جسر – دير الزور (شام الحمود)
بعد تدمير جسر حطلة (جسر السياسية) قبل أسابيع، والذي كان يربط مدينة دير الزور بقرى وبلدات الريف الشمالي، أصبحت العبارة المائية والقوارب العاملة بالمحروقات الوسيلة الوحيدة للنقل بين المدينة والريف، وكانت أجرة النقل 15 ألف ليرة سورية، لكنها انخفضت إلى 5 آلاف ليرة بعد سقوط النظام وانخفاض أسعار المحروقات. ومع ذلك، يتوجب على العاملين في المدينة دفع 10 آلاف ليرة يومياً، ما يعادل 300 ألف ليرة شهرياً، وهو مبلغ يعادل راتب الموظف العادي.
معاناة التنقل والتعليم
تعمل العبارة المائية يومياً من الساعة السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً، وتنقل مئات المواطنين من طلاب وموظفين وعمال، يشتكي أغلبهم من تكاليف النقل.
بشير الحسن، أحد سكان حطلة، وعامل في المدينة، يقول لـ”جسر” إن ما يتقاضاه شهرياً يتم صرفه على أجور النقل في العبارة وأنه في أغلب الأحيان ينام في المدينة مضطراً لتوفير 10 آلاف ليرة ليؤمن لقمة العيش.
وأضاف أن “الدراسة معاناة أخرى، حيث توقفت المعلمات الوكيلات من القدوم إلى الريف بعد قصف الجسر، مما أدى إلى توقف المدارس وتعطل مسيرة التعليم في الريف الشمالي بشكل كبير”.
وأردف أن “بعض المواطنين غير القادرين على دفع أجرة العبارة، يعبرون يومياً من بين ركام الجسر المحطم بطريقة خطرة، حيث أن المسافة بين فراغات حديد الجسر تساوي متراً واحداً، ومع ذلك عدة مواطنين يعبرون بهذه الطريقة الخطرة ويغامرون بحياتهم لتوفير رواتبهم”.
الجسر شريان حياة
العم أبو مخلص، صاحب قارب لنقل المواطنين، أكد أن “الجسر يمثل شريان حياة للمدينة ويجب إصلاحه سريعاً”، مشيراً إلى أن “الطلاب والمرضى يحصلون على تخفيض في أجرة النقل، بينما يتم نقل حالات الإسعاف مجاناً، والعملية تشمل تنسيقاً بين الأهالي ومسؤولي العبارة وفريق الإسعاف داخل المدينة، لكنها تستغرق نصف ساعة على الأقل، ما يجعل الإسعاف معاناة حقيقية، خاصة في حالات الكسور وحالات الولادة”.
محمد الكاطع، أحد الشبان العاملين في الإسعاف، يقول إن أصعب حالات الإسعاف هي حالات الكسور، حيث يواجهون صعوبة في حمل المصاب ووضعه داخل القارب دون تحريك مكان الإصابة مما قد يسبب آلاماً للمصاب وربما كسور جديدة”، مشدداً على “ضرورة إنشاء مركز طبي مؤقت في الريف الشمالي، حيث أقرب مركز طبي يقع على بعد 11 كيلومتراً من حطلة”.
تهديدات ومطالب
أحد المسؤولين عن العبارة -الذي فضّل عدم ذكر اسمه- كشف أن “قوات سوريا الديمقراطية” تتقاضى مبلغاً شهرياً من مسؤولي العبارة للسماح للسيارات والدراجات بالوصول إلى ضفة النهر، وكان يتوجب على الأهالي النزول إلى ضفة النهر مشياً للوصول إلى العبارة علماً أن بعضهم مسافرون أو يحملون أغراضاً ثقيلة.
ولفت أن “قسد” دائماً تهدد بإغلاق العبارة الحالية، وافتتاح أخرى تابعة لها، إذا لم يتم دفع المبلغ الشهري لها.
ورغم أن العبارة مصدر رزق للعديد من العاملين، إلا أنهم جميعاً يأملون في إعادة تأهيل الجسر بأسرع وقت لتخفيف معاناة الأهالي في الريف الشمالي وتسهيل حياتهم اليومية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على جميع الناس، ولأجل ذلك يطالبون السلطات السورية الجديدة بالتدخل وإنهاء معاناة الناس.