دعوات في سوريا لوقف قتل الحيوانات والكلاب الضالة

شارك

جسر – نهى قنص

أثارت صور انتشرت مؤخراً لعمليات قتل الكلاب الضالة بالرصاص الحي في دمشق وريفها، انتقادات واسعة بين صفوف المدافعين عن حقوق الحيوان، الذين اعتبروا هذه الممارسات “وحشية” و”مخالفة لكل القوانين والأعراف الأخلاقية”.

وطالبت جمعية “Star” للحيوانات وزارة العدل بضرورة وضع قانون يمنع ظاهرة إعدام الحيوانات وتجريم مرتكبيها، بعد توثيق مشاهد “صادمة” لقتل الكلاب الضالة في عدد من المحافظات.

هنادي المحتسب، مؤسسة جمعية الفريق السوري لإنقاذ الحيوانات “Star”، أكدت لـ”جسر” أن هذه الخطوة تأتي في إطار الدفاع عن حقوق الحيوان ووقف الجرائم المرتكبة بحقها، لافتة إلى أن هذه الظاهرة تنتشر في جميع المحافظات، وخاصة دمشق وريفها، وتقوم بها البلديات أو أفراد مسلحون بشكل فردي.

وأوضحت هنادي أن عمليات الإعدام تتم إما عبر استخدام الرصاص الحي، ما قد يؤدي إلى إصابة الحيوان بجراح خطيرة دون أن يقتله فوراً، أو باستخدام مادة “اللانيت” السامة والمحرمة دولياً، والتي لا تؤثر فقط على الحيوان بل تهدد صحة الإنسان والتربة أيضاً.

وفي السياق ذاته، دعت الناشطة مها إلى ضرورة جمع الكلاب والقطط الضالة بدلاً من قتلها، والعمل على تعقيمها وتلقيحها ضد الأمراض، وخاصة داء السعار، ثم ترقيمها للتأكد من سلامتها، مشيرةً إلى أن وزارة الأوقاف أصدرت فتاوى بتحريم القتل العشوائي للحيوانات لما يحمله من ظلم ينافي الأخلاق الإسلامية.

في المقابل، عبر عدد من المواطنين عن قلقهم من انتشار الكلاب الشاردة، محذرين من خطرها على الصحة العامة.

السيد أسعد العلي من سكان دمشق، وصف الظاهرة بأنها “مقلقة”، مؤكداً أن الكلاب الشاردة تثير الخوف بين المارة والسكان وتهدد السلامة العامة، خاصة مع احتمالية نقلها لمرض السعار.

أما أم ريان، فعبّرت عن قلقها من أن الكلاب باتت تهاجم الطلاب المتوجهين إلى مدارسهم، وتهاجم السكان ليلاً، مما يفاقم الشعور بعدم الأمان.

من جهته، قال الناشط سيف إن الكلاب الشاردة باتت تتواجد بكثرة في الأماكن العامة، داعياً إلى تدبير وجودها بطرق حضارية وإنسانية بدلاً من اللجوء إلى عمليات الإبادة الجماعية.

الطبيب البيطري جواد صالح أوضح أن ظاهرة قتل الكلاب الضالة ليست جديدة، بل تتكرر منذ سنوات بسبب قلة الموارد وانعدام الاهتمام الكافي.

وبيّن أن مثل هذه الإجراءات، رغم قسوتها، تُنفذ عالمياً لضبط أعداد الحيوانات الشاردة التي قد تشكل خطراً على البشر سواء عبر العض أو نقل الأمراض. لكنه شدد على ضرورة تنفيذ هذه الإجراءات ضمن قواعد إنسانية مثل التعقيم والتلقيح وإنشاء ملاجئ خاصة.

يأتي هذا التحرك الشعبي وسط انقسام واسع في الشارع السوري بين من يرى أن التخلص من الكلاب الشاردة ضروري لحماية الصحة العامة وسلامة السكان، ومن يطالب بوسائل أكثر رحمةً وإنسانية تحترم حياة هذه الكائنات.

ورغم حدة الجدل، إلا أن الجميع يتفق على أهمية وجود حلول مدروسة توازن بين سلامة الأهالي وحقوق الحيوان، بما يعكس صورة حضارية للمجتمع السوري.

شارك