مبادرة شبابية مجتمعية في طرطوس لتنظيم المرور بالتعاون مع الشرطة

شارك

جسر – طرطوس (نهى قنص)

بالتعاون والتنسيق مع قيادة شرطة محافظة طرطوس، انطلقت مبادرة لتنظيم السير في المدينة بمشاركة 16 متطوعاً من فعاليات المجتمع المحلي.

وقال مطلق المبادرة المحامي غيث بجود، لصحيفة “جسر”، إنها طُرحت منذ ثلاثة أسابيع على الجهات المسؤولة وجمعيات وأفراد المجتمع المدني، وسرعان ما لاقت ترحيباً واسعاً، مما أدى إلى التنسيق مع قيادة الشرطة وانطلاقها بشكل رسمي.

وأوضح بجود أن “الجمعيات المبادرة ساهمت بشكل فعال في دعم هذه الخطوة، حيث بلغ عدد المتطوعين 16 شخصاً من مختلف الفئات العمرية، وقد تم تزويدهم بالتعليمات اللازمة وتوزيعهم على الشوارع الرئيسية والدوارات، تحديداً في أوقات الذروة من الثانية عشرة حتى الثالثة ظهراً، بهدف تسهيل حركة المركبات والمشاة برفقة رجال شرطة المرور”.

وأشار بجود إلى أن باب التطوع ما زال مفتوحاً لجميع الأفراد والجمعيات، مؤكداً أن “المبادرة مستمرة وتهدف إلى توظيف طاقات الشباب بما يعكس الطابع الاجتماعي للمحافظة، وذلك بالتعاون مع كافة الفئات المجتمعية”.

وأضاف أن “البلد لجميع أبنائه السوريين، وواجبنا هو مساعدة القيادة والشعب لتحقيق التنمية والاستقرار”.

وشملت المبادرة جوانب أخرى مثل دهن الأرصفة، والرسم على الجدران، وحملات النظافة التي تمت بالتنسيق مع الجهات المسؤولة من الدفاع المدني والبلدية، حيث لوحظ اهتمام كبير بنظافة الشوارع والتزام السكان برمي القمامة وفق المواعيد المحددة، بمساهمة لجان الأحياء التي حفزت الأفراد للمشاركة في تحسين بيئتهم.

وأكد بجود أن أهمية التطوع تكمن في تحويل “الأقوال إلى أفعال”، مشيراً إلى أن طاقات الشباب السوري أصبحت موظفة بطريقة إيجابية مقارنة بدول الجوار، معبراً عن فخره بقدرة الشباب على تحقيق الإنجازات بصدق وإخلاص.

وأعرب المتطوعون عن سعادتهم بالمشاركة في هذه المبادرة التي تعكس الوعي والمسؤولية تجاه الوطن، مؤكدين أن بناء سوريا لا يتم إلا بسواعد أبنائها.

من جهتهم، أشاد المواطنون بالمبادرة، حيث قالت الموظفة فرح إنها “تعكس روح التعاون وتبعث على الاطمئنان بمستقبل مشرق لسوريا بتعاضد جميع فئات المجتمع”، بينما دعا السائق لطفي زين الدين إلى “تعميم التجربة على جميع المحافظات نظراً لدورها في تعزيز دور الشباب في بناء الوطن”.

أما الطالبة هيا العلي، فقد اعتبرت أن “المبادرة وحدت المجتمع وجملت المشهد وعززت الأمن والسلامة المرورية للجميع، مؤكدة أن التكاتف والتعاون هو السبيل للمضي قدماً بسوريا الموحدة|.

وفي السياق ذاته، أشار الموظف سعيد ناصر إلى أن “إشراك الشباب في الأعمال التطوعية جنباً إلى جنب مع المجتمع المحلي يعد دليلاً على تعزيز التشاركية بين المواطنين والمؤسسات الرسمية لتحقيق الأمان والسلامة المرورية”.

تؤكد هذه المبادرة بحسب ما أكد جميع المشاركين فيها، أن العمل الجماعي والتطوعي هو السبيل الأمثل للنهوض بالمجتمع وتعزيز قيم التعاون والانتماء، فمن خلال مشاركة مختلف الفئات، تثبت طرطوس أن التكافل بين المواطنين والجهات الرسمية يمكن أن يحدث فرقاً إيجابياً في حياة الناس، مما يمهد الطريق لمزيد من المبادرات التي تساهم في تطوير المدن السورية وإرساء مستقبل أكثر إشراقاً للجميع.

شارك