جسر – وكالات
طالب منظمات حقوقية روسية، الروس إلى “تحمّل مسؤولياتهم” تجاه جرائم ارتكبتها القوات الروسية في سوريا منذ تدخلها العسكري هناك عام 2015، وذلك في تقرير نشرته اليوم الجمعة.
وبحسب “فرانس برس” صدر التقرير، الأول الذي تخصصه منظمات روسية غير حكومية عن سوريا، لمناسبة الذكرى العاشرة للنزاع السوري، ويهدف إلى إلقاء الضوء على موضوع ضحايا العمليات العسكرية الروسية، المحظور في وسائل الإعلام الموالية الكرملين.
التقرير الذي حمل عنوان “عقد مدمر: انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني في الحرب السورية”، مؤلف من مئتي صفحة، ويستند إلى شهادات أكثر من 150 شخصاً حول الأحداث في سوريا.
ويقول التقرير الذي أعدته بالأخص منظمة “مموريال”، إنّ التدخل الروسي أدى إلى تغيير مسار الحرب على حساب العديد من الضحايا المدنيين.
وقالت المنظمات إنّ “الغالبية العظمى من محاورينا، لا يرون روسيا منقذةً، وإنّما قوة أجنبية هدّامة وقد ساعد تدخلها العسكري والسياسي في تمتين مجرم الحرب على رأس بلادهم”، مضيفة أنّ “بعض الذين تحدثنا إليهم كشفوا أنهم هم أو أقاربهم كانوا ضحايا قصف روسي”.
وحثت المنظمات موسكو على إجراء تحقيقات مستقلة في شأن غارات قواتها الجوية في سوريا ودفع تعويضات للضحايا.
كما تناول التقرير انتهاكات ارتكبها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لكنه أكد أن معظم الشهادات التي تم جمعها تتعلق “بانتهاكات على يد قوات الحكومة السورية وحلفائها، وجماعات معارضة مسلحة، بما في ذلك الإرهابية منها”.
وشبّه العضو في “ميموريال” أوليغ أورلوف في مؤتمر صحافي عمليات القصف الروسي بالتكتيكات العسكرية في الشيشان حيث خاضت موسكو حربين في التسعينيات والعقد التالي.
ولم يتمكن معدّو التقرير من دخول سوريا، لكنهم أجروا مقابلات مع سوريين فرّوا من الحرب، في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا وروسيا.
ويتهم التقرير الذي احتاج إعداده عامين، موسكو بانتهاكات بسبب غارات عشوائية على المدنيين أو بسبب دعم نظام متهم بارتكاب فظائع عديدة مثل استخدام الأسلحة الكيميائية أو سلاح الجوع ضد مدن محاصرة.
وبينما نفت روسيا مراراً لجوء نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، مستخدمة حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية السلطات السورية، يقول معدّو التقرير إنهم تحدثوا إلى ضحايا هجمات بالغاز.
وأشار معدّو التقرير إلى رغبتهم في وصول خلاصاتهم إلى أكبر عدد من الروس “وأن يتحملوا مسؤولياتهم حيال ما يحدث نيابة عنهم في سوريا”.
وقالوا “لقد شعرنا بالمرارة والخزي بسبب الطريقة التي ينظر بها السوريون الذين قابلناهم إلى الروس”.