جسر – دمشق (عبد الله الحمد)
يُعدّ مستشفى المواساة الجامعي بدمشق من أكبر المراكز العلمية والتعليمية والخدمية الجامعية، حيث يقدم الرعاية الصحية والخدمات الطبية بتقنيات متقدمة، ويضم 36 شعبة طبية تخصصية، وبعد انتصار الثورة السورية، شهد المشفى تحسناً ملحوظاً، حيث تم توفير جزء من البنية اللوجستية للأقسام المختلفة، بالإضافة إلى تغيير الأطر الإدارية، ما أسهم في استعادة عافيته وتقديم الخدمات الطبية وفق معايير عالية.
وصرّح المدير العام لمستشفى المواساة الجامعي، الأستاذ الدكتور أمين سليمان، قائلاً: “بدأنا العمل أولاً بترتيب البنية الإدارية وإعادة توزيع المسؤوليات، مما ساهم في تشكيل فريق متجانس يعمل بتناغم، وأدى ذلك إلى تحسين الخدمة الطبية والخدمة التعليمية، كون المستشفى يُعد صرحاً تعليمياً أيضاً”.
مشروع “أمل” الإغاثي السعودي في المشفى
ضمن حملة مشروع “أمل” الإغاثية برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وصل الفريق الطبي السعودي إلى الهيئة العامة لمستشفى المواساة الجامعي للعمل على برنامجه التطوعي الجراحي.
وأكد الدكتور زهير قراط، مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة، أن تنفيذ البرنامج بدأ أيضاً في مشفى البيروني، حيث يشمل تقديم خدمات علاجية لنحو 50 طفلاً، بالإضافة إلى تأمين جرعات العلاج الكيميائي لمدة ثلاثة أشهر، وإجراء بعض العمليات الخاصة بجراحة الأورام.
ويتضمن برنامج حملة مشروع “أمل” الإغاثية ما يلي:
– جراحة العظام وتبديل المفاصل للأطفال والبالغين.
– استئصال أورام الأطفال.
– زراعة القوقعة (الحلزون) للأطفال.
وكشف رئيس الوفد السعودي، الدكتور علي القرني، أن تنفيذ البرنامج سيتطلب أكثر من 218 ألف ساعة عمل تطوعي، بمشاركة أكثر من 100 متطوع ومتطوعة، وسيستمر حتى نهاية عام 2025. كما يشمل الجانب الطبي والخدمي والتدريب والتأهيل، ويمتد ليشمل جميع التخصصات الطبية.
ومنذ وصوله، أجرى الفريق الطبي السعودي 15 عملية زراعة قوقعة (حلزون) لأطفال فاقدي السمع، وأوضح مدير عام الهيئة، الدكتور أمين سليمان، أن الفريق سيجري 31 عملية أخرى خلال عشرة أيام لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، مشيراً إلى أن هذه العمليات تندرج ضمن المشاريع الطبية التطوعية، حيث تتراوح تكلفة العملية الواحدة بين 12 و15 ألف دولار.
قسم غسيل الكلى
رغم مشقة السفر، تزور السيدة “ه. ج” مستشفى المواساة الجامعي، قاطعة مسافة 35 كيلومتراً للحصول على جلسة أسبوعية في قسم غسيل الكلى. وأكدت في حديثها لـ “جسر” أنها لاحظت فرقاً كبيراً في الخدمات بعد انتصار الثورة، خاصة من حيث النظافة والاهتمام والكادر الطبي، مشيدة بالمستوى الممتاز للعاملين في القسم.
أما الشاب محمد، الذي يأتي من أقصى الريف الشمالي بمحافظة ريف دمشق، فقد أعرب عن ارتياحه لحسن المعاملة في العهد الجديد، مشيراً إلى التحسن الكبير في حجز الأدوار وتوفير المواد الدوائية. وأكد أن هذه الخدمات كانت متاحة سابقاً، ولكن مقابل دفع الرشاوى، أما اليوم فقد اختفت هذه الظاهرة تماماً.
قسم الإسعاف
من جهتها، قالت أم رامي، التي أسعفت ابنها إلى المستشفى قبل أيام: “لا يوجد ازدحام أبداً، ابني كسرت يده، وقاموا بعمل صورة للكسر وتجبيره، وقدموا كل العناية الممكنة لحالته”، مشيدةً بحسن معاملة الكادر الطبي.
وأكدت السيدة أم حسن أنها لاقت معاملة حسنة واستقبالاً جيداً، كما تم تسهيل الإجراءات أثناء تواجدها في قسم الإسعاف مع زوجها الذي تعرض لحادث سير، لافتة إلى اختفاء ظاهرة الرشاوى والمحسوبيات التي كانت شائعة سابقاً.
التطلعات المستقبلية لمستشفى المواساة
يسعى مستشفى المواساة بدمشق إلى توفير الخدمات التدريسية والتدريبية لطلاب كلية الطب بجامعة دمشق، بالإضافة إلى طلاب الكليات الطبية الأخرى، وطلاب التمريض والمعاهد المتوسطة الطبية. كما يعمل على تهيئة الأطر التخصصية للجهات العامة، ويطمح إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات والمنظمات الصحية والعلمية الوطنية والعربية والدولية، بهدف تطوير العمل والمساهمة في التقدم العلمي.
ويأمل الأهالي في استمرار التحسينات في الواقع الطبي لمستشفى المواساة الجامعي، بعد أن أنهكه الفساد والرشوة والمحسوبيات والإهمال في زمن النظام البائد.