جسر – دمشق (نهى قنص)
بالرغم من التحديات التي واجهها الإعلام السوري منذ سقوط النظام البائد، تسعى الحكومة السورية الجديدة وضمن خطة شاملة لإعادة إحياء المنظومة الإعلامية الوطنية، متجاوزة العقوبات والقيود التي أعاقت البث الرسمي.
مدير العلاقات العامة بوزارة الإعلام، علي الرفاعي، أكد أن “العقوبات الجائرة على قطاع الإعلام غير المبررة قد حرمت المؤسسات الإعلامية السورية من تطوير بنيتها التحتية، حيث منعت استيراد المعدات التقنية الحديثة، وعرقلت البث عبر الأقمار الصناعية الدولية، ورغم ذلك، تمكنت الكوادر الوطنية الجديدة من إعادة تأهيل جزء كبير من الأجهزة القديمة، والعمل على إنتاج محتوى إعلامي يليق بالجمهور السوري الحر”.
انطلاق قريب للإخبارية السورية
بينما تتواصل الجهود لإعادة بناء قطاع الإعلام الحيوي، تبرز قناة “الإخبارية السورية” كمثال على إرادة التجديد، حيث انطلقت منذ بداية شهر آذار الحالي في بث تجريبي، وتم تجهيزها بأحدث المعدات المتوفرة محلياً، متغلبة على العقبات التقنية والسياسية التي فرضتها الظروف الراهنة.
الإعلامية ميساء الجردي، العاملة في القناة الإخبارية السورية، أكدت لـ “جسر” أن انطلاق القناة في هذه المرحلة التي تعيشها سوريا ضروري جداً، لأن غياب الإعلام الرسمي كمصدر أساسي للمعلومات سبب فراغاً إعلامياً كبيراً، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأخبار المضللة والمتناقضة التي تثير البلبلة والتشويش على حياة المواطنين، وتؤدي بالتالي إلى اضطراب المشهد العام.
بدوره، شدد الصحفي مجد محمد على ضرورة وجود مصدر موثوق للأخبار أمام المواطنين الباحثين عن المعلومة الصحيحة، موضحاً أن سوريا اليوم تمر بمرحلة حساسة وتتطلب الوضوح والمصداقية.
وبشعار جديد، تُبث الإخبارية السورية الآن بشكل يومي تحت الهواء، حيث سيتم الإعلان عن انطلاقتها قريباً.
وسائل التواصل الاجتماعي.. هي المصدر
بسبب غياب الإعلام المحلي السوري، فُتح المجال أمام وسائل إعلام بديلة ومنصات وصانعي محتوى تبنوا روايات متضاربة، ما زاد في انتشار الأخبار الكاذبة وتأجيج التوتر في بعض المناطق.
المواطن أبو سعيد قال: “بسمع من أكتر من جهة، وبيوصلني فيديوهات عالفيس وعالواتس.. والأخبار متضاربة.. نحاول متابعة صفحات نوعاً ما موثوقة”.
أما محمد، الموظف في مديرية تموين دمشق والذي يسكن في دمشق بينما تعيش عائلته في حلب، فقد بيّن أن والده ما إن يسمع أي خبر على الفيسبوك حتى يتصل به، ولا يطمئن قلبه إلا بعد أن يسمع صوته ويتأكد من زيف المعلومات أو ضخامتها.
ومنذ اللحظة الأولى لسقوط النظام البائد في 8 من كانون الأول 2024، توقف التلفزيون السوري والقنوات المرتبطة به عن البث، ما جعل الساحة الإعلامية مفتوحة لنشاط صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ومؤثريها، حتى بات الإعلام رهينة بيد هؤلاء، والضحية الأولى والأخيرة هي الحقيقة.