جسر – نهى قنص
أعلنت لجنة جراحة الأطفال عن انطلاق الورشة الثالثة من مبادرة “من الشمال إلى الجنوب.. قلوبنا تنبض من أجل أطفالنا”، والتي تأتي ضمن سلسلة محاضرات تهدف إلى تعزيز التعليم والتدريب الطبي، بالتعاون مع وزارة الصحة.
وأقيمت المحاضرة العلمية في مشفى الأطفال بحلب، تحت عنوان “انغلاف الأمعاء لدى الأطفال”، وتناولت أساسيات “الديناميكا البولية لدى الأطفال”، وقدّمها الدكتور أسامة العمر، الطبيب المختص في الجراحة البولية للأطفال ورئيس جراحة الأطفال في جامعة ولاية غرب فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتأتي هذه الورشة بالتوازي مع إجراء عمليات جراحية نوعية، دعماً للواقع الطبي للأطفال في البلاد، وذلك في إطار المبادرة الهادفة إلى تحسين جودة التعليم الطبي والارتقاء بمستوى الخدمات الجراحية للأطفال.
في حديثه لـ”جسر”، أكد الدكتور العمر على أهمية هذه المحاضرات التي تستهدف العاملين في مجال رعاية الأطفال، خاصة فيما يتعلق بأمراض الجهاز البولي والتناسلي، لما لها من دور في تسهيل التشخيص الطبي ورفع الكفاءة العلمية والعملية للكوادر الطبية السورية.
من جهته، أكد الدكتور أحمد صاري، المختص بجراحة الأطفال في مشفى الأطفال بحلب، أن الورشة تطرقت إلى موضوع دقيق وضروري في مجال جراحة الأطفال، وهو الجراحة العصبية. وأردف قائلاً: “لا يجب أن تؤثر الظروف التي تعيشها سورية على البحث العلمي، خاصة وأن الطب يتطور بشكل دائم. الطبيب السوري رغم ١٤ سنة من التحديات لا بد أن يواكب هذا التطور، من الجراحة التنظيرية إلى جراحة الروبوتات”.
بدورها، شددت الدكتورة جودي سقا، أخصائية جراحة أطفال، على أهمية هذه المحاضرات لأطباء جراحة الأطفال، كونها تتيح فرصة للاطلاع على تجارب وأفكار أطباء مخضرمين من بلدان مختلفة. وتمنت أن يتم تطبيق هذه المعارف النظرية على أرض الواقع في المشافي المختصة.
أما الدكتور هادي طنوس، الجراح في مشفى الأطفال، فأكد أن المحاضرات العلمية غالباً ما تكون أكثر فائدة للطبيب من مجرد المراجع النظرية، خصوصاً إذا كانت مقدمة من أطباء ذوي خبرة واسعة.
وأضاف أن “الكادر المتخصص في مشفى حلب كان بعيداً لفترة طويلة عن هذا النوع من العمليات النوعية، لكن هذه الورشات أعادت دمجه ضمن البروتوكولات العالمية الحديثة، مما يسهم في رفع سوية الكادر الطبي بشكل ملحوظ”.
وخلال الورشة، ناقش المشاركون واقع برامج التخصص الطبي في سوريا، والتحديات التي تواجهها، مع التركيز على الفرص المتاحة لتطويرها وتحسين جودة التدريب الطبي في المشافي الجامعية والحكومية.
تعكس هذه الورشة واحدة من المبادرات الطبية النوعية التي تهدف إلى ترميم الفجوة العلمية التي خلّفتها سنوات الحرب في سوريا، وتجسد إصرار الأطباء السوريين على إعادة بناء منظومتهم الصحية بسواعدهم، رغم التحديات. وفي الوقت الذي تواصل فيه هذه المبادرات خطواتها من الشمال إلى الجنوب، تبقى قلوب الأطباء تنبض أملاً من أجل أطفال سوريا.