جسر – طرطوس (نهى قنص)
أطلق فريق “حرير” التطوعي مبادرة لنقل طلاب جامعة طرطوس مجاناً إلى مركز المدينة، دعماً لمسيرتهم التعليمية وتخفيفاً من الأعباء المادية التي تواجههم، خاصة مع الارتفاع الكبير في أجور النقل، في خطوة تعكس روح التعاون والتكافل المجتمعي.
وفريق “حرير” هو فريق تطوعي سوري، تأسس على يد مجموعة من الشباب السوريين، بهدف تعزيز العمل المجتمعي المدني، وتقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المحلية، إيماناً بقوة التعاون في تحقيق التغيير الإيجابي.
نوار مرهج، المسؤول عن المبادرة، أوضح لصحيفة “جسر” أن هذه المبادرة جاءت استجابةً للواقع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي حال دون قدرة العديد من الطلاب على الوصول إلى جامعاتهم لتقديم امتحاناتهم.
وأضاف أن “حرير” يسعى من خلال هذه الخطوة إلى “دعم الطلاب وأسرهم، ومساعدتهم في استكمال تحصيلهم العلمي ليكونوا شركاء في بناء سورية الجديدة”.
وأشار مرهج إلى أن “المبادرة تنسجم مع رؤية الفريق في تحسين جودة الحياة، ومساندة الأفراد والأسر، إضافة إلى تعزيز جسور الثقة والحوار بين أفراد المجتمع”.
كما شدد على “أهمية العمل الجماعي في تعزيز الوعي المجتمعي وإحداث تغيير إيجابي”، مؤكداً أن “قيم الفريق ترتكز على المواطنة والإنسانية، بهدف بناء مجتمع متماسك يساهم في تعزيز السلام والتنمية المستدامة”.
آراء الطلاب حول المبادرة
من جانبها، عبرت الطالبة بتول عاصي من كلية هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عن تقديرها لهذه المبادرة، مؤكدةً أنها “كانت الحل الوحيد الذي مكّن الطلاب من الوصول إلى جامعتهم بدلاً من البقاء في المنازل وتأخير مسيرتهم الدراسية”، كما دعت إلى تعميم الفكرة في مختلف مناطق المحافظة لدعم المزيد من الطلاب.
أما الطالب هيثم سليمان من كلية الطب البشري، فقد اعتبر أن “هذه الخطوة تشجيعية للغاية، إذ تعزز إرادة الطلاب في مواصلة تحصيلهم العلمي رغم التحديات الاقتصادية”.
بدورها، أبدت الطالبة لين عاقل من كلية الصيدلة إعجابها بروح العطاء والمسؤولية المجتمعية التي أظهرها فريق “حرير”، مشيدة بوعي الشباب السوري وحرصهم على دعم زملائهم، مشيرة إلى أن “بناء الوطن لا يكون فقط بسواعد أبنائه، بل بعقولهم النيرة وأفكارهم البناءة”.
كما وجه أهالي الطلاب رسالة شكر لكل من ساهم في هذه المبادرة الإنسانية، معتبرين أنها تعكس صورة مشرقة عن تكاتف أبناء الوطن وتعاضدهم من أجل نهضته وازدهاره.
تمثل مبادرة “حرير” لنقل طلاب جامعة طرطوس مجاناً نموذجاً حياً للعطاء والعمل الجماعي، وهي خطوة تعكس روح التضامن التي يحتاجها المجتمع في ظل التحديات الاقتصادية الصعبة، بعد سقوط نظام الأسد، ويأمل الجميع أن تتسع مثل هذه المبادرات، لتشمل مناطق أوسع، مما يسهم في دعم الطلاب ومساندتهم في مسيرتهم التعليمية، ويعزز مفهوم العمل التطوعي كجزء لا يتجزأ من النهوض بالمجتمع.