والمواهب والأيدي العاملة”.
ويخلص “عبد النور” إلى أنه “يجب أن نعترف أنه سواء شارك الائتلاف أم لم يشارك في الانتخابات، فهنالك مشكلة واضحة”، محذراً من “توافق محتمل كما حصل في أستانا إذ قام أشخاص بتفويض تركيا لتصبح ضامناً للمعارضة السورية ؟.. وما حصل في السابق قد يتكرر، وقد تقدم شخصيات وأحزاب معارضة تنازلات كبيرة، مقابل الحصول على بعض المكاسب والمناصب الوزارية في سوريا مستقبلاً”.
جورج صبرة: ملاقاة الخطة الروسية والتجاوب معها لإعادة تدوير النظام وبشار الأسد
السياسي السوري المعارض “جورج صبرة” يقول: “قال السوريون ويقولون كلمتهم في هذا الشأن منذ مدة طويلة، فالمظاهرات والاعتصامات ووقفات الاحتجاج على الائتلاف وسياسياته وأعضائه في الداخل السوري، قالت الكلمة الفصل بأن الائتلاف لم يعد موضع ثقة السوريين، وفقد استحقاق تمثيلهم بعد أن أنهكته المآرب الشخصية وتدخلات الدول، وعدم التمسك بالقرار الدولي المستقل، فمنذ سنوات يتعرض الائتلاف لنزيف مستمر، خسر من خلاله نخبة معتبرة من الوطنيين والثوريين الذين خاضوا غمار الثورة منذ بدايتها أو كانوا بمواجهة نظام الأسد لعقود طويلة، دون أن يتمكن من تعويض هذه الخسارة، مما جعل الخط البياني لاستحقاقه تمثيل الثورة بانحدار مستمر، ووصل الآن إلى حد ينفي عنه استحقاق التمثيل”، مضيفاً “وبناء على خسارته ثقة السوريين فقد خسر الكثير من الاهتمام الدولي أيضاً”.
وأضاف: “لا أرى أمام الائتلاف سبيلاً للإصلاح، فقد جرت محاولات عدة قبل ذلك، ولم تنطو على شيء، ووضع العديد من الذين تناوبوا على رئاسته خططاً إصلاحية، لم تخرج عن حيز الحبر والورق، فأزمة الائتلاف بنيوية زادتها أشكال العمل التسلطية والنفعية والانتهازية تهتكاً وعدمية، وحولته إلى صدى للإرادة الدولية والأطماع الشخصية، خاصة أنه تم الخروج مراراً عن الخط السياسي والتنظيمي الذي رُسم في وثيقة التأسيس للائتلاف”.
وتابع: “يبدو أن الهدف الأساس من قرار الائتلاف تشكيل مفوضية عليا للانتخابات، هو تحضير الرأي العام لقبول هذه الخطوة، أي مشاركته في الانتخابات، والتوضيحات اللاحقة لبعض قادته التي تنفي إمكانية ذلك تفتقد إلى الصدقية، فقد استدعتها ردود الفعل الشعبية الغاضبة وهي لم تستطع أن تستر العري الفاضح في أهداف هذا الإجراء، وهي ملاقاة الخطة الروسية والتجاوب معها بشأن إعادة تدوير النظام وبشار الأسد، وهذا خذلان للثورة وضرب للعملية السياسية التي وردت في القرارات الدولية من بيان جنيف 1 وحتى القرار 2254، فإذا كان المجتمع الدولي ينفي إمكانية توفر البيئة الآمنة لعودة اللاجئين في ظل النظام القائم، فكيف يمكن الحديث عن بيئة آمنة ومحايدة لإجراء الانتخابات، ونتائج مؤتمر المهزلة الذي أقامه الروس في دمشق خير دليل على ذلك”.
واستطرد: “إذا كان مجرد طرح الموضوع فتح باب جهنم على الائتلاف من مختلف الأطراف الشعبية في الداخل والخارج، بدءاً من الرفض وصولاً إلى الاتهام بالخيانة، فما الذي سيجنيه الائتلاف؟ علينا أن نتخيل ما الذي سيجنيه من المشاركة بانتخابات مع بشار الأسد”.
حازم نهار: تنازل مجاني مقابل لا شيء
الكاتب والباحث السوري “حازم النهار” يرى أن “الائتلاف الوطني لم يكن يمثل الثورة أصلاً حتى نقول إنه لا يزال يمثلها اليوم. قضية التمثيل السياسي للثورة من النقاط التي جرى التعامل معها بخفة وادعاء. أعتقد أن الائتلاف منذ تأسيسه هو تحالف بين قوى سياسية محددة، ولا يجوز له أو لقواه ادعاء تمثيل الثورة السورية”.
