جسر – عبد الله الحمد
لطالما كانت المساجد رمزاً للحياة الدينية والاجتماعية في سوريا، ومنها انطلقت المظاهرات مع بداية الثورة السورية، مما جعلها هدفاً للنظام الذي دمر العديد منها في محاولة لقمع الحراك الشعبي. واليوم، بعد انتصار الثورة، تعود الحياة الدينية للازدهار من جديد، ويستعد السوريون لاستقبال شهر رمضان المبارك بروح جديدة، مستعيدين أجواء العبادة بحرية وأمان واعتدال تميزوا به.
تدمير المساجد خلال الثورة السورية
مع انطلاق الثورة، استخدمت المساجد كنقاط تجمع للمظاهرات، ما دفع النظام إلى استهدافها بالاعتقالات والتدمير الممنهج. وقد وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدمير أكثر من 1450 مسجداً بشكل كلي، من بينها مسجد خالد بن الوليد في حمص ومسجد بني أمية في حلب الذي تعرض لهدم منبره ومئذنته التاريخية، إضافة إلى مسجد بلال الذي لم يتبقَ منه سوى قبته.
إطلاق حملة “بيت الله منزلنا”
استعداداً لشهر رمضان المبارك، أعلنت وزارة الأوقاف السورية أن الأول من شهر آذار هو بداية شهر الصيام، وأطلق المتحدث باسم الوزارة، أحمد الحلاق، حملة “بيت الله منزلنا” في جميع المساجد السورية، بهدف تنظيف وصيانة المساجد، وتجهيزها لاستقبال المصلين، وذلك من خلال:
– ترتيب المصاحف والتأكد من جاهزية الإذاعة والصوتيات.
– صيانة الإنارة والكهرباء ومصادر المياه.
– توفير الخدمات الأساسية لضمان راحة المصلين.
أهمية الحملة
أكد أحمد الحلاق أن الحملة تأتي في إطار التأكيد على قدسية بيوت الله وأهمية العناية بها، مشيراً إلى أن نظافة المساجد مسؤولية الجميع، وهي عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله.
كما عبّر الحلاق عن أسفه لعدم شمول آلاف المساجد المدمرة بالحملة بسبب الدمار الذي لحق بها جراء ممارسات النظام البائد، لكنه وعد ببذل الجهود اللازمة لإعادة ترميمها وفتحها للمصلين في أقرب وقت ممكن.
فرحة السوريين بشهر رمضان بعد سقوط النظام
مع قدوم شهر رمضان هذا العام، يعيش السوريون أجواءً مختلفة تماماً عن السنوات الماضية، حيث باتوا قادرين على تأدية شعائرهم الدينية بحرية تامة، وإحياء ليلة القدر دون خوف من الاعتقالات أو المضايقات الأمنية.
ودعت وزارة الأوقاف جميع الأهالي ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في الحملة، لتوفير بيئة نظيفة ومهيأة للمصلين خلال هذا الشهر الفضيل، الذي يحمل طعم النصر والحرية بعد سنوات من القمع والمعاناة.