ارتفاع أسعار ملابس الأطفال يثقل كاهل العائلات السورية قبل العيد

شارك

جسر – هبة الشوباش

يُعتبر عيد الفطر من أهم المناسبات التي ينتظرها السوريون بفرح وأمل، حيث تُزيَّن الشوارع وتُجهَّز الحلويات، وتحرص العائلات على شراء ملابس جديدة للأطفال لإضفاء البهجة على العيد، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد جعلت من شراء ملابس العيد تحدياً كبيراً للعائلات السورية، خاصة مع الارتفاع الجنوني في الأسعار وضعف القدرة الشرائية.

وفي جولة لصحيفة “جسر” في أسواق دمشق، تبين أن هناك ارتفاعاً كبيراً في أسعار الملابس، خاصة النسائية والرجالية، إلا أن الأكثر غلاءً هي ألبسة الأطفال، حيث تشكل عبئاً ثقيلاً على العائلات، إذ باتت تكلفة ملابس العيد لطفل واحد بجودة متوسطة تصل إلى 300,000 ليرة سورية، ما يجعلها خارج قدرة الأسر ذات الدخل المحدود.

هذا الوضع دفع الكثيرين إلى الاعتماد على الأسواق الشعبية للحصول على ملابس بأسعار أقل، إلا أن حتى هذه الأسواق أصبحت مكلفة، ولم تعد حلاً كافياً للعائلات التي تسعى لتأمين ملابس أطفالها.

أسباب ارتفاع ألبسة الأطفال

وفي لقاء مع محمد عودة، وهو تاجر ألبسة، تحدث عن أسباب ارتفاع أسعار الملابس عموماً، وألبسة الأطفال خصوصاً، قائلاً إن “ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب زيادة أسعار المواد الخام مثل الأقمشة والخيوط، خاصة وأن ألبسة الأطفال تحتاج إلى خيوط ذات جودة مرتفعة”.

وأشار إلى “ارتفاع تكاليف الطاقة والكهرباء المستخدمة في التصنيع، والتضخم الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة المحلية، ما أدى إلى زيادة تكاليف الاستيراد والإنتاج، وارتفاع تكاليف النقل بسبب زيادة أسعار الوقود، ما أثر على تكلفة نقل البضائع من المصانع إلى الأسواق، وقلة الرقابة على الأسعار، ما ساهم في استغلال بعض التجار للمواسم لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه”.

ولفت إلى “زيادة الطلب على ألبسة الأطفال، نظراً لأن الطفل بحاجة دائمة للملابس بسبب نموه المستمر، ما يجعل التجار يستغلون هذه الحاجة لرفع الأسعار”.

من جهته، أوضح يحيى بدر، وهو موظف في إحدى الماركات، أن “الموضة” تلعب دوراً مهماً في تحديد أسعار الملابس في السوق، حيث أن ظهور صيحات جديدة أو تصاميم عصرية يزيد الطلب عليها، ما يدفع الشركات إلى رفع الأسعار لتحقيق أرباح أعلى.

وأشار إلى أن “الموضة السريعة تؤثر على الأسعار بطريقة مختلفة، إذ تقدم تصاميم عصرية بأسعار منخفضة لكنها تعتمد على الإنتاج بكميات كبيرة وتكاليف منخفضة، ما يؤدي إلى تقليل جودة الملابس”.

الحلول الممكنة لضبط أسعار الملابس في السوق

أحد أعضاء غرفة صناعة دمشق، فضل عدم ذكر اسمه، بيّن أن تعزيز الصناعة المحلية يتطلب خطوات استراتيجية لدعم الإنتاج الوطني وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ومن بين الحلول الممكنة لضبط السوق:

– تحسين المناطق الصناعية وتوفير الخدمات الأساسية لجذب المستثمرين.

– تشجيع الابتكار ودعم الأبحاث الصناعية لتطوير المنتجات المحلية وجعلها أكثر منافسة.

– تقديم إعفاءات ضريبية للمصانع المحلية لتشجيع الإنتاج.

– تأهيل كوادر فنية لتلبية احتياجات السوق الصناعي.

– فرض رسوم على السلع المستوردة التي تنافس المنتجات المحلية بشكل غير عادل، لحماية الصناعة الوطنية.

عائلات تكافح لتأمين ملابس أطفالها

إن شراء ملابس الأطفال أصبح تحدياً كبيراً للعائلات السورية، التي تكافح بالفعل لتأمين احتياجاتها الأساسية، وقد اضطرت العديد من الأسر إلى تقليل نفقاتها على جوانب أخرى مثل التعليم والترفيه لتلبية احتياجات الأطفال، كما لجأت إلى البدائل الأرخص، مثل الألبسة المستعملة أو الشراء من الأسواق الشعبية، حيث باتت هذه الخيارات حلاً أساسياً للكثيرين.

إلى جانب ذلك، أثر ارتفاع الأسعار بشكل مباشر على الوضع النفسي للعائلات، إذ يشعر العديد من الأهالي بالعجز لعدم قدرتهم على تأمين ملابس العيد لأطفالهم، مما يزيد من الضغوط النفسية والتوتر، خاصة في مناسبات العيد التي يُفترض أن تكون مصدراً للفرح والاحتفال.

هذا الوضع يبرز الحاجة إلى سياسات اقتصادية واجتماعية تركّز على دعم الأسر وتحسين قدرتها الشرائية، لضمان أن لا تتحول المناسبات السعيدة إلى عبء ثقيل على العائلات السورية.

شارك