وقال: “باعتقادي، لا يمكن إصلاح الائتلاف، فقد امتلك منذ تأسيسه جميع جوانب الخلل التي شهدناها طوال السنوات العشر الماضية، بدءاً من طريقة تشكيله والقوى الإقليمية الدولية التي دفعت لتشكيله ورعته، مروراً بآليات العمل التي عمل وفقها، وليس انتهاءً بالبنية التنظيمية غير الديمقراطية، وطبيعة القوى والشخصيات المنضوية فيه. المسألة الوحيدة التي يمكن الاستثمار فيها هي اسم الائتلاف الوطني فحسب، كونه حظي باعتراف دولي، بجهد الثورة وليس بجهد قواه وشخصياته”، مضيفاً “في الحقيقة لا جدوى من أي مشاركة في أي انتخابات طالما لم يحدث تغيير سياسي جدي وكبير في سوريا. وفي هذا السياق، أعتقد أنه ليس من صلاحية الائتلاف تشكيل هيئة انتخابات، فهذا الأمر من اختصاص هيئة الحكم الانتقالية بعد تشكيلها، وفق بيان جنيف واحد، والقرار الأممي 2254. ومن ثم، فإن قرار الائتلاف ليس له معنى سوى المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يسعى النظام لإجرائها في العام القادم”.
ويذهب “حازم النهار” إلى أن الخطوة الحالية للائتلاف تصب في خانة شرعنة النظام، وهي خاطئة في توقيتها وسياقها، وتظهر كتنازل مجاني مقابل لا شيء، من دون أن يسبقها تغيرات سياسية، على الأقل الإفراج عن المعتقلين السياسيين”.
سمير نشّار: خلل الائتلاف بنيوي ولا يمكن إصلاحه
المعارض السوري “سمير نشّار” يرى بأن “الائتلاف لم يمثل الإرادة الشعبية منذ تأسيسه إلا بشكل محدود جداً من خلال بعض التظاهرات المحدودة بدمشق، نظراً إلى أن رئيس الائتلاف الأول كان الشيخ معاذ الخطيب المعروف في أوساط دمشقية معينة، بعكس المجلس الوطني الذي سُمي يوم الجمعة 7/10/2011 بجمعة (المجلس الوطني يمثلني) وخرجت مظاهرات في كل أنحاء المدن والبلدات السورية لدعمه وتأييده”.
وأضاف: “الرأي العام الثوري لمس أن قرار المجلس الوطني كان وطنياً ومستقلاً، أما الائتلاف فقد تأسس بإرادات إقليمية ودولية وتحديداً أمريكية، رغماً عن إرادة المجلس الوطني، بهدف مصادرة القرار الوطني السوري المستقل من أيادي السوريين ورهنه برغبات ومصالح القوى الإقليمية والدولية، والصراع لاحقاً بينهم على الائتلاف كإطار سياسي بين محورين إقليميين، محور تركي – قطري يدعم الإسلاميين بشكل رئيسي، ومحور سعودي – إماراتي يدعم كل ما هو غير إسلامي”.
وأشار “نشّار” خلال حديثه مع “جسر” إلى أن “الخلل بنيوي منذ تأسيس الائتلاف، ولا يمكن إصلاحه، خاصة بعد أن تمت مصادرته كلياً من قبل تركيا وقطر.. الخلل البنيوي لا بد من هدمه وبناء إطار سياسي جديد بقرار سوري مستقبل عن الرغبات الإقليمية والدولية”.
وعن موضوع الانتخابات يقول المعارض السوري إن “قرار تأسيس مفوضية عليا للانتخابات، يمهد للمشاركة بالانتخابات القادمة التي سيجريها نظام بشار الأسد منتصف العام القادم، وتدخل ضمن الإجراءات المطلوب تنفيذها للمشاركة بالانتخابات بعد أن تم القفز على مطلب تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة كما نص بيان جنيف 1 والقرارات الدولية 2118 و2254، الذي رسم خطوات الحل السياسي… الائتلافيون فشلوا بتسويق مخططهم بالمشاركة بانتخابات بشار الأسد، نتيجة ردود الفعل الغاضية من مختلف قطاعات مجتمع قوى الثورة والمعارضة، ما أجبر الائتلاف لإصدار توضيح، أعتقد أنه لم يقنع به الكثير من السوريين، وقرار المشاركة بالانتخابات أعتقد أنه أصبح الآن خارج النقاش بالنسبة للائتلاف”.
