“البيجمات” و”الأرامل” و”الحلوين”.. كيف حصلت حارات ومعالم دير الزور على أسمائها؟

شارك

جسر – دير الزور (شام الحمود)

تحمل أسماء الحارات والشوارع في مدينة دير الزور قصصًا طريفة وغريبة تعكس تاريخها وسكانها، حيث ترتبط التسميات غالباً بأحداث أو أشخاص، وتتناقلها الأجيال عبر الزمن. في هذا التقرير، نستعرض بعضاً من هذه الحكايات التي لا تزال تشكّل جزءاً من هوية المدينة.

حارة البيجمات.. لباس غريب يتحوّل إلى اسم حي

في حي القصور، تقع حارة البيجمات، التي تعود تسميتها، وفقًا للعم عامر حنيدي، إلى فترة لم تكن بعيدة، حين كان أغلب سكانها من الوافدين الأجانب العاملين في حقول النفط. ونتيجة لاختلاف ثقافتهم، كان هؤلاء العمال يرتدون “البيجامات” بشكل مستمر، وهو أمر لم يكن مألوفاً لدى الأهالي، مما دفع السكان المحليين لإطلاق هذا الاسم على الحارة، الذي لا يزال مستخدماً حتى اليوم.

حارة الأرامل.. اسم يعكس واقعاً قديماً

من الأسماء التي تحمل دلالات اجتماعية واضحة حارة الأرامل، حيث يُقال، وفقًا لروايات أهل الحي، إن هذا الاسم أُطلق بسبب كثرة الأرامل اللواتي كنّ يقطنّ فيه في ذلك الوقت. وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على المدينة، إلا أن التسمية بقيت راسخة في أذهان السكان.

حارة الجمل.. منحوتة غير مكتملة أصبحت علامة بارزة

أما حارة الجمل، فتعود تسميتها إلى عمل فني غير مكتمل، حيث قام شهاب الحمد، أحد سكان الحي، بصنع تمثال لجمل، لكنه لم يُكمله بسبب مغادرته إلى تركيا لأسباب سياسية عام 2011.

يقول محجوب خليل، أحد سكان الحارة السابقين، إن الجمل ظلّ على حاله حتى اليوم، لكن الحارة تبنّت اسمه، وأصبحت تُعرف بـ”حارة الجمل” رغم عدم اكتمال التمثال.

تسميات طريفة للدوارات.. من الأمن إلى “الحلوين”

لم تقتصر التسميات الغريبة على الحارات فحسب، بل شملت أيضًا الدوارات، التي تحوّلت إلى معالم معروفة بين سكان المدينة.

خلال فترة الحصار، كان هناك دوار يُعرف باسم “دوار أبو يحيى”، نسبةً إلى قاسم عبيد، رئيس فرع أمن الدولة، الذي كان مقرّه قريباً منه. لاحقاً، تغيّر اسمه إلى “دوار الحلوين” بسبب قربه من معهد الفرات لطلاب الثانوية، حيث اعتاد الشبان والشابات على التجمع هناك بعد انتهاء دروسهم، مما جعل الاسم يترسّخ بين السكان.

دوار بحرة عفرة.. اسم مرتبط بعائلة رئيس البلدية

يُعرف أيضاً دوار بحرة عفرة بهذا الاسم نسبةً إلى عفراء، والدة رئيس بلدية دير الزور في ثمانينات القرن الماضي. وقد بقيت هذه التسمية مستخدمة حتى اليوم، على الرغم من مرور عقود على ذلك.

التاريخ الشعبي حاضر في ذاكرة المدينة

رغم التغيرات التي شهدتها دير الزور على مر السنين، إلا أن هذه الأسماء بقيت متداولة بين السكان، وأصبحت علامات مميزة للأحياء والطرقات، تعكس الطابع الشعبي والتاريخي لهذه المدينة العريقة.

شارك