جسر – هبة الشوباش
في خطوة مهمة لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار في سوريا، أعلنت شبكة الآغا خان للتنمية في مؤتمر بروكسل للمانحين 2025، عن تخصيص 100 مليون دولار خلال العامين المقبلين، بهدف تحسين قطاعات حيوية مثل الصحة، والتعليم، والطاقة المتجددة، وتعزيز الأمن الغذائي.
مشاريع جاهزة للانطلاق في سوريا
صرّح غطفان عجوب، المدير المقيم بشبكة آغا خان للتنمية في سوريا، أنه خلال حكم النظام السابق كان من غير المسموح بالعمل التعاوني، خاصةً في القطاع الزراعي، مشيراً إلى أن “هناك مشاريع جاهزة وهي بحاجة فقط للانطلاق.. وسيتم البدء بجميع المحافظات، خاصةً المنهكة منها، حيث سيتم البدء من إدلب، ثم الاتجاه نحو المنطقة الساحلية والمنطقة الشرقية”.
كما أشار عجوب إلى أنه بالأصل كان هناك عدة مشاريع للتعاونيات الزراعية في ست محافظات، وهي: ريف حلب، ريف حمص، ريف دمشق، ريف حماة، السويداء، وطرطوس، واليوم سيتم تفعيلها بشكل أكبر.
كما نوه بتعزيز دور مصرف التمويل الصغير، بالإضافة إلى التركيز على عدة مجالات، في مقدمتها التعليم، حيث يتم العمل على تحسين جودته من خلال بناء المدارس، وتدريب المعلمين، وتطوير المناهج، وتقديم المنح الدراسية.
إلى جانب ذلك، ستركز الشبكة أيضاً على الصحة، حيث قدمت وستقدم المزيد من الخدمات الصحية المتكاملة التي تشمل المستشفيات، ومراكز الصحة، ودعم البرامج الوقائية، والتوعية الصحية، كما سيتم التوجه نحو الطاقة المتجددة وتوفير حلول الطاقة المستدامة مثل تطوير مشاريع الطاقة الشمسية والترويج لاستخدام الوقود النظيف.
وأضاف عجوب: “نسعى أيضاً لتطوير القطاعات الثقافية، وترميم المواقع التاريخية والثقافية للحفاظ على التراث الثقافي، إضافةً إلى دعم المشروعات الصغيرة وتوفير فرص عمل لتحسين مستوى دخل المواطن السوري”.
التأثيرات الإيجابية لهذه المشاريع
تحدث المحلل الاقتصادي هيثم النمر عن التأثيرات الإيجابية لهذه المساعدات، من حيث خلق فرص عمل، إذ إن المشاريع والاستثمار في البنية التحتية المحلية يساعدان في توليد فرص عمل جديدة، مما يعزز الدخل المحلي ويحرك عجلة الاقتصاد، كما أن تحسين الخدمات الصحية والتعليمية يساهم بشكل مباشر في رفع مستوى المعيشة من خلال تحسين الرعاية الصحية وزيادة فرص التعليم، حيث تحتاج سوريا اليوم إلى إعادة هيكلة شاملة.
وأشار النمر إلى أن “هذه المساعدات تمكن المواطن السوري من الاعتماد على نفسه، من خلال توفير المعرفة، والتدريب، والمواد اللازمة لتحسين سبل عيشه، سواء عبر الزراعة أو المشاريع الصغيرة”.
وأوضح النمر أن “هذه المساعدات تساهم أيضاً في الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال ترميم المواقع التراثية والثقافية، كما أن دعم شبكة آغا خان للقطاع السياحي ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي، مما يزيد من دخل القطع الأجنبي الذي تحتاجه الدولة السورية بشدة في هذه المرحلة”.
دور شبكة آغا خان في دعم سوريا
تلعب شبكة الآغا خان للتنمية دوراً مهماً في دعم سوريا، حيث تركز جهودها على التصدي للأزمة الإنسانية، وتحقيق التنمية المستدامة، من خلال دعم مجموعة واسعة من المشاريع التي تهدف إلى تحسين نوعية الحياة.
وبالتعاون مع الحكومة، سيتم التركيز على مشاريع طويلة الأجل مثل التعليم والبنية التحتية، مما يعزز تأثير المساعدات على المدى البعيد.