عالية منصور: لا سبيل لإصلاح الائتلاف طالما أن القائمين على إصلاحه هم أساس خرابه
من جانبها، تقول الإعلامية والسياسية السورية “عالية منصور” إن “الائتلاف تحول منذ سنوات إلى مجموعة ممثلين لمصالح دول وأجهزتها، ومن يتابع بياناتهم وقراراتهم يعرف أن موضوع الثورة السورية والسوريين لم يعد على جدول أعمالهم إلا ما ندر”، مضيفة “نصحهم السفير الهولندي السابق بتغير مكان إقامتهم علهم يتحررون قليلاً من التبعية، ولكنهم مصرون على التبعية لأجهزة استخبارات ودول لمصالح خاصة ضيقة جداً، وصارت مصالحهم تتعارض مع مصالح السوريين”.
وتساءلت منصور قائلة: “هل يُعقل أن من يدعي تمثيل الثورة، لم يصدر عنه أي بيان يدين العنصرية التي يتعرض لها السوريون في تركيا مثلاً، وحوادث القتل المتكررة؟ وهل يعقل أن من يدعي تمثيل ثورة كالثورة السورية التي دفع مئات آلاف السوريين أرواحهم من أجل الحرية والكرامة ألا يصدر عنهم أي محاولة لمنع ورفض إرسال السوريين كمرتزقة للقتال بحروب الآخرين في ليبيا وأذربيجان؟”.
وترى الإعلامية السورية أنه “لا سبيل لإصلاح الائتلاف طالما أن القائمين على إصلاحه هم أساس خرابه.. سيعيدون إنتاج أنفسهم كما في كل مرة، وينتهي الأمر بتبادل مواقع كما حصل في انتخاباتهم الاخيرة”.
وبشأن الانتخابات تقول “منصور” لـ”جسر”: “لم أعد أستغرب أن يقوموا بهذه الخطوة، ومهما حاولوا ترقيع قرارهم بإنشاء هيئة الانتخابات، إلا ان النص واضح ولا يحتاج لأي تفسير أو تبرير.. من قبل التخلي عن الشرط الأساسي في بيان جنيف وهرول للمشاركة بلجنة دستورية قبل التوصل إلى هيئة الحكم الانتقالي، لن استغرب أن يقولوا إن مشاركتهم بالانتخابات هي أيضاً من ضمن بنود جنيف. يظنون أن السوريين لا يقرأون وأن بإمكانهم خداعهم باللعب على القرارات الدولية كما تطلب منهم الدول الراعية لهم”.
واختتمت الإعلامية السورية حديثها: “المشكلة الحقيقة أن السوريين الذين يرفضون الائتلاف لم يستطيعوا حتى اليوم أن يجتمعوا ويطرحوا بديلاً، والمطلوب قد لا يكون جسماً يسعى لاعتراف الدول اليوم بقدر ما أن يكون هناك من يُسمع صوت السوريين ويعكس مصالح سوريا قبل مصالح أي أحد آخر، مع مراعاة هواجس الأشقاء والأصدقاء، ولكن سوريا أولاً”.
عبد الباسط سيدا: الائتلاف بات مجرد منصة من المنصات
السياسي السوري المعارض الدكتور “عبد الباسط سيدا” قال لـ”جسر” إن “الائتلاف في أساسه كيان سياسي ضغطت الدول بقوة من أجل تشكيله، وذلك لتجاوز المجلس الوطني السوري الذي كان قد تشكّل نتيجة حوارات ومباحثات القوى الوطنية السورية، وكان متمسكاً بثوابت الثورة. وكان المجلس قد حصل، كما نعلم جميعاً على دعم سوري شعبي واسع النطاق، تمثل في مظاهرات عمّت مختلف الجهات السورية الثائرة على النظام”.
وأردف: “وقد جاء تشكيل الائتلاف بعد سلسلة مباحثات طويلة، وجولات من الشدّ والجذب، وسلسلة وعود لم تنفذ، منها أنه سيكون الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وأنه سيحصل على اعتراف قانوني يمكنه من خدمة السوريين في مختلف المجالات. كما أن الحكومة التي سيشكلها ستحصل على الدعم والحماية الكافيين لتقوم بأعمالها لخدمة السوريين داخل الوطن. ولكن كل هذه الوعود ذهبت في ادراج الرياح كما يقال”.
