ارتفاع غير مسبوق بأسعار اللحوم في دمشق.. ما السبب؟

شارك

جسر – دمشق (نهى قنص)

شهدت أسعار اللحوم الحمراء في دمشق ارتفاعاً غير مسبوق، بعد فتح باب تصدير المواشي إلى دول الخليج، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام من لحم الخاروف البلدي (الهبرة) 200 ألف ليرة سورية، فيما ارتفع سعر كيلو لحم العجل من 80 إلى 130 ألف ليرة، ما جعل اللحوم خارج متناول شريحة واسعة من المواطنين.

وخلال جولة لمراسلة “جسر” في أحد أسواق العاصمة، أوضح القصابون أن الأسعار شهدت ارتفاعاً كبيراً مقارنةً بفترة ما قبل عيد الفطر.

وقال “أبو رامي” أحد القصابين: “قبل العيد كانت الأسعار تتراوح بين 160 – 170 ألف ليرة”، وأشار إلى وجود تفاوت في الأسعار بين المناطق، ففي دوما مثلاً يباع كيلو الهبرة بـ160 ألف ليرة، بينما يتجاوز في دمشق 180 ألفاً.

التصدير وغلاء الأعلاف.. الأسباب الأساسية

أرجع القصاب “أبو محمد” أسباب هذا الارتفاع إلى فتح باب التصدير إلى الخليج، وخاصة إلى السعودية والإمارات، إذ يفضل المستهلكون هناك اللحوم السورية المعروفة بتوازن نسبة الدهن والنكهة الجيدة، وأضاف أن موسم الحج يزيد من الطلب على الأغنام.

وأشار أيضاً إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث وصل سعر كيلو الشعير والنخالة ما بين 1000 إلى 3000 ليرة، ساهم بدوره في رفع تكلفة تربية المواشي وبالتالي أسعار اللحوم.

اللحوم المجمدة.. البديل الأقل تكلفة

في ظل هذا الواقع، بدأت اللحوم المستوردة المجمدة تفرض نفسها كخيار بديل، وأوضح القصاب “سعيد” أن سعر الكيلو منها يتراوح بين 60 إلى 70 ألف ليرة، ما يجعلها أكثر مناسبة للمستهلكين ذوي الدخل المحدود.

وقالت إحدى المتسوقات إنها تعتمد على اللحوم المجمدة لتناسب أسعارها دخلها، مشيرة إلى أن طعمها مقبول مقارنة بسعر اللحم البلدي.

ومع تفاقم الأزمة المعيشية، تراجع استهلاك اللحوم الحمراء إلى أدنى مستوياته، وأعرب العديد من المواطنين عن استيائهم من الأسعار المرتفعة التي جعلت هذه المادة الأساسية شبه غائبة عن موائدهم.

وقال الموظف “سعيد مرهج”: “الرواتب لا تكفي ليومين، واللحمة أصبحت من الكماليات”. فيما اكتفت “أم وائل” بالقول: “صرلي شهرين ما جبت لحمة وما بعرف شو طعمتها”.

ومع اقتراب عيد الأضحى وازدياد الطلب على الأضاحي، يطرح المواطن السوري سؤالاً ملحاً: هل ستتدخل الحكومة لضبط الأسعار؟ أم أن اللحوم الحمراء ستبقى حلماً بعيد المنال في ظل الغلاء المستمر؟

شارك