جسر – متابعات
تحدث لاجئ سوري لشبكة “CNN” الأمريكية، عن جريمة تعذيب وقتل شقيقه في سوريا، على يد ميليشيا “فاغنر” الروسية.
وفي 15 آذار/ مارس الماضي أُعلن عن رفع دعوة قضائية ضد ميليشيا “فاغنر” الروسية، أمام القضاء الروسي. وقد اختارت الجهات القائمة على القضية، يوم ذكرى مرور 10 سنوات على انطلاق الثورة السورية، موعداً للإعلان عن رفع دعوة قضائية في موسكو ضد مرتزقة “فاغنر”، لارتكابهم جريمة شنيعة بحق مواطن سوري بريء هو “حمادي الطه”.
“ذهب أخي، ولن يعود أبدا”، قال عبد الله للشبكة، مضيفاً: “أريد أن يسمع العالم عن قضية أخي، لتتم محاسبة هؤلاء المجرمين”.
وكان شقيقه، محمد، يعمل في البناء، ويبلغ من العمر 31 عاماً، وهو أب لأربعة أطفال.
واختفى محمد خلال عودته من مهمة عمل في لبنان، في مارس 2017.
وأشار تقرير الشبكة الذي نقله موقع “الحرة” إلى أن محمد تم تعذيبه في حقل نفطي يقع في وسط الصحراء السورية على يد أربعة رجال يرتدون زياً عسكرياً.
وخلال تعذيب محمد، تم تثبيته وضرب يديه وقدميه بمطرقة ثقيلة الوزن، وفقاً للشبكة.
وفي مقطع فيديو تم التقاطه، ظهر محمد خلال صراخه طلبا للمساعدة، وظهرت أصوات معذبيه واضحة عندما سخروا منه باللغة الروسية، وغطى ضحكهم صوت ألمه، بينما كانت الأغنية العسكرية “أنا قوات خاصة روسية”، تصدح في الخلفية.
وبعد قتل محمد وقطع رأسه، كتبوا على صدره بالأحرف الروسية “من أجل VDV والاستطلاع”، في تلميح إلى القوات الروسية المحمولة جوا.
من جهتها، تمكنت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية من التعرف على أحد أفراد فرقة التعذيب الظاهرين في الفيديو، وأكدت أنه مرتزق ينتمي لمجموعة “فاغنر”، المرتبطة برجل الأعمال الروسي، يفغيني بريغوجين، وهو من القلة المقربة من الكرملين ويعرف باسم “طباخ” الرئيس، فلاديمير بوتين.
وطلب عبد الله من الشبكة إخفاء هويته وموقع إجراء المقابلة، خشيةً على أفراد أسرته الذين لا يزالون يعيشون في مناطق سيطرة النظام في سوريا.
وأوضح عبد الله خلال مقابلته أن شقيقه تحدث إليه، في أبريل 2017، وأخبره أن قوات النظام احتجزته في طريق عودته من لبنان إلى سوريا، وقال له إنهم نقلوه إلى دمشق، وإنه أُجبر على الانضمام للجيش، إلا أنه خطط للهرب.
وبعد عشرة أيام، عاود محمد الاتصال بشقيقه، وأخبره أنه سيتم إرساله إلى حمص في اليوم التالي، وأنه يخطط للهرب ليلا، وكانت تلك مكالمته الأخيرة.
ولم تكتشف أسرة محمد مصير ابنهم المؤلم سوى بعد أشهر من اختفائه، عندما انتشر فيديو تعذيبه على شبكة الإنترنت.
وكان لصحيفة “جسر”، دوراً أساسياً في كشف هذه الجريمة البشعة وملابساتها، والدفع باتجاه محاسبة مرتكبيها، حيث عملت خلال السنتين الماضيتين على التحقيق في الجريمة وتواصلت مع الشهود والمعنيين، واستطاعت الوصول إلى نتائج مهمة للغاية.
ونشرت “جسر” تقارير خاصة عن القضية، استندت إليها فيما بعد صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية ومركز أبحاث “نيو أميركا” الأمريكي، كأرضية صلبة للتحقيق في القضية.(للاطلاع على عيّنة من التقارير المذكورة اضغط هنا، وهنا، وهنا).
عقب ذلك، عملت “جسر” على إيصال جميع هذه النتائج إلى مختلف المنابر الإعلامية الدولية، إضافة إلى المؤسسات الحقوقية المعنية، وفي مقدمتها “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، الذي أكمل الطريق، مع الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان، وتوليا الجانب الحقوقي الفعلي، الأهم والأعقد، وتمكنا بعد بذل جهود شاقة وطويلة، من رفع دعوى قضائية، ضد الجناة أمام قضاء بلادهم، في العاصمة الروسية موسكو.
من “جسر” كانت البداية.. جريمة “فاغنر” بحق السوري “حمادي الطه” أمام القضاء الروسي