وبرأي “سيدا” فإن “الائتلاف منذ بداية تشكيله كان يعاني من أزمة بنيوية، تعمقت مع الأيام، وتراكمت نتائجها السلبية حتى غادر الائتلاف معظم المؤسسين، والقوى الثورية الحقيقية، وبات في نهاية المطاف في منظور الدول التي شكلته مجرد منصة من المنصات؛ وهذا ما تجسد في الخطوة التي أقدم عليها دي ميستورا، وبالتعاون مع بعض القيادات الحالية في الائتلاف، من الجمع بين ممثلي المنصات ليعطي انطباعاً زائفاً بأنه قد تمكن من وضع المباحثات الخاصة بإيجاد حل سياسي للوضع السوري على السكة. وذلك بعد أن كان قد تمكن من تمرير مشروع السلال الأربع، وركز بالتفاهم مع الروس على موضوع الدستور، وغيّب موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، ومع الوقت، تمكّنت مجموعة محدودة العدد، تستمد نفوذها من علاقاتها مع الدول، من التحكّم بالائتلاف، وهندسة انتخاباته، وتحديد ممثلي الائتلاف في هيئة التفاوض عبر انتخابات شكلية معروفة النتائج؛ تجلت بصورة فاضحة في الجولة الأخيرة عبر عملية تبادل المواقع الفجة، الأمر الذي أثار امتعاض ورفض السوريين بصورة عامة، وكان موضع سخط السوريين، وسخرية العديد من الفنانيين السوريين”.
وأشار إلى أن “الثورة السورية التي تعيش اليوم ظروفاً بالغة الصعوبة، هي راهناً من دون قيادة وطنية موحدة؛ قيادة ملتزمة بأولويات شعبها؛ قيادة مدركة لواقع تداخل الحسابات والمصالح الإقليمية والدولية وموقع سورية منها؛ قيادة تركز على المصلحة السورية العامة في المقام الأول، وليس المصلحة الشخصية أو الشللية أو الحزبية، ولعله من اللافت الذي يدعو إلى التمعن، هو أن معظم الذين يديرون الائتلاف حالياً هم من الذين شاركوا في اجتماعات استانا، والتزموا قرارات مؤتمر سوشتي، وأجروا الاتصالات مع ممثلي الدول وأجهزة الدول الإقليمية والدولية بعيداً عن قرارات الائتلاف نفسه، ومعرفة أعضائه”.
وحول مسألة الانتخابات يقول السياسي السوري إن “موضوع المشاركة في انتخابات يشارك فيها الأسد في الظروف الحالية التي تتمثل في تشريد وتهجير أكثر من نصف السوريين، ووجود عشرات الآلاف من السوريين في المعتقلات، وقبل الوصول إلى حل سياسي يحدد شكل الدولة ونظامها، وفي ظل غياب قيادة وطنية جامعة، تستطيع توحيد مواقف السوريين الثائرين على نظام بشار الأسد والرافضين لحكمه، فحواه اضفاء الشرعية على عملية التجديد لبشار، وهو الأمر الذي يسعى من أجله الروس بكل قواه استباقاً لما قد يحصل مستقبلاً”، مضيفاً أن “الأمر الذي يدعو إلى الاستفسار والاستغراب في هذا السياق، هو اقدام قيادة الائتلاف على خطوة إصدار قرار تشكيل مفوضية الانتخابات المزعومة في مرحلة ينتظر فيها العالم أجمع نتائج الانتخابات الأمريكية، والتوجهات المحتملة للإدارة الجديدة في منطقتنا وبالنسبة إلى الموضوع السوري تحديداً. هذا في حين أن الائتلاف قد بات في واقع الحال مجرد منصة من المنصات، سواء في منظور الدول أم في نظور السوريين”.
“ومما لا شك فيه هو أن القائمين على الائتلاف يدركون ذلك، ولكنهم يصرون على سياسة الهروب إلى الأمام، والمراهنة على حسابات الدول وتحولات مواقفها. أما على الصعيد الشعبي السوري، خاصة بين القوى الشبابية من مختلف المكونات التي كانت عماد الثورة السورية المباركة، فإن مصداقية الائتلاف محدودة إن لم نقل معدومة؛ والكل متيقّن من ذلك، ولكن بعضهم في الائتلاف لا يعترف بكل أسف، وذلك إما من باب المكابرة، أو مراعاة لمصالح شخصية، شللية، حزبية، آنية زائلة”، يختتم “سيدا” حديثه.
عبد الرحمن الحاج: الائتلاف عاجز عن التصرف باستقلالية وتمثيل مطالب السوريين
يرى الباحث الدكتور “عبد الرحمن الحاج” أن “الائتلاف فقد القدرة على تمثيل الثورة شعبيا منذ زمن طويل، وكان المطلوب منه تمثيل ما تريده والسعي إلى تحقيقه، لكن الائتلاف قدم التنازل تلو الآخر في تسلسل لا يبدو أن له نهاية، متخلياً بالتدريج عن مبادئ أساسية للحل السياسي تحت ضغط الدول”.
