في مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٥ أعدم الجاسوس الاسرائيلي “ايلي كوهن” وسط دمشق، عن عمر يناهز الأربعين عاماً، وتم دفن جثته في مكان سري.
و “إيلي كوهن” 1924-1965″ هو أشهر جاسوس إسرائيلي عمل في سوريا باسم مستعار “كامل أمين ثابت” وتم إعدامه، بعد اكتشاف أمره رغم تدخل معظم دول العالم الغربي لمنع إعدامه.
وتعتبر إسرائيل “كوهن” من أهم جواسيسها، إذ أنه هو من نقل معلومات أسهمت بتحقيق النصر في حرب ١٩٦٧ بحسب رئيس وزراء اسرائيل في تلك الفترة “ليفي شكول”.
ولد “كوهن” في مدينة الاسكندرية لعائلة مكونة من أب وأم وستة أشقاء وشقيقتين وعمل على تهجير يهود مصر إلى الأراضي المحتلة التي هاجر إليها شخصياً وهو في الثالثة والثلاثين من العمر قبل ثلاث سنوات من تجنيده.
واختارته المخابرات الإسرائيلية ليكون “مقاتلاً في دمشق” تحت اسم “كامل أمين ثابت” وخضع لتدريبات قاسية تضمنت تدريبات على أعمال المراقبة والتعقب والتصوير إضافة لتدريبات تتعلق بتنشيط الذاكرة وتقويتها وساعات طويلة من التدريب على أجهزة البث والاستقبال واستخدام الرموز والشيفرة وتدريب قصير على تنفيذ الأعمال التخريبية.
تزوج “كوهن” عام 1961 من سيدة تدعى “نادية” وأنجب منها طفلة، وتم إيفاده إلى الأرجنتين حيث بدء بناء شخصيته الجديدة على شكل تاجر عربي هاجر من سوريا لينتقل مطلع عام 1962 إلى العاصمة السورية دمشق فيما أخبر عائلته في الأراضي المحتلة بأنه يعمل في أوروبا.
وانغرس العميل “كوهن” لمدة ثلاث سنوات في قلب مراكز القوة في سوريا، لدرجة أن صحفاً عربية وإسرائيلية قالت في باب مناكفة سوريا إنه كان يمكن لكوهن أن يكون وزيراً للخارجية السورية لو أراد ذلك أو أحد قادة حزب البعث بل حتى الأمين العام لهذا الحزب.
واعتقل يوم 18/5/1965 على يد ثلاثة من رجال المخابرات السورية بقيادة الجنرال “سويداني” الذي قال للعميل فور اقتحام شقته “انتهت اللعبة”.