أهالي حي “الرشدية” بدير الزور يشتكون من كثرة الألغام والركام

شارك

جسر – دير الزور (شام الحمود)

يواجه حي “الرشدية” في محافظة دير الزور شرق سوريا تحديات كبيرة بعد سنوات الحرب وسيطرة الميليشيات الإيرانية، حيث لا تزال آثار الحرب تعيق جهود إعادة الإعمار وتهدد حياة السكان. وعلى الرغم من انتهاء هذه الحرب، فإن الألغام المزروعة والركام المنتشر في الأحياء السكنية ما زالا يشكلان عقبة رئيسية أمام عودة الأهالي إلى حياتهم الطبيعية.

ويعتبر حي “الرشدية” من الأحياء العريقة في دير الزور، حيث يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وقد سُمي نسبة لأحد السلاطين العثمانيين، وعلى الرغم من أهميته الثقافية والدينية، إلا أن الحرب خلفت دماراً هائلاً في بنيته التحتية وأثرت على حياة سكانه بشكل جذري.

يقول الأستاذ يامن حميد، أحد سكان الحي سابقاً، إن “الألغام المدفونة تشكل خطراً دائماً، لا سيما على الأطفال الذين يلعبون في المناطق المجاورة، كما أن الركام الناتج عن المباني المدمرة يجعل التنقل صعباً، مما يعوق السكان عن العودة إلى منازلهم بسهولة”.

وأشار إلى أن إزالة الأنقاض تتطلب تنسيقا مع الجهات الأمنية، حيث يتم الاتفاق على يوم محدد لإجراء عمليات الإزالة بشكل جماعي.

من جانبها، تعبر السيدة بشرى القادر عن قلقها قائلة: “نريد بيئة آمنة لأطفالنا وندعو الجهات المعنية إلى التحرك سريعاً لإزالة هذه المخاطر”، مؤكدة أن التخلص من الألغام والركام هو الخطوة الأولى نحو إعادة الحياة إلى الحي.

وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها بعض المنظمات الإنسانية لإزالة الألغام، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة، حيث يحتاج السكان إلى دعم أكبر وموارد إضافية لاستكمال عمليات الإزالة، إلى جانب حملات توعية لتعريفهم بكيفية التعامل مع الألغام غير المنفجرة.

يبقى حي الرشدية شاهداً على تحديات ما بعد النزاع، حيث تمثل إزالة الألغام والركام ضرورة إنسانية ملحة، وخطوة أساسية نحو إعادة الأمل وبناء مستقبل أكثر استقراراً لسكانه، يأمل الأهالي أن تلقى مناشداتهم صدى لدى الجهات المعنية، وأن يتمكنوا قريباً من العودة إلى حياتهم بأمان وسلام.

شارك