وأضاف: “على الرغم من أن الائتلاف لم يعد يمتلك قاعدة اجتماعية يستمد منها الشرعية من خلال تمثيل مطالبها، إلا أنه لا يزال الممثل الأساسي للسوريين بقوة الاعتراف الدولي وهو مكسب يوشك أن يتحول إلى نقمة، بسبب عجز الائتلاف عن التصرف باستقلالية وتمثيل مطالب السوريين بشكل أمين”.
وعن إمكانية إصلاح الائتلاف يقول “الحاج” لـ”جسر”: “نعم، يمكن ذلك، وهذا يتطلب مواجهة مشكلتين الأولى وهي الاستقلال، والثانية تكوين القاعدة الاجتماعية، والثالثة استراتيجية واضحة توقف مسار التنازلات، وتعطيه قدرة على المناورة ضمن رؤية واضحة”.
وحول التشارك بالانتخابات بين الائتلاف ونظام الأسد يقول: “مجرد مشاركة الائتلاف في انتخابات يشارك فيها بشار الأسد هي إضفاء الشرعية عليه، فالصفة التمثيلية الدولية التي يتمتع بها الائتلاف يمكنها أن تمنح بشار الأسد ذلك في هذه الحالة، فمجرد القبول النظري بذلك يضفي عليه الشرعية”.
وأردف: “بالأساس يجب ألا تكون مسألة الانتخابات مطروحة على أجندة الائتلاف، لأنها يجب أن تكون نهاية مسار الحل السياسي لا بدايته، لكن حتى لو قلبنا المسار فإن مشاركة بشار الأسد يمنحه فرصة لإعادة التعويم ويقوض أي فائدة محتملة”.
فارس الحلو: ائتلاف التابعين والضعفاء!
الفنان السوري “فارس الحلو” قال إنه “آن الأوان لتنظيم حملة شعبية سورية إلكترونية تدعو إلى سحب الاعتراف الدولي بهذا الجسم الغريب عن قيم السوريين (ائتلاف التابعين والضعفاء)”، مضيفاً “الحملة يجب أن تُرفق برسالة تحذيرية إلى كل وزارات الخارجية والمنظمات الأممية، بأن العالم لن يكون بخير إن بقي المجرمون طلقاء”.
فراس طلاس: خيانة واضحة لسوريا المستقبل بتعليمات مخابراتية روسية أو أسدية
رجل الأعمال والسياسي السوري “فراس طلاس”، يقول إن “الائتلاف لا يمثل السوريين، وإصلاح الخلل يكون بتمثيل شرعي للشعب السوري”.
وبشأن موضوع مشاركة الائتلاف المحتملة في الانتخابات مع النظام، يقول “طلاس” لـ”جسر”: “إن فعل ذلك، فهذه خيانة واضحة لسوريا المستقبل بتعليمات مخابراتية روسية، أو أسدية”.
محمد صبرا: صك براءة لبشار الأسد من كل جرائم الحرب التي ارتكبها بحق السوريين
المعارض السوري وكبير المفاوضين السابق في الهيئة العليا للمفاوضات “محمد صبرا”، علّق قائلاً: “للأسف الائتلاف الوطني فقد صفته التمثيلية لثورة الشعب السوري، عندما انحرف عن أهداف ومبادئ الثورة السورية وتحول لمجرد استطالة بائسة لجهاز مخابرات دولة إقليمية تديره وفق مصالحها وسياسات حماية أمنها القومي، فضلاً عن تحول الائتلاف لمجرد واجهة دعائية لتنظيم سياسي سوري طالما عانى السوريون من تفرده ومن تلون سياساته وهو تنظيم الإخوان”، مضيفاً “عملية إصلاح الائتلاف باتت شبه مستحيلة مادام مخطوفاً من قبل عصبة متحكمة به، تمرر سياسات الدول والأجهزة وتفكر بمصالحها ومواقعها الشخصية”.
وأردف: “المشاركة في انتخابات يشارك فيها المجرم بشار هي صك براءة له من كل جرائم الحرب التي ارتكبها بحق السوريين، وهي محاولة من قبل روسيا وحليفها الإيراني لإحباط الجهود الدولية الرامية لمحاصرة بشار الاسد ونظامه وجلبه للمحاكمة الدولية”.
