جسر – درعا (عبد الله الحمد)
أطلق أهالي حي طريق السد جنوب شرق درعا مبادرات تطوعية مجتمعية لإعادة الحياة عبر أعمال التنظيف والتعزيل والترحيل بالتعاون مع مديرية الخدمات الفنية بالمحافظة. وتهدف هذه المبادرة إلى نفض الغبار عن الشوارع المثقلة بركام سنوات الحرب والحقبة البائدة.
مهند المسالمة، أحد المنظمين ومن أهالي حي طريق السد، قال في حديث لـ”جسر”: “هذه المبادرة أطلقها المجتمع المدني بهدف تغيير الواقع، فهذه المنطقة ومنذ انطلاقة الثورة السورية تعرضت للقصف والدمار، بالإضافة إلى أنها كانت خط مواجهة مع قوات النظام المجرم”.
وأضاف المسالمة: “نقوم من خلال هذه الفعالية بتنظيف الشوارع والأرصفة من الردم والدمار، وقد تم التنسيق مع مديرية الخدمات الفنية بمحافظة درعا بالإضافة إلى منظمة “UNDP”، وذلك لتغيير واقع الحي وجعله أكثر جمالية”.
أما مشرف المبادرة، محمد عياش، فقد أشار خلال حديثه لصحيفة “جسر” إلى أن هذه الفعالية يقوم بها أبناء الحي بأنفسهم لتزيينه وتجميله بعد هذا الدمار الكبير، كما يقومون برسم لوحات جدارية جميلة ومن وحي الثورة ورموزها، ليؤكدوا أن النصر الكبير الذي حققه السوريون بكل أطيافهم سيلازم جميع مفاصل الحياة بالمحافظة.
وتسعى المبادرة إلى إعادة شكل الحياة التي يستحقها السوريون عموماً وأبناء المناطق التي دُمرت خصوصاً، وذلك عبر ترميم آثار الحرب الهمجية للنظام البائد لسنوات طويلة. كما تعمل الفرق التطوعية بجهود كبيرة على تجميل المنصفات والحدائق، وإزالة الأنقاض والأوساخ، وتهذيب وزراعة الأشجار.
المهندس منذر العقلة، معاون مدير الخدمات الفنية بدرعا، أكد أنه منذ اليوم الأول بعد النصر في 8 كانون الأول، “تجاوبت المديرية بشكل فوري مع جميع النداءات التي أطلقها المجتمع المحلي والوجهاء في مختلف أنحاء محافظة درعا”.
وأضاف العقلة أنه “تم رفد هذه المبادرات بالآليات اللازمة والقادرة على إزالة الأنقاض والردم وتنظيف الشوارع، بغية دعم هذه الجهود المجتمعية ومساعدتها على تذليل كل التحديات والصعوبات”.
عندما يتجول الزائر في شوارع الحي، سيلاحظ ألوان الحياة المزهوة بسوريا الجديدة والحرة، حيث تتشابك الأيادي وتُطلى الجدران التي صمدت لتظل المتكأ والفيء الذي ينشر الحياة، حيث تعكس هذه المبادرات روح العزيمة والإرادة لدى أهالي درعا، الذين يسعون لإعادة بناء مدينتهم بأيديهم رغم التحديات.