جسر – حمص (عبد الله الحمد)
يهدف المعهد التقاني للصناعات التطبيقية في حمص إلى تأهيل فنيين بمهارات وخبرات نظرية وعملية، تمكنهم من أداء المهام الموكلة إليهم في سوق العمل والمساهمة في تطوير القطاعين الصناعي والهندسي، وينفذ المعهد خطته الإستراتيجية لتنمية الموارد البشرية في القطاع الصناعي بإشراف وزارة الصناعة، والمجلس الأعلى للتعليم التقاني في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف خلق عمالة مؤهلة قادرة على رفع الإنتاجية وتعزيز المنافسة محلياً وعالمياً.
أوضحت مديرة المعهد، الدكتورة ميادة الأحمد لصحيفة “جسر”، أن المعهد يضم أربعة أقسام: الصناعات الكيميائية والغذائية، والإنتاج والآليات، والإلكترون، والكهرباء.
وقد استقبل هذا العام نحو 1500 طالب وطالبة، أي بزيادة الضعفين عن طاقته الاستيعابية، مما شكل ضغطاً كبيراً على العملية التدريسية والتدريبية، وأكدت الأحمد أن إدارة المعهد تعمل على تحديث المخابر، واتباع أحدث النظم الرقمية، إضافة إلى تطوير المناهج الدراسية.
كشفت مديرة المعهد أن أبرز التحديات التي تواجه الإدارة والطلبة هي عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيل المخابر والمعدات، بالإضافة إلى عدم توفير المازوت كبديل لتشغيل المولدات. كما شددت على أهمية تطوير وتأهيل الكوادر التدريسية، من مهندسين وفنيين ومعلمي حرف، إلى جانب ضرورة انخراط الطلبة في المصانع والورشات الإنتاجية خلال فترة دراستهم، مما ينعكس إيجاباً على خبراتهم العملية.
وذكرت المهندسة ديمة حسن، رئيسة قسم الصناعات الغذائية، أن “المعهد يعمل على إعداد خطتين حديثتين، إحداهما نظرية تدريسية، والأخرى تدريبية عملية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية للطلاب إلى المنشآت الصناعية لتعزيز مهاراتهم”، كما أكدت على ضرورة صيانة الأجهزة المتضررة واستثمارها في التدريب والإنتاج.
بدورها، أشارت هيام الناصر، المدرسة في مخبر قسم الكهرباء، إلى أن “قلة المواد اللازمة للتجارب مع تزايد أعداد الطلبة تعدّ من أبرز المشكلات”، مقترحة إضافة اختصاص الطاقة الشمسية لمواكبة الحاجة المتزايدة لهذا المجال.
أما ناصح الجرف، معلم الحرفة في قسم الإلكترون والكهرباء، أوضح أن “الطلاب يتدربون على دارات التيار المتناوب والمستمر وفق برامج متطورة تُطبق في دول متقدمة”، مشيراً إلى أن “ما يميز المعهد هو اعتماده على التجربة العملية في استنتاج القوانين العلمية”.
من جانبه، بيّن المهندس عصام العجي، المدرس في مخبر الآلات الكهربائية والدارات، أن “التدريب في المخبر يقتصر على لف المحركات ودارات التحكم وفقاً للمناهج الجامعية المحدثة”.
وفي قسم الكيمياء، أكدت المهندسة إشراق وسوف أن “غلاء المواد وقلة توفرها يشكلان تحدياً أمام تنفيذ التجارب العملية، خصوصاً مع الأعداد الكبيرة للطلاب”.
وتأسس المعهد التقاني للصناعات التطبيقية في حمص عام 1974، وخضع لتعديلات على اختصاصاته وتسميته، كان آخرها عام 2009. يتبع المعهد إدارياً وتنظيمياً لوزارة الصناعة، بينما يخضع علمياً وتعليمياً لإشراف وزارة التعليم العالي. مدة الدراسة فيه سنتان، يحصل بعدها الطالب على دبلوم تقاني في اختصاصه.