جسر – هبة الشوباش
بعد توقف دام لأكثر من خمس سنوات، أعاد ممرضون متطوعون افتتاح مركز كفرنبودة الصحي في ريف حماه، ليعود مجدداً إلى تقديم خدماته الطبية لسكان البلدة والقرى المجاورة، ويأتي ذلك في ظل تحديات كبيرة، أبرزها نقص المعدات الطبية والأدوية، وضعف التمويل، وقلة الكوادر الصحية، ما يجعل استمرار العمل في المركز يعتمد بشكل أساسي على جهود المتطوعين والدعم المحلي.
وتعرض مركز كفرنبودة الصحي في ريف حماه للدمار نتيجة القصف الذي استهدف البلدة قبل سقوط النظام، حيث ألقت قواته البراميل المتفجرة وقصفت المنطقة بالصواريخ، مما أثر بشكل كبير على البنية التحتية والقطاع الصحي، وزاد من معاناة السكان القاطنين فيها.
وتحدث الممرض أحمد يوسف، وهو أحد الممرضين المتطوعين في إعادة فتح المركز، عن التحديات التي يواجهها، والتي تشمل، نقص الإمكانيات والمستلزمات الصحية، حيث يعاني المركز من قلة المعدات الطبية والأدوية الأساسية، ما يحد من قدرته على تقديم الرعاية الصحية اللازمة، والاعتماد على العمل التطوعي، إذ يعتمد المركز بشكل كبير على جهود المتطوعين، مما يجعل استمرارية العمل تحدياً في ظل نقص الكوادر الطبية، وأيضاً البنية التحتية المتضررة، بالإضافة إلى قلة الكوادر الطبية المؤهلة ونقص التمويل اللازم لتشغيل المركز بكامل طاقته، إضافة إلى صعوبة توفير الإمدادات الطبية، ما يشكل عائقاً أمام تقديم الخدمات الصحية بشكل منتظم.
تحدث خالد العبد الله، أحد أهالي كفر نبودة، عن الخدمات التي يقدمها المركز، وهي الرعاية الصحية الأولية، مثل الفحوصات الطبية العامة ومتابعة الأمراض المزمنة، كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وتقديم خدمات الطوارئ للحالات العاجلة بجهود المتطوعين، ولكن نظراً لنقص المعدات الصحية والأطباء المتخصصين، يتم تضميد الحالات المصابة وإرسالها إلى مشفى السقيلبية لتلقي العلاج اللازم.
ويناشد أهالي كفر نبودة في ريف حماه الجهات المختصة لإرسال المعدات الطبية، والكوادر الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية، حيث يخدم المركز القرى المجاورة أيضاً، وهو يحتاج إلى دعم حكومي ليتمكن من خدمة الناس.
أثر الصراع في سوريا بشكل كبير على قطاع الصحة، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية الصحية ونقص الأدوات الطبية، وانتشار الأمراض بسبب غياب الخدمات الصحية المناسبة، كما أن هجرة الكوادر الطبية، خصوصاً في الفترة الأخيرة لحكم النظام البائد، وبعد مغادرة العديد من الأطباء والممرضين البلاد، ازداد الضغط على المنظومة الصحية المتبقية، ما يتطلب جهوداً دولية ومحلية لإعادة بناء النظام الصحي، وتوفير الدعم للسكان في المناطق التي تضررت بشدة، مثل كفر نبوذة والقرى المحيطة بها.