جسر – هبة الشوباش
أطلق مجموعة من الشباب السوريين المقيمين في السويد، مبادرة “سوريّو السويد”، التي تهدف إلى توظيف خبراتهم ومعارفهم وتجاربهم المكتسبة في المهجر لصالح النهوض بسوريا، من خلال تطوير مشاريع متنوعة في مجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والطاقة والبنى التحتية، وذلك بهدف نقل أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة التي تم اعتمادها في السويد إلى الداخل السوري.
الهدف من المبادرة: رؤية نحو سوريا حديثة
في حديثه عن أهداف المبادرة، أوضح إياد شهاب، عضو المجلس التأسيسي الإداري، أن فكرة المبادرة وُلدت منذ اليوم الثاني لسقوط النظام، حيث كان الهدف الأساسي من تأسيسها هو “الاستفادة من الخبرات المكتسبة في السويد، ليس فقط على المستوى الفردي، بل من خلال خلق جسور تواصل بين المجتمع المضيف في السويد والمجتمع السوري، مما يمكن أن يسهم بشكل فعال في نقل المعرفة وتحقيق نهضة حقيقية لسوريا الحديثة”.
أما الصيدلانية إيلين حنون، فقد أكدت أن الغاية الأساسية من المبادرة تتمثل في “جمع الكفاءات السورية المتميزة التي استطاعت أن تحقق نجاحات في مجالات متعددة في السويد، والاستفادة من هذه النجاحات في مختلف القطاعات داخل سوريا، سواء في المجال الطبي أو المعلوماتي أو الهندسي أو الاقتصادي، وذلك من خلال تقديم حلول عملية تسهم في بناء سوريا بطريقة مستدامة تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة”.
الخدمات التي يمكن تقديمها: التكنولوجيا كأداة للتنمية
أوضح عثمان عثمان، نائب رئيس اللجنة المعلوماتية، أن المبادرة تسعى لتقديم مجموعة من الخدمات الإلكترونية المتطورة، التي شهدت السويد قفزة نوعية في استخدامها، حيث يمكن تطبيقها في مجالات الصحة والتعليم والخدمات الحكومية.
وأشار إلى أن “هذه الخدمات يمكن أن تسهم في تسهيل حياة المواطنين السوريين في المستقبل.. هناك إمكانية كبيرة لنقل تجربة الهوية الرقمية إلى سوريا، وهي تقنية حديثة تتيح للمواطنين الوصول إلى الخدمات الحكومية وإصدار الأوراق الرسمية مباشرة عبر الهاتف المحمول، مما سيقلل من البيروقراطية ويسهم في تحسين جودة الخدمات العامة”.
إعادة بناء قطاع الطاقة: مشاريع طموحة لحل الأزمة
من جانبه، تحدث خالد أندرون، نائب رئيس اللجنة الهندسية، عن الجهود المبذولة ضمن المبادرة في إعادة بناء قطاع الطاقة الذي يعاني من تحديات هائلة، موضحاً أن “الفريق يعمل على إعداد مشاريع مدروسة تهدف إلى إيجاد حلول مستدامة لأزمة الطاقة، التي تعد واحدة من أكبر العقبات التي تواجه عملية إعادة الإعمار في سوريا”.
مشاريع تقنية لتعزيز التواصل والخدمات الحكومية
من بين الكفاءات المشاركة في المبادرة، قدمت فاطمة تاجو، رئيسة اللجنة المعلوماتية، فكرة “بنك آي دي”، وهي خدمة إلكترونية متطورة تمنح المواطن صلاحية الوصول إلى ملفاته الشخصية داخل الدوائر الحكومية والمستشفيات والمؤسسات الرسمية، مما يسهم في تسهيل الإجراءات الرسمية وتعزيز الشفافية، إلا أن تطبيق مثل هذه التقنيات يتطلب إحصائيات دقيقة للمواطنين لضمان كفاءة النظام.
وفي سياق مشابه، أشار المعتصم بالله الشيخ أمين، وهو مهندس معلوماتية يعمل ضمن منصة “صحّح”، إلى أن هذه المنصة يمكن أن تشكل أداة فعالة للتواصل بين المواطنين والحكومة، حيث تتيح إمكانية تقديم الشكاوى وإيصال صوت المجتمع المدني إلى الجهات المسؤولة، الأمر الذي يمكن أن يسهم في تحسين الخدمات الحكومية وتلبية احتياجات المواطنين بشكل أكثر كفاءة وشفافية.
الإيمان بالكفاءات السورية سبيلٌ لإعادة الإعمار
بعد سقوط النظام، برز اهتمام كبير لدى الشباب السوريين في الخارج بضرورة المساهمة في إعادة إعمار بلدهم، حيث بدأت تتشكل مبادرات تهدف إلى نقل المعرفة والخبرات والتجارب من المهجر إلى الداخل السوري، الأمر الذي يمكن أن ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز المهارات، وجذب المشاريع الاستثمارية، وخلق بيئة أعمال قادرة على استيعاب الكفاءات المحلية والخارجية.
واليوم، يثبت الشباب السوري المغترب أن لديهم إمكانات هائلة يمكن استغلالها في عملية إعادة الإعمار، مما يستدعي ضرورة الإيمان بقدرتهم ودعمهم، لضمان توظيف طاقاتهم وخبراتهم في بناء مستقبل جديد لسوريا، قائم على المعرفة، والابتكار، والتنمية المستدامة.