وأكد “صبرا” خلال حديثه لـ”جسر” أن “روسيا وإيران ارتكبوا جرائم حرب كبيرة في سوريا، وإدانة بشار الأسد تعني إدانتهم أيضاً، ولذلك يعملون على محاولة خلق أوضاع تمنع من محاسبة بشار، وهذا لا يكون إلا عبر مشاركة بشار بالانتخابات بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، ويبدو أن تركيا باتت تسير ضمن هذا السياق أيضاً”.
ميشيل كيلو: النظام يتجهز للانتخابات بدعم روسي وتركيا قد يكون لديها مرشح
الكاتب والسياسي المعارض “ميشيل كيلو قال: “منذ زمن طويل الائتلاف لا يمثل الثورة السورية شعبياً، وشرعيته خارجية وليست داخلية، وشرعيته الداخلية خسرها بسبب عجزه عن بلورة شيء يقنع العالم بحقوق الشعب السوري الوطنية وثورته، وبالتالي لم يعد يملك الآن أي شرعية خارجية أو داخلية، بالعكس، فالكلام الآن هو أقرب إلى فكرة اللاشرعية المؤكدة وليس الشرعية المفقودة، ورأينا مشاهد لسوريين وهم يضربون بأحذيتهم على صور قيادات الائتلاف.. هذا الائتلاف لم يعد قابلاً للإصلاح، وهو بورطة كبيرة جداً، وأصبح هو والشعب السوري على طرفي نقيض”.
وبشأن قرار إنشاء “الهيئة العليا للانتخابات” يرى “كيلو” أن “البند الأول من القرار، يعطي انطباعاً عن وضع الائتلاف، فهو فعلياً لم يشكل هذه الهيئة، فهو رهن إنشاءها بتأمين البيئة الآمنة والمحايدة وتحت إشراف الأمم المتحدة، وهو لا يملك البيئة الآمنة ولا الإشراف الأممي، فضلاً عن ذلك، فبيان جنيف لم يتطرق أبداً لتشكيل عن مفوضية انتخابات، بل عن هيئة انتقالية حاكمة كاملة الصلاحيات التنفيذية، والهيئة الحاكمة هي المسؤولة عن الانتخابات وكل ما يتعلق بها، وقرار 2254 يتحدث عن بيئة آمنة ومحايدة ويقول إن متطلبات ذلك وجود نظام ذو مصداقية وغير طائفي”.
وأردف: “يجب علينا جميعاً أن نسأل ونقول: ما معنى تشكيل مفوضية عليا للانتخابات مرهونة ببيئة آمنة ومحايدة غير موجودة، وبإشراف أممي غير موجود، ووفق مقتضيات بيان جنيف التي لا يوافق عليها وليست جزءاً منه… يتحدث قرار الائتلاف عن المنافسة في الانتخابات، وهذا نتيجة قفزهم من فوق فكرة الهيئة الحاكمة الانتقالية، التي كانت الموضوع الأساسي والوحيد، الذي يمكنه إعطاء الشعب السوري حقوقه، لأن الحل السياسي يبدأ بتشكيلها، وإن لم تتشكل فلا يوجد حل سياسي”.
واستطرد: “الحل السياسي مرتبط بالهيئة الانتقالية الحاكمة، وكل ما يعمل عليه الائتلاف هي أشياء ثانوية وهامشية.. اللجنة الدستورية وهيئة الانتخابات، هي مجرد لعب وراء الحل، لأن الحل أصبح خلفنا إن تنازلنا عن أساسياته وعن المسار بين المنطلق والهدف.. قرار الائتلاف متخبط”.
وأضاف: “روسيا ضغطت باتجاه جسم حكم انتقالي يشكل حكومة وحدة وطنية مرجعيتها بشار الأسد، فعند الروس بشار الأسد هو المرجعية وقد نرى مستقبلاً من نعتبرهم زعماء الثورة سيكونون جزءاً من هذه الحكومة التي تريدها روسيا، هذا إن لم يتم تهميشهم وإعادتهم لمرحلة كانوا فيها عملاء للمخابرات. الروس قالوا بصريح العبارة إن لم توافقوا سنبقى نقول عنكم أنكم إرهابيون وعملاء للإرهاب”.
وتابع: “أبلغنا جيمس جيفري أنا وبرهان غليون أن الروس سيستمرون عسكرياً في سوريا والبقية سينسحبون، وعندما سألناهم بأي حق سيظلون في سوريا، قالوا إننا متفقين معهم.. هذا يعني أن الحل سيكون روسياً في سوريا”، مضيفاً “تركيا التي ربما أوحت للائتلاف بقراره الأخير، لن تستطيع أن تكون دولة مقررة في الحل بسوريا، لأن الأميركان أعطوا الضوء الأخضر للروس، والأتراك معروفة حدود مصالحهم وحساباتهم في سوريا، فمن يخدع الائتلاف ورئيسه عندما يقول إنهم لن يوافقون على مشاركة المجرم بشار الأسد.. سنتان مرتا على اللجنة السورية ولم يستطيعوا إخراج جدول أعمال”.
