جسر – متابعات
نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريراً يوثّق عمليات الاستيلاء على المنازل في محافظة الرقة، من قِبل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وقالت المنظمة في تقريرها المنشور في 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري إنه “منذ سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة، عمدت جهات عسكرية تابعة لها مثل وحدات حماية الشعب، ولواء الشمال الديمقراطي للاستيلاء على عدد من منازل المدنيين (كانوا قد هاجروا للخارج في أعوام سابقة)، في أحياء مختلفة”.
وأشارت إلى أن أبرز الأحياء التي استولت “قسد” على بيوت للأهالي فيها حي “السكن الشبابي”، وحي “السكن العمالي”، واستولت “وحدات حماية الشعب” في العام 2019 في هذه الأحياء على حوالي 200 منزل تعود لأشخاص نزحوا أو هاجروا.
وأضافت أن آخر عمليات الاستيلاء تلك، كانت في شهر شباط/ فبراير 2020، حيث “تمّ الاستيلاء على أكثر من 80 منزلاً في حي مساكن الشرطة، غرب مركز مدينة الرقة، من قبل لواء الشمال الديمقراطي التابع لقوات سوريا الديمقراطية، حيث لا زالت تلك القوات تستولي على تلك المنازل حتى تاريخ إعداد هذا التقرير في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2020”.
مصدر خاص من “بلدية الشعب” في مدينة الرقة/ لجنة العقارات التابعة للإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، أفاد للمنظمة بأنّ عدد المنازل المُستولى عليها والتي رُفعت شكاوى من قبل أصحابها ضدّ جهات عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، بلغ حوالي 1200 منزلاً في عموم مدينة الرقة، وذلك منذ أواخر العام 2019 وحتى حزيران/ يونيو 2020.
وبحسب الباحث الميداني لدى المنظمة، فقد قامت “وحدات حماية الشعب” (YPG) التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، بإنذار سكان 5 مباني سكنية في منطقة “حوض الفرات”، من أجل إخلائها، خلال فترة أقصاها أسبوع واحد، بحجّة أنها مساكن تعود ملكيتها للحكومة السورية سابقاً، لكنّ الباحث الميداني قال بأنّ مدنيين كانوا موظفين سابقين لدى الحكومة السورية اشتروا هذه المنازل من الحكومة السورية بعد اقتطاع سعرها من رواتبهم على مدى أعوام طويلة.
كما أشار الباحث الميداني إلى أنّه وفي مدينة الطبقة غرب الرقة، تمّ الاستيلاء أيضاً على ما لا يقلّ عن 5 مباني سكنية في الحي الأول، من قبل “وحدات حماية الشعب”، بالإضافة إلى بنائين سكنيين آخرين (يتضمن كل مبنى 8 شقق سكنية) في “الحي الثالث” من مدينة الطبقة، وذلك من قبل “مجلس منبج العسكري”، حيث تمّ تحويلها إلى سكن لقوى الأمن العام التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، ولم تُعرف تفاصيل ملكية تلك الأبنية.
وسيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على محافظة الرقة بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017، بدعم مباشر من قوات التحالف الدولي، بعد معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”، ما تسبب بدمار واسع في الأبنية السكنية والبنية التحتية بمدينة الرقة، وتهجير مئات الآلاف من الأهالي والسكان.
الجدير بالذكر أن مصادر محلية أفادت لصحيفة “جسر” في وقت سابق، أن تجاراً تدعمهم “قسد”، عملوا طوال السنوات القليلة الماضية على شراء العقارات بأسعار بخسة، بغية إعادة ترميمها وبيعها، مستغلين الدمار الواسع الذي أصاب المدينة ونزوح مئات الآلاف من السكان، وضعف القوة الشرائية لدى الأهالي.