جسر – السويداء (تيماء مسعود)
يقدم فيلم “نقاب الروح” معالجة جريئة ومكثفة لإحدى أبشع الجرائم الإنسانية في العالم، وهي تجارة الأعضاء غير الشرعية، وخاصة استغلال الأطفال تحت غطاء الأعمال الخيرية. الفيلم، الذي أخرجه وكتبه علاء الصحناوي، حصد 18 جائزة عالمية وشارك في أكثر من 50 مهرجاناً دولياً.
رغم النجاح الكبير للفيلم في المحافل السينمائية الدولية، إلا أنه لم يُعرض في سوريا بسبب القيود التي فرضها نظام الأسد المخلوع. لكن مؤخراً، تمت أولى العروض الرسمية للفيلم داخل البلاد، حيث عُرض في المركز الثقافي بالسويداء والمركز الثقافي العربي بصلخد، على أن ينطلق عرضه قريباً في جميع المحافظات السورية، بدءاً من دمشق.
فريق العمل.. أسماء بارزة في السينما السورية
الفيلم من تأليف وإخراج علاء الصحناوي، وهو مخرج سينمائي وتلفزيوني من محافظة السويداء، وقام ببطولته نخبة من نجوم الدراما السورية، منهم: وائل شرف، رواد عليو، جوان الخضر، هيا مرعشلي، مريم علي، وقمر مرتضى.
في تصريح خاص لصحيفة “جسر”، قال المخرج علاء الصحناوي: “السينما مرآة الشعوب، ورغم كونها صناعة ترفيهية في جوهرها، فإنها تمتلك دوراً محورياً في طرح القضايا الإنسانية وكشف الحقائق. مهمتنا كصنّاع أفلام ليست إيجاد الحلول، بل تسليط الضوء على المشاكل وتحفيز الرأي العام للتحرك”.
وأضاف أن “فيلم نقاب الروح يتناول واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وهي تجارة الأعضاء غير الشرعية، لا سيما استغلال الأطفال تحت غطاء الجمعيات الخيرية. سوريا، خلال حكم النظام السابق، كانت مسرحاً لهذه الجرائم، حيث تم استغلال الأطفال بطرق مروعة، من خلال شبكات مرتبطة بمافيات دولية لتهريب الأعضاء البشرية.. هذه التجارة القذرة تزدهر في الدول التي تعاني من الفوضى والحروب، حيث يكون القانون غائباً أو مغيباً”.
وختم الصحناوي حديثه قائلاً: “في كل مهرجان عالمي شاركت به، كنت أردد هذه الجملة: إذا كان شغف السينما يجمعنا، فإن الإنسانية توحدنا رغم اختلافاتنا.”
صدى الفيلم بين صناع السينما والجمهور
المخرج وليد قرعوني وصفه بأنه انعكاس واقعي للجرائم الممنهجة التي حدثت خلال فترة النظام المخلوع، وقال: “عصابات الخطف والاتجار بالأعضاء موجودة في مختلف أنحاء العالم، لكن في سوريا كان القانون غائباً تماماً عن هذه الجرائم، وما زالت تحدث حتى اليوم. الفيلم طرح قضايا تم إخفاؤها طويلاً، وتحدث بلغة تخاطب الضمير الإنساني، ولولا قيمته الفنية والإنسانية لما حصل على 18 جائزة عالمية.”
أما ميس، وهي إحدى الحاضرات في عرض الفيلم، فقد علّقت قائلة: “الفيلم كشف لنا فظائع ارتُكبت بحق الأطفال، وذكّرنا بجرائم طالت النساء والشباب أيضاً، لكن لم يكن أحد يجرؤ على الحديث عنها سابقاً. إنه عمل قوي ومؤثر.”
جوائز عالمية ومشاركة في أهم المهرجانات الدولية
حصل فيلم “نقاب الروح” على 18 جائزة سينمائية عالمية، من بينها:
– جائزة أفضل سيناريو وأفضل إخراج في مهرجان لاس فيغاس السينمائي الدولي – الولايات المتحدة.
– جائزة أفضل فيلم في مهرجان بانكوك السينمائي الدولي – تايلاند.
– جائزة أفضل مخرج في مهرجان أمستردام السينمائي الدولي – هولندا.
– جائزة لجنة التحكيم لأفضل مخرج في مهرجان لوس أنجلوس السينمائي الدولي – الولايات المتحدة.
السينما.. رسالة تتجاوز الترفيه
يؤكد صناع الفيلم على أهمية دعم السينما عربياً، حيث أضاف قرعوني: “السينما هي مرآة الروح، تنقل أفكارنا ومشاعرنا إلى العالم. من الضروري دعم هذا الفن إنتاجياً ليبقى حاضراً بقوة في عالمنا العربي، وليكون قادراً على طرح القضايا المصيرية بحرفية عالية”.
“نقاب الروح” مثال على قوة السينما كأداة لكشف الحقائق ورفع الوعي حول قضايا تمس الإنسانية بأسرها، وهو ليس مجرد فيلم، بل شهادة سينمائية على جرائم ظلت تُرتكب في الخفاء لسنوات طويلة.