وواختتم “كيلو” حديثه: “رأس النظام سيشارك بالانتخابات وأعد كل العدة للمشاركة وبدعم روسي حقيقي، واليوم قد يكون بين يدي الأتراك ورقة مرشح مقابل، لكي يكون لهم حصة أكبر في الحل بسوريا بالاتفاق مع الروس، وليس ليصبح قادة الائتلاف رؤساء باسم الثورة، فالثورة لم يعد لها مكان في سياستهم”.
مضر الدبس: قصورٌ وجُبنٌ سياسي وأخلاقي
الكاتب والباحث السوري “مضر الدبس” يرى أن “مسألة التمثيل في الحالة السورية تبدو مسألةً أخلاقية تحيل على الأهلية. يعني ذلك أن شرعية تمثيل الثورة السورية، من ثم تمثيل السوريين ومشروعهم التحرري، في ظل غياب الدولة، وغياب طريقة ناجعة للاقتراع، هي شرعية على مستويين اثنين: الأول هو الالتزام بالأداء الأخلاقي الذي يعبر عن الثورة السورية، ويسمو بها، ويكون على قدر دماء أبنائها. والثاني هو شرعية الإنجاز السياسي، الذي يلتقي مع طموح السوريين وآمالهم في الحرية والكرامة واستعادة الوطن وطنًا لجميع أبنائه”، مضيفاً “وبتقديرنا لم يكن الائتلاف قادراً على الالتزام بأيٍ من الشقين، الذين من دونها لا شرعية له ولا تمثيل؛ فتولدت حوله إشارات استفهامٍ كثيرةٍ، وأسئلةٍ ما زالت مفتوحة، على المستوى الأول؛ ولم يُسجل له أي إنجازٍ سياسي يُذكر على المستوى الثاني، بل أصبح عبئاً على الثورة. لهذه الأسباب بالعموم نرى أنه لا يمثل السوريين، ومن ثم للأسباب نفسها هو غير قابل للإصلاح”.
وتابع: “لا معنى لأي انتخابات أو تسويات أو اتفاقات لا ترضي السوريين، وأقل ما يريده السوريون اليوم هو سورية من دون هذه الطغمة. لذلك هذا حيث ينم عن قصورٍ وجُبن سياسي وأخلاقي”.
منهل باريش: موت الائتلاف ودفنه هو السبيل الوحيد لإصلاحه
الصحافي “منهل باريش” قال لـ”جسر”: “أعتقد أن الائتلاف شُكّل بخلاف إرادة السوريين، وتأسس كما هو معروف بضغط دولي وعربي من أجل الانقلاب على المجلي الوطني السوري”.
وأضاف: “المجلس الوطني السوري رغم كل عيوبه كان إلى حد ما مصنوعاً بأيادي السوريين، وقراره كان سورياً رغم سوء الإدارة والسياسة فيه.. كان يحاول الاقتراب من الثورة السورية”.
وذهب “باريش” إلى أن “الائتلاف منذ بداية تشكيله كان بمثابة انقلاب على الثورة السوري، وتركيبته هي تركيبة معطّلة وغير منتجة”، مضيفاً “ألّا يكون للثورة السورية عنواناً سياسياً، ثبت بالدليل القاطع أنه أفضل بكثير من وجود الائتلاف.. موت الائتلاف ودفنه هو السبيل الوحيد لإصلاحه”.
معن الطلاع: إحداث هيئة الانتخابات ناجمة عن استنتاجات متناقضة
الكاتب والباحث السوري “معن الطلاع” يقول إنه “من الإشكاليات العميقة التي يعاني منها الائتلاف تتعلق بالتمثيل، سواء كان هذا التمثيل مرتبطاً بقدرة بنى الائتلاف وأنظمته على أن يكون انعكاساً حقيقياً لقوى الثورة والمعارضة؛ أو كان هذا التمثيل متعلقاً بانسجام الوظيفي والعملياتي مع تطلعات الشعب السوري؛ وباعتقادي مرد هذا عدة عوامل منها ماهو متعلق بطريقة بناء وتكوين الائتلاف الذي عد لوظائف صالحة لفترة زمنية تجاوزتها التحولات الكبرى التي مر بها المشهد السياسي والميداني والأمني”، مضيفاً “وهناك عوامل مرتبطة بالفاعل الخارجي وما استلزمه منطق (إدارة الأزمة)، الأمر الذي ساهم بمكان ما بتحجيم الدور وإخضاع الائتلاف لتجاذبات المحاور والاستقطابات الحادة، الأمر الذي ساهم في صفرية المخرجات”.
