جسر – دمشق (عبد الله الحمد)
أجرى وزير السياحة بالحكومة السورية الانتقالية، مازن الصالحاني، جولة تفقدية قبل أيام على الحاضنة المركزية للفنون الحرفية في دمر، بهدف الاطلاع على واقع الحرف والمهن التراثية التي تحتضنها، ودعم هوية الحرفيين وآلية عملهم.
وشملت الجولة أقسام صناعة الزجاج اليدوي الفينيقي، والجلديات، والموزاييك الخشبي، والخط العربي، والضغط على النحاس، واستخلاص الزيوت العطرية والنباتية، والنجارة العربية، وصناعة الأدوات الموسيقية، إضافة إلى قاعة المؤتمرات وأكاديميات التدريب المهني.
وفي حديث خاص لصحيفة “جسر”، أكد شيخ الكار عدنان تنبكجي، أمين سر هيئة المدربين بالحاضنة، أن الزيارة كان لها تأثير إيجابي كبير على الحرفيين، حيث استمع الوزير إلى مطالبهم ووعد بترويج منتجاتهم خارج سوريا، مما زرع روح التفاؤل لديهم، لافتاً أن الوزير تحدث عن خطة هامة لإعادة الحرفيين الذين كانوا يمتلكون محلات في التكية السليمانية، والتي تم هدمها خلال النظام السابق بحجة الترميم، موضحاً أن العودة ستكون وفق معايير محددة.
خطة وطنية لدعم وتسويق المهن التراثية
بيّن تنبكجي خلال اللقاء أن الوزير الصالحاني أشار إلى أن الوزارة تعمل على دعم الحاضنة والمهن التراثية والحرفية فيها، ومساعدة الحرفيين عبر الترويج لمنتجاتهم من خلال مشاركتهم في المعارض المحلية والدولية.
كما طلب الوزير من الحرفيين تقديم صور لمنتجاتهم لتعزيز عمليات التسويق.
وأشار تنبكجي إلى أن تسهيلات الشحن وتحسن الأوضاع العامة باتت مشجعة للحرفيين على مزيد من الإبداع والعمل، مضيفاً أن الحاضنة تقدم دورات تعليمية للراغبين في تعلم الحرف، بما في ذلك أصحاب الاحتياجات الخاصة، مع إمكانية الحصول على شهادات تؤهلهم لدخول سوق العمل.
أهمية المعارض الخارجية لدعم الاقتصاد
أكد شيخ الكار تنبكجي أن أصحاب المهن شددوا خلال لقائهم مع الوزير على أهمية المشاركة في المعارض الخارجية، معتبرين أنفسهم “جيشاً اقتصادياً” قادراً على إدخال القطع الأجنبي لدعم الدولة، وهو ما تحتاجه الحكومة لبناء الاقتصاد والصناعة الوطنية.
كما أشار إلى تجارب دولية ناجحة في هذا المجال مثل الصين، مشدداً على أن المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر تحتاج إلى الدعم والتحفيز لكي تنمو وتتحول إلى مشاريع متوسطة أو كبيرة، مما ينعكس إيجاباً على سوق العمل ويعزز الهوية الثقافية الشعبية السورية.
أهداف الحاضنة والتحديات السابقة
وفي ختام حديثه لصحيفة “جسر”، أوضح تنبكجي أن الهدف الرئيسي للحاضنة هو توثيق الحرف التراثية والحفاظ عليها وتعليمها للأجيال الجديدة، بالإضافة إلى تسويقها داخلياً وخارجياً. وأشار إلى أن الحرفيين واجهوا خلال السنوات الماضية صعوبات عديدة في تحصيل حقوقهم، وكان صوتهم غير مسموع بسبب أزمات مثل انقطاع الكهرباء، وارتفاع تكاليف المواد الأولية، والجمارك المرتفعة، إلا أنه مع الإدارة الجديدة، هناك أمل بتحسين الظروف وتعزيز دور الحرفيين في دعم وبناء الاقتصاد السوري.
تجدر الإشارة إلى أن حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية تم افتتاحها في نهاية عام 2020 على مساحة 13 دونماً، كمشروع تنموي إنتاجي متكامل يهدف إلى حماية الحرف التراثية من الاندثار، وتدريب الأجيال الحالية على هذه الحرف من خلال شيوخ كار تم اختيارهم بعناية، لضمان تخريج جيل من الحرفيين المهرة.