جسر: متابعات:
ولد في نيويورك عام 1962 لأبوين يهوديين، وتعود أصول جده الأكبر إلى كييف، وتلقى تعليماً يهوديا نموذجيا في التوراة، وفي التاسعة من عمره انتقل إلى باريس، إنه وزير الخارجية الجديد في إدارة الرئيس المنخب جوبايدن السيد “أنتوني بلينكن”.
درس بلينكن القانون في جامعة هارفارد وحصل منها على درجة الدكتوراة بالقانون من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 1988.
وتولى منصب المدير الأول للشؤون الأوروبية والكندية في عام 1999 إلى جانب عمله مساعدا خاصا للرئيس بيل كلينتون حتى عام 2001، وفي العام التالي عين مديرا للموظفين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ حتى عام 2008.
ومن العام 2009 وحتى عام 2013 بدأ في عمل جديد كنائب مساعد الرئيس، كما تولى منصب نائب مستشار الأمن القومي من 2013 وحتى 2015 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وكان أول مسؤل حكومي أمريكي يشغل منصب نائب وزير خارجية الولايات المتحدة، كما كان عضوا في الفريق الانتقالي الرئاسي لأوباما، وشارك في الحملة الانتخابية لجو بايدن.
تعيينه وزيرا للخارجية الأمريكية أثار انقساماً في أوساط الحزب الديمقراطي، بين الليبراليين والوسطيين الذين تلقوا نبأ تعيينه بارتياح، واعتبروا تعيينه عودةً إلى الكفاءة والفعالية الدبلوماسية والحكومية، وإلى الانفتاح على العالم بعد أن رفع ترامب شعار ” أمريكا أولا ” الذي أدى إلى عزلتها. أما اليساريون فرأوا أن تأييده للتدخل الأمريكي العسكري في العراق موقفاً سلبياً.
وبالنسبة للشأن السوري، كان بلينكن من أشد الداعمين في الحزب الديمقراطي، لتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بعد المجزرة الكيماوية التي ارتكبها النظام في غوطتي دمشق في آب 2013، وقال في حينها جملته الشهيرة «القوى العظمى لا تهدد كذباً»، في إشارةً منه إلى موقف الرئيس أوباما الذي توعّد الأسد بالمعاقبة العسكرية لكنه لم يف بوعده. وعبر عن أسفه لعدم توفير الدعم الكافي للمعارضة السورية إذْ قال: «في سوريا ارتكبنا خطأ بعدم القيام بما يكفي، واليوم نرى النتائج في مئات الآلاف من المدنيين الموتى، والملايين من اللاجئين الذين زعزعوا استقرار أوروبا، والنفوذ المتزايد لكل من روسيا وإيران وحزب الله».
وفي مزيد من التفاصيل يتضح موقفه بشأن سوريا من خلال قوله: «هذا أمر يؤثر عليّ بشكل شخصي، كما على أيٍ منّا – وأبدأ مع نفسي – الذين كان لنا أي مسؤولية عن سياستنا بخصوص سوريا، لقد فشلنا في منع خسارة مروعة للأرواح. فشلنا في منع نزوح عدد هائل من الناس داخل سوريا، وطبعا خارجها كلاجئين. وهذا شيءٌ سآخذه معي طوال بقية أيامي. إنه شيء أشعر به بقوة».
أما بالنسبة للخيارات المتاحة اليوم للولايات المتحدة فيقول بلينكن: «أعتقد أنّا لا نزال نمتلك قدرة على المحاولة لتحصيل بعض التطورات الإيجابية. لا يزال لدينا عدد صغير من القوات الخاصة في شمال شرق سوريا، يجب ألا نتخلى عن ذلك مجاناً. أيضاً، لنا قدرة أكبر من أي بلد آخر على حشد الآخرين للمساعدة في إعادة بناء سوريا وإعادة إعمارها في الوقت المناسب. علينا أن نتأكد من أنه، إن كنّا سنلعب هذا الدور فعلاً، فيجب أن نؤمّنَ شيئاً ما للشعب السوري في المقابل. على سبيل المثال، إذا كانت إدلب محاصرة، فذلك يجب أن يتوقف. إذا كانت المساعدات الإنسانية لا تدخل البلد، فذلك يجب أن يحصل. وعلينا أن نستخدم كل إمكانياتنا للحرص على أن يحدث نوعٌ ما من الانتقال السياسي الذي يعكس رغبات الشعب السوري». وأضاف «يكاد أن يكون مستحيلاً أن أتخيل» أن إدارة بايدن ستطبّع العلاقات مع نظام الأسد.
وبشأن الدول العربية الأخرى فثمة إشارات أنه سيشجع الرئيس بايدن على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في أكثر من بلد.
وبحسب “واشنطن بوست” أن أحد الطموحات الثلاثة الأولية لدى بايدن على صعيد السياسة الخارجية، هو إحياء الاتفاق النووي مع إيران، هذا الهدف الغير منسجم مع سياسة إيران في دعمها لمحور الأسد وحزب الله.
أما الهدفين الآخرين فهما إعادة الوجود والدور الأمريكي إلى اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية.
وفي أكثر من مرة أشار بلينكن إلى أن التحديات الخارجية الأساسية للولايات المتحدة في السنوات القادمة ستكمن في مواجهة القوى الصاعدة عالمياً كالصين وروسيا، وفي هذا الشأن قال : «مع إدارة بايدن، سنرى المزيد من الاهتمام بمنطقة المحيط الهادئ والهندي، وبمنطقتنا نحن، إضافةً لبعض التشابك المستديم مع إفريقيا. وبالتأكيد تبقى أوروبا حليفاً أساسياً بالنسبة للتعامل مع التحديات التي نواجهها. إذن، على صعيد تخصيص الوقت وأولويات الموازنة، أعتقد أنّا سنعمل أقل وليس أكثر في الشرق الأوسط».