وأردف: “العامل الأساس في هذا السياق هو عامل ذاتي لم يعمل على أخذ خطوات ومواقف مهمة في سير العملية السياسية، واكتفى بدور التماهي ناهيك عن غياب أجندة الاصلاح والتغيير. تظافر تلك العوامل مع إدراكنا لكافة أسباب العطالة يجعل عملية الإصلاح بالغة الصعوبة طالما لم تتوافر إرادة إعادة تشكيل مظلة سياسية تمثيلية وشرعية لقوى الثورة والمعارضة وإنتاج رؤى سياسية توسع هوامش الحركة الوطنية”.
ويرى الـ”طلاع” أنه “إذا ما فهمنا حركية ومواقف الائتلاف مع المحطات الرئيسية فإنها تتراوح ما بين المواقف الحازمة وتلك المرنة، إلا أنه وباعتقادي فإن الحركة المتعلقة باحداث مفوضية انتخابات شابها العديد من الاستنتاجات المتناقضة، وهذا من شأنه أن يفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، إلا أن الغاية ليست مشاركة النظام بانتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية، وإنما هي رسائل بعدة اتجاهات منها مرتبط بالمجتمع الدولي ومنها متعلق برؤى رئاسة الائتلاف لاستعادة زمام الأمور لا سيما فيما الداخل… ليست فقط بالقرارات وإنما بالآلية التي لطالما تغيب قنوات الحوار والتباحث الوطني لجل الاستحقاقات الوطنية”.
نضال معلوف: الائتلاف بمثابة وزارة تابعة للقوى الدولية لا يمتلك أي صلاحيات باتخاذ أي قرار
الاعلامي السوري “نضال معلوف” يجيب عن السؤال حول إذا ما كان الائتلاف يمثل الثورة السورية بـ: “قطعاً لا”، ويقول إن “مشكلة الائتلاف هي أنه لا يملك تفويضاً من القوى الفاعلة والمؤثرة في الشأن السوري، ليكون مسؤولاً عن الجزء الخارج عن سيطرة النظام من الشعب السوري، ويمكنني تشبيهه بوزارة إدارية من وزارات النظام ولكن النظام يمتلك كل القرار، في حين أن الائتلاف هو بمثابة وزارة تابعة للقوى الدولية لا يمتلك أي صلاحيات باتخاذ أي قرار”.
وأضاف “معلوف” أن “إصلاح الائتلاف يتطلب تفويضاً من القوى الفاعلة، بأن يكون الائتلاف صاحب قرار لتمثيل الشعب، لينعكس هذا الأمر على الأرض في سوريا وعلى حياة السوريين، فالناس يجتمعون حول القوي، ولخلق ندية حقيقية بمواجهة النظام الذي ما زال يجتمع حوله بعض السوريين لأنه يشعرهم بأنه يحميهم من شيء ما”.
ويرى الصحافي السوري أن “إصلاح الائتلاف لا يتعلق بأمور مثل الفساد وعدم الكفاء ولا يتعلق بأشخاص وإدارات، إنما يما تقرره القوى الدولي المتدخلة والمؤثرة في دور الائتلاف، وإن أصبح الائتلاف فاعلاً فستزداد شعبيته، لأن الناس بحاجة إلى تمثيل بمعزل عن النظام، لكن مشكلة الائتلاف أن الدول لا تأخذه على محمل الجد”.
وفيما يتعلق بالانتخابات يقول “معلوف” لـ”جسر”: “إذا حصل الائتلاف على التفويض الذي تحدثنا عنه، وشعر الناس بأنه استرجع زمام الأمور، وأصبح يمثل السوريين خارج سيطرة النظام، فمن الممكن أن يكون قادراً حتى على خوض الانتخابات بمشاركة بشار الأسد، ومن الممكن أن يسحب بعضاً أو كثيراً السلطة من النظام، وتكون خطوة لتغيير سياسي جذري في سوريا، أما إذا شارك في الانتخابات بوضعه الحالي، فأتوقع أنه المشاركة غير مجدية، وسيعطي الشرعية للنظام ليصبح بشار الأسد في السنوات المقبلة ممثلاً للسلطة والمعارضة بنفس الوقت، ولكن إذا كانت هذه الرغبة الدولية، فما باليد حيلة، فالناس تعبوا من كل هذه المعاناة في مناطق النظام والمعارضة”.